في جلسة حوارية بـ«كوب 16».. مختصون: التغيرات المناخية تؤثر على التعليم

واعتبر عدد من الخبراء تغير المناخ، مثل الجفاف والتصحر، تحديا كبيرا لأنظمة التعليم في العديد من المناطق، وخاصة تلك الأكثر تضررا، وشددوا على ضرورة وضع استراتيجيات تكيف فعالة لضمان استمرار التعلم وحماية الطلاب.
وقال الخبراء خلال جلسة حوارية حول “مواءمة نظم التعليم مع تحديات تغير المناخ” ضمن فعاليات مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (COP16) بالرياض، إن التصحر والجفاف يهددان البيئة استمرارية التعليم في عدة أجزاء من العالم، ويؤكد على ضرورة تركيز الجهود الدولية على كيفية الحد من هذه التحديات المرتبطة بالمناخ التي تواجه التعلم في المناطق المعرضة للخطر.
وسلطت الجلسة الضوء على استراتيجيات التكيف التي تشمل دمج الثقافة المناخية في المناهج المدرسية، وتصميم بنية تحتية مرنة لتحمل التغيرات البيئية، ووضع سياسات داعمة للطلاب المتأثرين بالتصحر. بالإضافة إلى ذلك، تمت مناقشة رؤى حول الأساليب القابلة للتنفيذ لحماية واستدامة أنظمة التعليم في مواجهة التحديات التي يفرضها الجفاف والتصحر لضمان استمرار التعلم في المناطق الأكثر تضرراً.
وقدم المتحدثون في الجلسة حلولاً عملية من شأنها رفع مستوى الوعي والمساعدة في حل أزمة التلوث العالمية. دكتور. وأكد سامي الغامدي، أستاذ العلوم والهندسة البيولوجية والبيئية بجامعة كاوست، أن دمج الثقافة المناخية في المناهج الدراسية يعد خطوة حاسمة، لافتاً إلى أن المناهج يجب أن تتضمن موضوعات تتعلق بالتغير المناخي وتأثيره على المجتمعات والبيئة، موضحاً أنه من خلال تنمية وعي الطلاب بهذه القضايا، يمكن تحسين مهارات التفكير النقدي والحلول المستدامة، كما يمكن تنفيذ الأنشطة التعليمية العملية، مثل: الزراعة المستدامة التي يفهمها الطلاب لإدارة الموارد الطبيعية ويتطلب تصميم بنية تحتية مرنة لتمكين المدارس من البقاء في مواجهة تحديات تغير المناخ.
دكتور. من جانبه، أشار محمود السيد، الخبير الاقتصادي في البنك الدولي لبرامج التعليم في المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي، إلى أن الطلاب حول العالم خسروا نحو 11 يوماً من التعليم بسبب تأثير تغير المناخ، مؤكداً على وستعمل الحاجة على وضع سياسات داعمة للطلاب، بالإضافة إلى تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للطلاب وأسرهم، فضلا عن توفير برامج مرنة تشمل التعلم عن بعد لضمان إمكانية التعلم في الأوقات الصعبة.
وأوضح أن هناك استراتيجيات يمكن تنفيذها من خلال التعاون بين الحكومات والمنظمات المحلية والدولية، مشيراً إلى أن هذه الشراكات تشمل برامج تدريبية للمعلمين لمعالجة قضايا المناخ بشكل فعال، فضلاً عن استخدام التكنولوجيا لتحسين التعليم وتوفير الموارد على مستوى العالم. وتؤكد الأوقات الحرجة أن مكافحة الجفاف والتصحر تتطلب تنفيذ استراتيجيات استباقية وشاملة لضمان استدامة التعليم، مع التركيز على تمكين الطلاب. نريد أن نكون روادًا في مواجهة التحديات البيئية في المستقبل.
بدوره، أكد مدير عام الإدارة العامة للتعليم الإلكتروني والتعليم عن بعد بوزارة التربية والتعليم د. نورا المهنا، الحلول التي عملوا عليها لتحقيق المساواة في الوصول إلى التعليم في أوقات الاضطرابات المناخية، لضمان استمرار الوصول إلى الخدمات التعليمية.