الحاصل على المركز الأول بالمسابقة العالمية للقرآن الكريم يروي لـ«البلد» قصة كفاحه من طالب بالكُتّاب إلى العالمية

رحلتي مع القرآن الكريم بدأت في سن مبكرة. كان والدي مهتمًا بتعليمي وحفظ القرآن الكريم، وأرسلني إلى مدرسين وكتبة ذوي خبرة في مدينة قليوب بمحافظة القليوبية، واستمرت الرحلة حتى كنت في السنة الأولى بالمدرسة الإعدادية الأزهرية القرآن الكريم كاملا بقيادة الشيخة اعتماد عيسى المشهورة بقارئتها “سمارة” حتى تبين أن الشيخ يمكن أن يحفظ. مجدي الرملاوي. أثناء دراستي الجامعية قرأت القرآن كاملاً على الشيخ محمد كساب وقد أذن لي برواية الإمام حفص عن عاصم وأستمر في مراجعة وقراءة القرآن الكريم. أ.
– كيف جمعت بين حفظ القرآن الكريم وتعلم اللغة الإنجليزية؟
في البداية حفظت القرآن الكريم باللغة العربية حتى التحقت بكلية اللغات والترجمة قسم الدراسات الإسلامية باللغة الإنجليزية وتركزت الدراسات على علوم القرآن الكريم وعلوم الشريعة باللغة الإنجليزية، لذلك قمنا بترجمة القرآن الكريم إلى اللغة الإنجليزية وتعلمنا القواعد الشرعية من الكتاب المقدس، ومن هنا بدأت الربط بين القرآن الكريم واللغة الإنجليزية.
– كيف يتم التحاقك بكلية اللغات والترجمة؟
في ثانوية الأزهر، كنت أبحث عن كلية أتعلم فيها العلوم الشرعية. ثم وجدت قسم الدراسات الإسلامية باللغة الإنجليزية وكنت على يقين أن هذه فرصة عظيمة لتعلم العلوم الشرعية وإتقانها باللغة الإنجليزية، مما جعلني أجتهد في السنة الثالثة ثانوي حتى حصلت على درجة تسمح لي بذلك للدراسة في هذه الجامعة التي تعد أعلى جامعة في تنسيق قسم الآداب بالأزهر، وحصلت على مجموع 89%، مما أتاح لي الفرصة لدخول الدراسة الجامعية.
– متى تم تعيينك في وزارة التأسيسات.. وما الاختبارات التي اجتزتها؟
وفي عام 2023 تم تعييني إمامًا وخطيبًا بوزارة الأوقاف، وبدأت العمل بمديرية أوقاف السويس. كانت الاختبارات التي اجتزتها للتعيين صعبة للغاية حيث أنها كانت اختبارات إلكترونية حيث اختبرنا في جميع العلوم الشرعية “التفسير – الحديث – أصول الفقه – الاعتقاد – السيرة – أصول الحديث – وغيرها”. اختبار للغة الانجليزية واختبار خاص للقدرات العقلية والمعلومات العامة، نجحت في الاختبارات الالكترونية، وبعد الاختبار الشفهي كان الاهتمام الأكبر بالقرآن الكريم واللغة العربية. وبعد اجتياز الامتحان، أخذنا دورة خاصة لتدريب الأئمة لمدة 6 أشهر، وحصلت في نهايتها على المركز الثالث من بين 250 إماما.
– ما هي أهم المسابقات التي شاركت فيها؟
شاركت في العديد من المسابقات المحلية في مصر سواء للمساجد أو المعاهد الأزهرية وحصلت على المراكز الأولى وحصلت على شهادات تقدير منذ أن كنت في العاشرة من عمري.
أخبرنا عن تفاصيل المسابقة الدولية…وخلفية حصولك على المركز الأول
لقد كنت أتابع المسابقة العالمية باهتمام منذ فترة طويلة ولطالما حلمت بالمشاركة فيها وتحقيق المركز الأول فيها، وقد وجدت هذا العام قسماً جديداً في المسابقة متخصصاً في ترجمات معاني القرآن الكريم أقرأ بلغة أجنبية وأمارس التلاوة، فقلت أن هذه فرصة لدخول المسابقة، خاصة أنها مجال خبرتي. لذلك تقدمت للمسابقة إلكترونيًا عبر موقع وزارة المؤسسات. بعد ذلك طلب منا عمل تسجيل صوتي مع ترجمة بعض معاني السور القصيرة باللغة الإنجليزية. أجرينا بعد ذلك اختبارًا تحريريًا ثم اختبارًا شفهيًا في الاختبار النهائي، وركزت الاختبارات على فهم معاني القرآن الكريم باللغات الأجنبية وترجمة بعض الآيات وإيصال معانيها واستخراج الأحكام الشرعية والمصطلحات اللغوية بالإضافة إلى كتاب “المختارون”. “اللغة الإنجليزية ساعدتني في الترجمات. لقد مكننا القرآن الكريم من التأهل لهذه المسابقة العالمية والحمد لله كان التوفيق من جانبنا وحصلنا على المركز الأول.
