موقف سعودي راسخ مهما طرأت التغيُّرات

منذ 4 شهور
موقف سعودي راسخ مهما طرأت التغيُّرات

ولم تغير المملكة العربية السعودية موقفها من حل المشكلة العربية المركزية (القضية الفلسطينية). لقد كانت هذه ممارسة شائعة منذ مبادرة الملك فهد بن عبد العزيز. وأصبحت هذه مبادرة سلام عربية بعد أن تبنتها القمة العربية في بيروت عام 2003. وتلتزم حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز بهذا الموقف، رغم تغير احتلال البيت الأبيض في واشنطن. وشددت الحكومة السعودية على أن أي مفاوضات لتطبيع العلاقات مع إسرائيل يجب أن تضمن تقديم إسرائيل وعدا معترفا به دوليا لتمهيد الطريق لقيام دولة فلسطينية، وهو ما يعني تنفيذ “حل الدولتين”. وهو ما أقره المجتمع الدولي والأمم المتحدة، حيث وعد العرب بإلقاء أسلحتهم مقابل الأرض والدولة الفلسطينية. لكن ما يعيق السلام في المنطقة ليس السعودية ولا الدول العربية الأخرى. بل إن السماح لإسرائيل بالإفلات من العقاب حتى وهي ترتكب مجازر الإبادة الجماعية في قطاع غزة، وتدمر بنيته التحتية، وتسعى إلى طرد الفلسطينيين، وتحرمهم من الدواء والغذاء والمرافق الصحية، يجعل الموت والفناء أقرب إلى الفلسطينيين من الأقدار. أرادها خالق الكون والإنسانية. إن مبادرة السلام العربية هي خطة ظلت قيد الإعداد لأكثر من عقدين من الزمن، وليس من المنطقي أن تقبلها حكومة إسرائيلية فقط إذا قررت حكومة يمينية متطرفة رفضها. لكل هذه الأسباب، لجأت السعودية إلى شركائها العالميين في مؤتمر المنامة الأمني لتحقيق هدف السلام والاستقرار في المنطقة. وهذا هدف يتطلب توفير الضمانات الأمنية الكافية. لأن جميع الشركاء يدركون أن تكاليف إفلات إسرائيل من العقاب ستكون باهظة بالنسبة لجميع أنحاء العالم.


شارك