التخطيط القومي: 25 دولة نامية خصصت أكثر من خُمس إيراداتها لخدمة الدين الخارجي عام 2023

أقام معهد التخطيط الوطني ثلاثة أنشطة متابعة علمية للعام الدراسي 2024/2025 لعرض ومناقشة تقرير تمويل التنمية المستدامة 2024 بعنوان “تمويل التنمية على مفترق الطرق” تقديم نورا الرفاعي التدريسية بالإقليمية وأدارتها الجلسة هبة الباز، أستاذ الاقتصاد المساعد في مركز سياسات الاقتصاد الكلي. أقيمت الدورة بحضور خالد عطية نائب رئيس معهد البحوث والدراسات العليا، ولفيف من الأساتذة والأكاديميين والباحثين المتخصصين فيها.
ويظهر التقرير أن 25 دولة نامية أنفقت أكثر من خمس إجمالي إيراداتها في خدمة الديون الخارجية في عام 2023، وأن العديد من البلدان النامية تقدم مدفوعات فائدة مرتفعة، مما يؤدي إلى انخفاض قيمة العملات وزيادة مخاطر القدرة على تحمل الديون.
وكشف التقرير عن وجود أزمة تنمية مستدامة. وبسبب التضخم والديون وتغير المناخ وعدم المساواة، خاصة في ظل تحديات التمويل المرتبطة بتراجع تدفقات التمويل الخارجي، أشار إلى أن المصادر الرئيسية لتمويل التنمية شهدت تراجعا في السنوات العشر إلى الخمس عشرة الماضية فجوة التمويل تتسع إلى 4.2 تريليون دولار سنويا.
كما أوصى التقرير بضرورة اتخاذ تدابير عاجلة لتعبئة الموارد المالية على نطاق واسع. معالجة فجوة تمويل التنمية، لا سيما وأن النظام المالي العالمي تأثر بالصدمات والأزمات الجيوسياسية المتعاقبة، مما أدى إلى زيادة المخاطر والشكوك، مما أدى إلى عدم الوفاء بالمساعدة الإنمائية الرسمية المقدمة للتنمية المستدامة وتعزيز التنمية المستدامة. الالتزامات ذات الصلة بالتزامات تمويل المناخ.
وفيما يتعلق بالدولة المصرية، وبعد مراجعة السياق الوطني لمصر في عام 2023، سلط التقرير الضوء على أهمية دعم الحكومة لتحسين وتنسيق تمويل أهداف التنمية المستدامة بما يضمن الوصول العادل إلى التمويل الميسر، وتطوير آليات تعبئة الموارد. وبناء الشراكات ومراقبة وتقييم الأداء والإشادة بإصدار الدولة المصرية وثيقة البرنامج القطري للفترة 2023/2027 والتي تقدم رؤية شاملة خارطة طريق لتقييم احتياجات التنمية في مصر.
وخلص التقرير أيضا إلى أن مكاسب التنمية التي تحققت بدأت في التراجع، مما أدى إلى أزمة تنمية مستدامة. وتعد أعباء الديون وارتفاع تكاليف الاقتراض من العوامل الرئيسية التي ساهمت في الأزمة، حيث أدى ارتفاع مدفوعات الديون والفوائد إلى انخفاض أهداف التنمية المستدامة، وتشير التقديرات إلى أن البلدان الأكثر فقرا أنفقت 12% من دخلها على خدمة الديون خلال عام 2018. هذه الفترة السنوات العشر الماضية.
وفي هذا السياق، أوضحت هبة الباز، أن التقرير المعني هو أحد التقارير الدورية السنوية التي تصدرها الأمم المتحدة منذ عام 2016 لتحديد سياسات التنمية العالمية والوطنية وتحديد الخيارات والفرص الجديدة التي تهدف إلى: سد الفجوة بين حقوق الإنسان والتنمية، وتشكيل إطار عام لتوجيه العمل الإنمائي العالمي والوطني.
وفي هذا السياق، أشارت نورا الرفاعي إلى أن تقرير تمويل التنمية المستدامة 2024 “تمويل التنمية على مفترق الطرق” له أهمية خاصة لمعالجة تحديات التمويل في سياق الحاجة الملحة لتسريع تنفيذ خطة 2030. تحقيق أهداف التنمية المستدامة ودعم إصلاح الهيكل المالي الدولي. وتعاني معظم البلدان من قيود مالية شديدة وارتفاع مخاطر حدوث أزمة ديون، مع ارتفاع متوسط عبء خدمة الدين.