الرياض وباريس تشيدان بمتانة العلاقات وتؤكدان بناء شراكات مستدامة

أشادت المملكة العربية السعودية وفرنسا بمتانة العلاقات الاقتصادية بين البلدين الصديقين في مختلف المجالات ومستوى التبادل التجاري بينهما. وأكدوا أهمية تعزيز الجهود لتطوير وتنويع قاعدة التعاون ومناقشة فرص التعاون في مجالات الطاقة والصناعة والتعدين والزراعة والصحة والرعاية الصحية والتكنولوجيا الحيوية والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعي وتقنيات الكم والفضاء والذكاء الاصطناعي. والمدن المستدامة.
ورحب الجانبان بالإعلان عن خارطة طريق الشراكة الاستراتيجية والتوقيع على مذكرة تفاهم بشأن تشكيل مجلس الشراكة الاستراتيجية. جاء ذلك في البيان المشترك الذي صدر في ختام زيارة الرئيس الفرنسي.
3 أهداف للعلاقات الثنائية
وبحث الجانبان إمكانيات التعاون بناء على تجربة الجمهورية الفرنسية في استضافة الفعاليات الدولية. كما رحب الجانبان بالإعلان عن خطة الشراكة الاستراتيجية والتوقيع على مذكرة تفاهم بشأن تشكيل مجلس الشراكة الاستراتيجية. ويشارك في رئاسته ولي العهد والرئيس الفرنسي، والذي سيكون بمثابة إطار شامل لمزيد من تطوير وتعميق العلاقات السعودية الفرنسية في العديد من المجالات الاستراتيجية والواعدة بين البلدين.
واتفق الجانبان على أن علاقاتهما الثنائية تخدم ثلاثة أهداف رئيسية:
إن التنمية البشرية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية والتقنية في البلدين، بالإضافة إلى الأمن والدفاع عن كل منهما، تهدف إلى ضمان الأمن والاستقرار الإقليميين والدوليين، وهما أحد المتطلبات الأساسية لمنطقة الشرق الأوسط. وأوروبا، على المستوى الاقتصادي والحفاظ على الرخاء الاجتماعي وزيادته والتصدي للتحديات العالمية، ولا سيما مكافحة تغير المناخ والصحة العالمية وحماية التنوع البيولوجي والوصول العالمي إلى المياه النظيفة.
الاقتصاد والتجارة والاستثمار
وأكد الجانبان استعدادهما لتعزيز التعاون في العديد من المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، وأشادا بمتانة الروابط الاقتصادية ومستوى التجارة بينهما. وشددا على أهمية تعزيز الجهود الرامية إلى تطوير وتنويع قاعدة التعاون الاقتصادي والاستثماري. وناقشا فرص التعاون في مجالات الطاقة والصناعة والتعدين والزراعة والصحة والرعاية الصحية والتكنولوجيا الحيوية والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعي وتقنيات الكم والسفر عبر الفضاء والمدن الذكية والمستدامة.
وأشاد الجانبان بتطور العلاقات الاستثمارية بين البلدين، وأكدا أهمية زيادة الاستثمارات المتبادلة في القطاعات الإنتاجية لكلا البلدين في إطار فرص الشراكة التي توفرها رؤية المملكة 2030 ورؤية فرنسا 2030، مع عدد من الأهداف القطاعات، بما في ذلك الطاقة المتجددة والبنية التحتية والخدمات المالية والمواد الكيميائية والنقل والطيران والصناعات المتقدمة والتحويلية وصناعة الأغذية والتعليم وريادة الأعمال والسياحة والثقافة. وأشار الجانبان إلى أهمية زيادة وتيرة التكامل الاستثماري ومواصلة بذل الجهود الحثيثة لتحسين بيئة الاستثمار للقطاع الخاص في كلا البلدين.
المملكة العربية السعودية وتشكيل مستقبل الطاقة
وأشاد الجانبان بنتائج ملتقى الاستثمار السعودي الفرنسي الذي حضره أكثر من 800 مشارك من كبريات الشركات السعودية والفرنسية وشهد توقيع العديد من العقود والاتفاقيات ومذكرات التفاهم. وأعرب الجانبان عن رغبتهما في تنظيم المزيد من الأنشطة المشتركة للمساهمة في تحقيق المنافع المشتركة.