– كيف ترى دور مصر في حفظ القرآن الكريم؟
أولت مصر اهتمامًا كبيرًا بالقرآن الكريم منذ القدم، وخير دليل على ذلك المسابقة العالمية التي تروج لها الدولة والتي تمنح جوائز كبيرة لحفظ القرآن الكريم. وهذا يؤكد أن مصر هي الأولى والأكثر تقدما. يؤكد ما يقوله العلماء: “نزل القرآن بمكة وقرأ بمصر”.
– من هم القراء الذين تستمتع بالاستماع إليهم؟ ما النصيحة التي تقدمها لمن يريد حفظ القرآن وتعلم التجويد؟
أحب الاستماع إلى القرآن الكريم من الشيخ مصطفى إسماعيل، والشيخ محمد صديق المنشاوي، والشيخ محمود خليل الحصري، والشيخ محمود علي البنا والشيخ طه الفشني – رحمهم الله – ونصحوني لكل من يريد حفظ القرآن الكريم وتعلم التجويد يرجى زيارة معلمنا الأول الشيخ محمود خليل الحصري – رحمه الله.
ما النصيحة التي تقدمها لمن يريد حفظ كتاب الله عز وجل وإتقانه؟
وفي الختام أنصح الشباب بالرجوع والتمسك بالقرآن الكريم عملاً بما قاله النبي صلى الله عليه وسلم عن مالك بن أنس رضي الله عنه: “”إني “تركت فيكم أمرين لن تضلوا أبدا: كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم”. الذين يحفظونها. لأن القرآن الكريم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم عن أبي موسى الأشعري: «عليكم بهذا القرآن فإن الذي به اليد». إن روح محمد أفظع من روح البعير». إذا كنت ترغب في البدء في الحفظ، فأنت بحاجة إلى الاتصال بشيخ ذي خبرة. – حفظ القرآن الكريم معه وتصحيح تلاوته. فالقرآن مبني على التلقي، كما قال العلماء لمن أراد تحصيل العلم: “لا بد من شيخ فتح، وعقل حكيم، وكتب صحيحة، وصبر ومثابرة”.
– كيف ترى دور مصر في العمل بالقرآن الكريم؟
أون مصر اهتماما غير مقبول بالقرآن الكريم منذ القدم، وخير شاهد على تلك اللعبة العالمية التي ترعاها الدولة وتهتم بها، وتضع لها جوائز كبيرة المتقنين، وهذا ما يجهز أن مصر صاحبة السبق والريادة؛ مصداقًا لقول العلماء: «القرآن نزل في مكة وقرأ في مصر».
– من القراء الذين يحبون الاستماع لشخصهم؟.. وبمَ تنصح من أراد حفظ القرآن وتعلم التجويد؟
أحب سماع القرآن الكريم من الشيخ مصطفى إسه المنشاوي، والشيخ محمود خليل الحصري، والشيخ محمود علي البنا، والشيخ طه الفشني -رحمهم الله-، وأنصح من يريد أن يحفظ القرآن الكريم وتعلم التجويد أن يستمتع بمعلمنا الأول الشيخ محمود خليل الحصري -رحمه الله-.
– بمَ تنصح من يريد حفظ وإتقان كتاب الله -عز وجل-؟
ونصيحتي الأخيرة أن نعود ونتمسك بالقرآن الكريم مصداقًا هذا فيكم أَمْرَيْنِ لن تضِلُّوا ما تَمَسَّكْتُمْ بهما: كتابَ اللهِ وسُنَّةَ نبيِّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ثم نحرص دائمًا على المداومة على مراجعة القرآن الكريم لمن يحفظ؛ لأن القرآن الكريم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، عن أبي موسى الأشعري: «تَعَاهَدُوا هذا القُرْآن، فَوالذي نَفْسُ مُحَمّدٍ بَدِهِ له أشَدُّ تَفَلُّتًا مِنَ الإبِلِ في عُقُلِها». أماه فمن يريد أن يبدأ في الحفظ، أن يعود إلى شيخ ما ليحفظ معه القرآن الكريم ويصحح له تلاوته؛ لأن القرآن أخذ بالتلقي، كما قال العلماء لمن أراد إتقان العلم: «لابد من وجود شيخ فتاح، وعقل رجاح، كتب صحاح، ومداومة ولحاح»