وزارة الأوقاف تعلن موضوع خطبة الجمعة القادمة بعنوان لا تغلوا في دينكم

منذ 2 ساعات
وزارة الأوقاف تعلن موضوع خطبة الجمعة القادمة بعنوان لا تغلوا في دينكم

حددت وزارة الأوقاف موضوع خطبة الجمعة القادمة في 8 أغسطس 2025، الموافق 14 صفر 1447 هـ، بعنوان «لا تغلُوا في دينِكُم.. وما كان الرفقُ في شيءٍ إلا زانه».

وأشارت وزارة الأوقاف إلى أن هدف هذه الخطبة هو التوعية بمخاطر الغلو والتشدد على الفرد والمجتمع.

الموضوع الرئيسي لخطبة الجمعة

الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، والصلاة والسلام على سيدنا محمد ﷺ، أما بعد…

(1) تناول القرآن الكريم موضوع “الغلو” في مواضع عدة، حيث تم ذكره بألفاظ متنوعة وسياقات مختلفة:

  • ذم الغلو بصورة مباشرة حيث قال تعالى: {لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ} [النساء: 171].
  • وفسر الزمخشري هذا الغلو إلى قسمين: “غلو حق”، وهو السعي وراء حقائق الدين، و”غلو باطل”، وهو تجاوز الحق وإتباع الأهواء.
  • أشار أيضًا إلى الطغيان في قوله تعالى: {كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَلَا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي} [طه: 81].

والنهي عن الغلو يشمل كل الملل والشرائع السماوية، والمسلمون من الأجدر بهم الابتعاد عن الغلو، لأن دينهم دين الرحمة واليسر.

الأمة الوسط

تُعتبر الوسطية إحدى الخصائص البارزة في هذه الأمة، وقد صارت مضرب الأمثال. قال الماوردي: إن الله وصف هذه الأمة بأنها “وسط”؛ لأنهم لا يغلو في دينهم ولا يقصرون كما حدث مع الأمم السابقة، فهم أهل اعتدال.

وقد ذكر ابن جرير الطبري أن وصف الله لهم بـ “وسط” يدل على توازنهم بين الإفراط والتفريط.

قال تعالى: {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [هود: 112].

تعليمات النبي ﷺ

كان النبي ﷺ دائمًا أسهل الناس في التعامل مع الأمور، حيث كان يتبع اليُسري. فعن عائشة رضي الله عنها، أنه لم يُخيَّر بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثمًا.

كان النبي يدعو دائمًا إلى القلب السليم وحسن التعامل مع الناس، حيث قال: «إن الله لم يبعثني معنتًا، بل بعثني معلمًا ميسرًا» (رواه مسلم).

الرفق والوسطية

الرفق هو المنهج الواقعي الذي يتماشى مع الفطرة الإنسانية. المسلم يستلهم من النبي ﷺ كيفية أداء حقوق الله والنفس والعباد برفق دون تعارض.

أما من شدد على نفسه، فإن دينه في النهاية سيتغلب عليه. قال النبي ﷺ: «سَدِّدُوا وقَارِبُوا… والقَصْدَ القَصْدَ تَبلُغُوا» (رواه البخاري).

آثار الغلو

التشدد يولد الكبرياء والغرور، مما يؤدي إلى وصف الآخرين بالفسق أو الكفر. عن أبي سعيد الخدري، نقل رسول الله ﷺ: «سيكون في أمتي اختلاف وفرقة…» (رواه أبو داود).

كذلك، حذر النبي ﷺ من الغلو نظرًا لما يترتب عليه من مخاطر. قال ابن عباس: «إياكم والغلو في الدين، فإنه أهلك من قبلكم» (رواه النسائي).

خطوات مواجهة الغلو

يجب أن نغرس وسطية الدين في نفوس الأجيال القادمة، وأن نأخذ المعرفة من الأهل المختصين ونجتنب الصفحات الإلكترونية التي تدعو إلى الغلو والتشدد.

أهمية الصداقة

يؤكد القرآن الكريم على ضرورة اختيار الأصدقاء، حيث يُصبح أصدقاء السوء أعداء يوم القيامة. قال تعالى: {الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ} [الزخرف: 67].

نسأل الله أن يرزقنا السداد والتوفيق في أعمالنا، وأن يجعل بلادنا آمنة رخية، وأن يوفق قادتنا لما فيه نفع البلاد والعباد.


شارك