وفي قطاع الطاقة، أشاد الجانبان بعمق التعاون بينهما، وأكدا على أهمية تعزيز تعاونهما في مجالات الطاقة المختلفة، بما في ذلك مصادر الطاقة المتجددة والاستخدامات السلمية للطاقة النووية. وأشاد الجانب الفرنسي بدور المملكة في تشكيل مستقبل قطاع الطاقة، وأكد استعداد الشركات الفرنسية لتقديم المزيد من الدعم لتحقيق أهداف المملكة على صعيد التخلص من الكربون من خلال تطوير الطاقة المتجددة والهيدروجين، وكذلك في مجال الطاقة المتجددة. مجال الطاقة النووية المدنية بموجب الاتفاقية الثنائية الموقعة بين البلدين عام 2011.
واتفق الجانبان على أهمية التعاون في مجال تطوير مشروع الهيدروجين والنقل والتصدير إلى مراكز الطلب في أوروبا والعالم، فضلاً عن تطوير استخدامه في الصناعة والنقل وغيرها من المجالات.
استدامة سلاسل التوريد
وأكد الجانبان على أهمية استكشاف مجالات التعاون المشترك لضمان استدامة سلاسل التوريد وتأمين المواد الخام والمعادن الاستراتيجية في صناعات تحويل الطاقة وضمان استدامة إمدادات الطاقة العالمية. كما ناقشا تطوير المشاريع في هذه المجالات وزيادة حصة القطاع الخاص وزيادة الطلب على المعادن والأحجار الكريمة المحلية لتحقيق المنفعة المتبادلة، فضلا عن التعاون في مجالات الابتكار بما في ذلك تطبيق التقنيات الجديدة مثل الذكاء الاصطناعي في مجال الطاقة. قطاع.
وأشار الجانبان إلى قوة العلاقات التجارية الثنائية وأكدا التزامهما بتكثيف التعاون في جميع مجالات الطاقة.
“فيلا الحجر” مؤسسة سعودية فرنسية بارزة
وأشاد الجانبان بالتعاون الثقافي بين البلدين، وأشارا إلى الشراكة القائمة والمبادرات والإنجازات في محافظة العلا، وأشارا إلى التقدم المحرز في مشروع “فيلا الحجر” الذي تكرسه هذه المؤسسة الثقافية السعودية الفرنسية المهمة. تم إطلاق مبادرة تعزيز الفنون والثقافات والحفاظ عليها رسميًا خلال زيارة الرئيس إيمانويل ماكرون لمحافظة العلا، مما يمثل علامة فارقة مهمة في الرؤى الثقافية المشتركة بين البلدين. وفي إطار الاتفاقية الثنائية الموقعة بين البلدين، رحب الجانبان بالتوقيع على اتفاقية لدعم ترميم مركز جورج بومبيدو الثقافي في باريس.
وأكد الجانبان التزامهما المشترك بتعزيز التعاون الثقافي السعودي الفرنسي، ووقعا العديد من الاتفاقيات في هذا المجال. تهدف إلى تعزيز التعاون في المجالات الثقافية الرئيسية بما في ذلك التراث والمتاحف والأفلام والمكتبات وعلم الآثار والأزياء والفنون الجميلة والتصوير الفوتوغرافي والمتاحف والأفلام والمكتبات. وأعلن الرئيس ماكرون خلال الزيارة عن إنشاء المعهد الفرنسي في المملكة.
تعزيز الشراكات في قطاع التعليم
وأكد الجانبان التزامهما بتعزيز التعاون في مجال التعليم والبحث العلمي والابتكار، وأشادا بالمبادرات المشتركة لتعزيز الشراكات بين الجامعات والتعليم الطبي وبرامج تبادل الطلاب وأعضاء هيئة التدريس وفرص المنح الدراسية للطلاب والباحثين في كلا البلدين.
وأكد الجانبان على أهمية تعزيز التعاون في مجال الذكاء الاصطناعي، وناقشا قمة العمل المقبلة حول الذكاء الاصطناعي التي تستضيفها الجمهورية الفرنسية.
وأكد الجانبان على الأهمية المركزية لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ. وفي هذا السياق، أشاد الجانب السعودي بجهود الجمهورية الفرنسية في إطار “ميثاق باريس من أجل الناس والكوكب”. وأشاد الجانب الفرنسي بإطلاق المملكة مبادرتي السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر. وأكد الجانبان على أهمية التعاون الدولي والعمل المشترك في المنصات الدولية، بما في ذلك منتدى وزراء الطاقة النظيفة، ومبادرة الابتكار، وصناديق الثروة السيادية: كوكب واحد. أبدى الجانب الفرنسي رغبته في مشاركة المملكة في مؤتمر الأمم المتحدة الثالث للمحيطات في يونيو 2025 في مدينة نيس الفرنسية، والذي تستضيفه جمهورية فرنسا وكوستاريكا.
