وكيل الأزهر: إن لم نخطط للتعامل مع الذكاء الاصطناعي للإفادة من فرصه وتجنب مخاطره فلن نضمن نتائجه

منذ 4 شهور
وكيل الأزهر: إن لم نخطط للتعامل مع الذكاء الاصطناعي للإفادة من فرصه وتجنب مخاطره فلن نضمن نتائجه

وكيل الأزهر الشريف د. أكد محمد الدويني أن الذكاء الاصطناعي مجال جديد يثبت نفسه يوماً بعد يوم في مجالات الحياة، لافتاً إلى أننا لا نخطط للتعامل معه وفق معايير تضمن لنا استغلال الفرص. وتجنب مخاطرها المحتملة فلا يمكننا ضمان نتائجها.

وأضاف الدويني، أمس، خلال مشاركته في المؤتمر العاشر لكلية التربية بجامعة الأزهر بعنوان «الذكاء الاصطناعي ونظام التعليم: بين الطموحات والمخاطر»، أنه لا بد من مواجهة الذكاء الاصطناعي بالذكاء الاستراتيجي العالي. التخطيط، ويثبت التاريخ أن الأمم التي تعتمد التخطيط أسلوب حياة يمكنها تصحيح أخطاء ماضيها، وتحسين إدارتها لواقعها، والتنبؤ بمستقبلها.

وأوضح أن التخطيط من خصائص الحضارة الإسلامية فهو مبدأ ديني بامتياز، وقد ظهر هذا التخطيط في كثير من الآيات القرآنية وفي وقائع من السيرة النبوية.

وأشار الدويني إلى أنه نظرا للثروة المعرفية والتكنولوجية التي نشهدها اليوم، يجب علينا التأكد من أن لدى الأمم خطط طموحة وواقعية، وإلا فسيكون لها خطط أخرى، مؤكدا أن التعليم وعلومه لا يجوز عزلها عن الاصطناعي الذكاء وتطبيقاته التكنولوجية التي يمكن أن تساهم في تطوير العمل التربوي وتحسين استراتيجياته واتخاذ قراراته بشكل عام.

وأوضح وكيل الأزهر الشريف أن الذكاء الاصطناعي قادر على تطوير أنظمة وبرامج تحاكي قدرات العقل البشري على التحليل المنطقي والاستدلال الموضوعي من خلال قدرته على معالجة كميات كبيرة من البيانات بكفاءة وسرعة في المعالجة مما يضمن تفوق الإنسان في بعض العوامل؛ ويجب أن نأخذ في الاعتبار التحديات الكبرى والمخاطر المتنوعة التي قد ينطوي عليها ذلك. على سبيل المثال التهديد الذي يتعرض له الوجود الإنساني أو الدمار الناتج عن الاستخدام غير الأخلاقي لتطبيقاته.

وتابع: “لا يمكن التغاضي عن العصر الحالي، ولا يمكن التغاضي عن مساهماته أيضا”. ومثل أي إنجاز حضاري، لا يملك الإنسان رفاهية الاختيار بين رفضه أو قبوله. بل عليه أن يحتضنها بالإيجابية والاستثمار الجيد والتفاعل المثمر. أن يكون مستحقاً طوال حياته للخير الذي وصف الله به الأمة. من الضروري أن يقرأ الأشخاص العقلانيون والصادقون ماضيهم ويعالجونه جيدًا، مع الاستفادة الجيدة من البيانات والإنجازات في ذلك الوقت.

وأعرب وكيل الأزهر عن ثقته في أن هذا المؤتمر قادر على الإجابة على التساؤلات التي قد تطرح: حول قدرة الذكاء الاصطناعي على تقديم تجارب تعليمية تثري العملية التعليمية، وكذلك مدى تأثير هذه البرامج على العمل الجماعي. والبيئات التعليمية. المهام الجديدة التي يضيفونها للمعلمين وإمكانية أن يكون الذكاء الاصطناعي فرصة حقيقية لإيصال المعرفة إلى الأماكن النائية والمحرومة. ونأمل أن تساعد أبحاث المؤتمر في تقديم رؤية متكاملة للتعامل مع الذكاء الاصطناعي بحذر ويقظة، مع ضمانات الحفاظ على القيم والهوية.


شارك