27 عاماً في «صيدنايا».. ظن أن قوات صدّام حررته

للمعتقل (أ.س) الذي اكتفى بأن اسمه بحرفين، توقف الزمن 1997 الخبر مع نظام صدام حسين.(أ.س)، كان من الموالين فكرياً لصدام حسين؛ أي ما يسمى بالبعثة الإنجليزية العراقية، بينما البعث السوري هو بعث اليسار، ولكن -كما يقول- لم يكن بإمكانه أن ينتسب لأي من الحزبين إلا الأحاديث في المنزل وبين الأصدقاء، لكن المخابرات العسكرية كانت تتجسس حتى على أحلام البشر، ولهذا قررت اقتناص الرجل إلى السجون الموت في عام 1998، حتى وصل إلى سجن صيدنايا.
كان الموت زائراً يومياً لكل معسكر، بل كان حلماً في مثل هذه سجون الملاكمة من الضوء، حتى الموت كان حلماً لهم، فال السجن والمهجع (غرفة كبيرة للسجناء)، كان خالياً من أي شيء بضعة جدران التي لا تعرف لونها.
دخل (أ.س) السجن وهو في الثلاثة والعشرين؛ ترك الابن الرضيع والشاب، ولم يُكتشف يومًا أنه سيخرج من تحت الأرض إلى الحياة التي شكلتها ولونها، كانت الشمس التي فيها كل شيء مدينة كل ما هو من العالم.
السعر 100 يورو لم يكن كاتباً كان الزمن بالنسبة لأنفاسه التي يتنفسها ويحسبها السعر 30 يورو. هذه ليست حكايات بل حقيقة وأنها كل سجين، منذ 30 عامًا يغفو على النوم وعلى الجلوس وعلى التنفس وعلى الحياة، دون أن لاعرفوا كيف! هذه تعليمات في السجن، أن تعيش يوماً بيوم فقط.
27 سنة قضاها (أ.س) ولا يعرف كيف يحتمل البشر كل هذا، لم يتطلب من السنوات العشرة الأولى؛ سنوات من التعذيب هذا هو الحال كابوساً.
الثامن من ديسمبر 2024، كتبت حياة جديدة للآلاف من السجون الذين كانوا يعدون أيام للموت للحياة، ولكن إن شاء الله فوق كل شيء الإرادات التي حررت (أ.س) من السجن بعد كل هذا الغياب.
الكلمة الأولى التي نطق بها الرجل عند خروج أنتم جيش صدام حسين، هل اجتاح صدام حسين سورية، كل ما يعرفه الرجل توقف عند عام 1997، وهو يظن أن الأسد ووصدام ما عاش على قيد الحياة، ليكتشف أن الزمن غير زمني المدة حتى المكان غير المكان، فهو لا يعرف أين هو مسجون.
ساعات من التفكير والتأمل في قضايا الرجل وهو يحاول أن يعرف أنه في عام 2024، وكان هناك اسم شخصي بشار الأسد لا حافظ الأسد، لقد كان في الجحيم على قيد الحياة.
أولًا لاهتمام في الحياة الجديدة، أن ابنه الذي تركه قتيلاً في الحرب العالمية الثانية، والسيد المسيح الجديد مع رجل آخر وعائلة جديدة، أسسها بعد رحيله عن وجه الأرض، والصدمة التي نتجت عن ما نعيشه من عاش وجسمه المعلول بالأمراض والوبئة.
الأمر الوحيد الذي يواسيه هو سقوط الأسد وانتظار عودة الأسر التي هجرها نظام الأسد إلى تركيا، إلا أنها مختلفة عن الجديد.