وأكد الجانبان التزامهما بدعم الحلول للتحديات المتعلقة بالحصول على المياه النظيفة والإدارة المستدامة للمياه. وفي هذا السياق، ترأس ولي العهد والرئيس الفرنسي، بمشاركة رئيس جمهورية كازاخستان ورئيس البنك الدولي، قمة “مياه واحدة” بهدف وضع أجندة للتعاون الدولي في مجال المياه والصرف الصحي. مجال إدارة المياه وإيجاد الحلول لتحقيق أهداف التنمية المستدامة المتعلقة بالمياه والأمن الغذائي.
التعامل مع الأوبئة العالمية المستقبلية
وأكد الجانبان مجددًا دعمهما لتعزيز أنظمة الصحة العالمية لمواجهة الأوبئة المستقبلية، وأعربا عن استعدادهما لدعم المبادرات العالمية للتصدي للأوبئة الحالية والمستقبلية والمخاطر والتحديات الصحية، والعمل في إطار مجموعة العشرين لمواجهة التحديات الصحية العالمية. وأعربوا عن رغبتهم في تعزيز التعاون في مجالات صناعة الأدوية، وتطوير اللقاحات والأدوية وأدوات التشخيص، وضمان جودة وسلامة وفعالية المنتجات البيطرية. وفي هذا السياق، رحب الجانبان بافتتاح أكاديمية منظمة الصحة العالمية في ديسمبر 2024 في مدينة ليون الفرنسية لتدريب المهنيين الصحيين من جميع القارات. ونوه الجانب الفرنسي بانضمام المملكة العربية السعودية إلى البرامج الأكاديمية لمنظمة الصحة العالمية.
– إدانة عنف المستوطنين في الضفة الغربية
وأشاد الجانبان بالتعاون الدفاعي والأمني التاريخي بين البلدين، وأكدا عزمهما على توسيع التعاون بينهما وبناء شراكات دفاعية استراتيجية مستدامة تخدم وتحقق المصالح المشتركة. وأشادوا بمستوى التعاون والتنسيق الأمني بينهما، وأبدوا رغبتهم في الارتقاء به لا سيما في مجالات التدريب وتبادل الخبرات والتمارين المشتركة والأمن السيبراني، فضلاً عن الشراكات لتعزيز القدرات الدفاعية الداعمة لأمن المملكة. وشددوا على أهمية مكافحة الجريمة بجميع أشكالها، بما في ذلك الاتجار بالمخدرات والإرهاب، فضلا عن تمويلها.
وأكد الجانبان مجددا التزامهما بمواصلة تنسيق وتكثيف الجهود لضمان السلام والأمن الدوليين. وتبادلا وجهات النظر حول القضايا ذات الاهتمام المشترك على المستويين الإقليمي والدولي، وأكدا مجددا التزامهما بتحسين التعاون وتنسيق الجهود في هذا الصدد.
وعلى المستوى الإقليمي، أعرب الجانبان عن قلقهما العميق إزاء الوضع الإقليمي العام وتأثيره على أمن واستقرار المنطقة. وطالبوا جميع الأطراف بضبط النفس والامتناع عن اتخاذ إجراءات من شأنها أن تساهم في مزيد من التصعيد، مؤكدين التزامهم بمواصلة العمل بما يسهم في خفض التصعيد.
وفيما يتعلق بتطورات الأوضاع في فلسطين، أعرب الجانبان عن قلقهما العميق إزاء الكارثة الإنسانية في قطاع غزة، وخاصة في شمال القطاع، والعدد الكبير من الضحايا المدنيين، وخاصة النساء والأطفال. ودعوا إلى وقف دائم لإطلاق النار وإطلاق سراح جميع الرهائن وحماية المدنيين وفقا للقانون الإنساني الدولي والقانون الدولي. كما أكد الجانبان على الحاجة الملحة لتقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية للشعب الفلسطيني وفقا لقرار مجلس الأمن، وتمكين المنظمات الدولية والإنسانية من القيام بعملها، بما في ذلك وكالات الأمم المتحدة، وعلى وجه الخصوص وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا). وكالة اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) ودعم جهودها في هذا الصدد.
– إدانة منع عمل وكالة الأونروا في الأراضي الفلسطينية
وأدان الجانبان قرار الكنيست الإسرائيلي منع وكالة الأونروا من العمل في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وقراره رفض إقامة دولة فلسطينية، بما يتعارض مع قرارات مجلس الأمن الدولي. وأدان الجانبان العنف المستمر الذي يمارسه المستوطنون المتطرفون في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، وكذلك قرارات سلطات الاحتلال الإسرائيلي بتوسيع المستوطنات وإضفاء الشرعية على البؤر الاستيطانية في جميع أنحاء الضفة الغربية المحتلة. وأدانوا الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة للمقدسات في القدس، وأعربوا عن رفضهم القاطع لأية محاولات لتغيير الوضع التاريخي والديني والقانوني القائم. وشدد الجانبان على ضرورة تكثيف الجهود لتحقيق حل شامل وعادل للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على أساس حل الدولتين ومبادرة السلام العربية وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، وبما يضمن أمن الشعبين. العيش جنباً إلى جنب في أمن وسلام. وشدد الجانبان على أهمية توحيد قطاع غزة مع الضفة الغربية في ظل السلطة الفلسطينية وضرورة مواصلة دعم السلطة الفلسطينية.
وثمن الجانب الفرنسي استضافة المملكة لـ”القمة العربية الإسلامية الاستثنائية” التي عقدت الشهر الماضي في مدينة الرياض، وقرر الانضمام إلى “التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين” الذي استضافته المملكة الشهر الماضي. كان أكتوبر 2024 في مدينة الرياض. وفي هذا السياق، وبهدف تعزيز الجهود لتحقيق (حل الدولتين)، ستترأس المملكة العربية السعودية والجمهورية الفرنسية المؤتمر الدولي الرفيع المستوى للتسوية السلمية للقضية الفلسطينية وتنفيذ اتفاق السلام الشامل. حل الدولتين)، والذي، وفقًا لقرار الجمعية العامة، سيعقد في الفترة من 2 إلى 4 يونيو 2025 في مدينة نيويورك من أجل اعتماد تدابير عملية للتسوية السلمية لفلسطين مع جميع الشركاء و لتطوير حل الدولتين وتنفيذها.
الحفاظ على سيادة لبنان وسلامة أراضيه
وفيما يتعلق بالقضية اللبنانية، أكد الجانبان مجددا التزامهما بأمن لبنان واستقراره وسلامة أراضيه مع الحفاظ على سيادة لبنان ووحدة أراضيه. وأعربوا عن تضامنهم الكامل مع الشعب اللبناني في مواجهة الأزمة الحالية وشددوا على ضرورة تنفيذ قرار مجلس الأمن. وشددوا أيضا على أهمية دور القوات المسلحة اللبنانية وقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) في الحد من مخاطر التصعيد وشددوا على ضرورة ضمان حرية الحركة الكاملة والوصول الآمن لليونيفيل. وأشاد الجانبان باتفاقيات وقف الأعمال العدائية التي تم التوصل إليها بجهود الجمهورية الفرنسية والولايات المتحدة الأمريكية، ودعا جميع الأطراف إلى تنفيذها بالكامل، مع التأكيد على أهمية وقف إطلاق النار.
دعم الشعب اللبناني وسيادته
وأشاد الجانبان بنجاح المؤتمر الدولي لدعم الشعب اللبناني وسيادته، وشددا على أهمية تمكين الدولة اللبنانية ومؤسساتها كافة من الوفاء بالتزاماتها وبسط سيادتها على كامل الأراضي اللبنانية، وشددا على الدور الحاسم فيه. للقوات المسلحة اللبنانية في الحفاظ على أمن لبنان واستقراره. وشددوا على أهمية التنفيذ الكامل لاتفاق الطائف والقرارات الدولية ذات الصلة. وأعربوا عن دعمهم لجهود “المجموعة الخماسية لدعم لبنان”، وشددوا، من بين أمور أخرى، على الحاجة الملحة إلى قيام القيادة اللبنانية بتسريع إجراء الانتخابات الرئاسية وتنفيذ الإصلاحات الاقتصادية اللازمة من أجل الوفاء بالتزاماتها. ومسؤولياته تجاه مواطنيه واستعادة سلطة الحكومة اللبنانية في جميع أنحاء البلاد، مؤكدا دعمه للجهود الرامية إلى إعادة دمج لبنان في المنطقة، بما في ذلك المبادرات الرامية إلى بناء الثقة والتعاون مع الدولة اللبنانية.
دعم مجلس القيادة اليمني
وأكد الجانبان دعمهما الكامل للمجلس القيادي الرئاسي للجمهورية اليمنية، وشددا على أهمية دعم الجهود الدولية والإقليمية للتوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة اليمنية. وأشاروا إلى أن الحل الوحيد للسلام والاستقرار في اليمن هو الحل الشامل والسياسي برعاية الأمم المتحدة. ودعا الجانبان الأطراف اليمنية، خاصة الحوثيين، إلى البدء بمفاوضات جادة لتحقيق السلام الدائم في اليمن. وأكدوا مجددا دعمهم لجهود المبعوث الخاص للأمم المتحدة هانز جروندبرج في هذا الصدد. وأشاد الجانب الفرنسي بجهود المملكة ومبادراتها العديدة لتعزيز الحوار والمصالحة بين الأطراف اليمنية، فضلاً عن دورها في تقديم وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى كافة مناطق اليمن.
وشدد الجانبان على أهمية الحفاظ على أمن واستقرار منطقة البحر الأحمر، حيث تعد حرية الملاحة مطلباً دولياً لارتباطها بمصالح العالم أجمع، وضرورة معالجة كافة المخاطر المرتبطة بها وتجنب التهديدات التي تهددها. الأمن والسلام الإقليمي والدولي وحركة التجارة العالمية والاقتصاد الدولي.
وفي الشأن العراقي، أكد الجانبان دعمهما لسيادة جمهورية العراق واستقرارها وأمنها ولجهود الحكومة العراقية لتحقيق الأمن والاستقرار والتنمية بما يلبي تطلعات الشعب العراقي ويمنع الجماعات الإرهابية. التدخل الخارجي في شؤون العراق الداخلية. واتفق الجانبان على أهمية عقد مؤتمر بغداد (الثالث) المقرر عقده خلال الأشهر المقبلة للمساعدة في تحقيق هذه الأهداف وتحسين الاستقرار والأمن في المنطقة.
وقف الأعمال العدائية في السودان
وفي الشأن السوداني، دعا الجانبان القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع إلى وقف الأعمال العدائية والوفاء بالتزاماتها بموجب إعلان جدة الصادر في 11 مايو 2023، لحماية المدنيين ومنع وصول المساعدات الإنسانية بشكل عاجل ودون أي مساعدات. وفي هذا السياق، أشادوا بالتزامات مجلس السيادة الأخيرة بتسهيل العمليات الإنسانية من جمهورية تشاد إلى السودان عبر معبر أدري الحدودي وإنشاء مراكز إنسانية. مراكز المساعدات في الأبيض أصبحت ممكنة. و(كادقلي) و(الدمازين) مما يساعد على تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية التي جمعها المجتمع الدولي خلال مؤتمر (باريس).
وجدد الجانبان دعوتهما جميع الأطراف الخارجية إلى عدم اتخاذ إجراءات من شأنها زيادة التوترات وتأجيج الصراع في السودان، وأكدا التزامهما بدعم استئناف عملية الانتقال السياسي بقيادة السودان نحو تشكيل حكومة مدنية، وحقوق السودان تحفظ الأمن. استقرارها ووحدة مؤسساتها الدستورية.
التزام إيران بسلمية برنامجها النووي
رحب الجانب الفرنسي بالاتفاق بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية في مارس 2023 على استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما، معرباً عن أمله في أن تساهم هذه الخطوة في تحسين الأمن والاستقرار في المنطقة. وشدد الجانبان على أهمية التزام إيران بسلامة برنامجها النووي، وضرورة تعاون إيران الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية لضمان استخدام برنامج إيران النووي للأغراض السلمية فقط، وأهمية التوصل إلى حل دبلوماسي للأزمة. وهذه المسألة تأخذ في الاعتبار شواغل عدم الانتشار ومصادر التهديدات للأمن والسلم الإقليميين والدوليين.
وأعرب الجانبان عن قلقهما العميق إزاء الأزمة الأوكرانية وما نتج عنها من معاناة إنسانية وتأثيرها على الاقتصاد العالمي، خاصة فيما يتعلق بأمن الغذاء والطاقة. وشدد الجانبان على أهمية احترام ميثاق الأمم المتحدة والامتناع عن التهديد بالعنف ضد سلامة الأراضي أو السيادة أو الاستقلال السياسي لأي دولة. وشددوا على ضرورة تحقيق سلام شامل وعادل ودائم في أوكرانيا وفقا لميثاق الأمم المتحدة في أسرع وقت ممكن. وأعرب الجانب الفرنسي عن تقديره للجهود الإنسانية والسياسية التي يبذلها ولي العهد ورئيس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، الذي قدم المساعدات الإنسانية لأوكرانيا، وأطلق سراح عدد من أسرى الحرب من مختلف الجنسيات، ودعم جهود السلام. وأشاد الجانب السعودي بدور جمهورية فرنسا في حل الحرب سياسيا وإحلال السلام.