وزير الزراعة يزرع شجرة زيتون تكريماً لضحايا انفجار مرفأ بيروت في ذكراه الخامسة

قال وزير الزراعة اللبناني نزار هاني إنه يتم زراعة شجرة زيتون باسم كل ضحية من ضحايا حادث انفجار مرفأ بيروت الذي وقع قبل خمس سنوات، وذلك تعبيرًا عن الالتزام بالحقيقة والعدالة.
افتتاح حديقة زيتون رمزية
جاء هذا التصريح خلال افتتاح الوزير اليوم الاثنين لحديقة زيتون رمزية، بحضور رئيس الوزراء نواف سلام، حيث تحمل هذه الحديقة أسماء ضحايا الانفجار الذي أسفر عن مقتل أكثر من 220 شخصًا وجرح الآلاف، وخلّف عشرات المفقودين وحوالي 300 ألف مشرد. كما خلف الانفجار نحو 800 حالة إعاقة دائمة ومؤقتة، بالإضافة إلى تدمير أو تضرر آلاف المنازل.
وعود بالوفاء للضحايا
وأضاف هاني في كلمته الافتتاحية أن الوجع الوطني لا يُنسى، وأن الأرض، كما الشعب، لا تنسى أبنائها. وبمناسبة ذكرى انفجار مرفأ بيروت، أكد أن هذه الوقفة هي تعبير عن الحزن والوفاء، لنظهر أننا لم ننسَ، ولن ننسى. نزرع اليوم زيتونة باسم كل ضحية، كما زرعنا بالأمس أرزة في محمية أرز الشوف تحمل أسماءهم، وهي ليست مجرد رموز، بل هي فعل إيمان بأن الذاكرة الوطنية تبقى حية، وبأننا قادرون على تحويل الألم إلى بذور أمل، والمأساة إلى نهوض والتزام بالحياة.
رسالة مزدوجة من المبادرة
وأكد أن هذه المبادرة تحمل رسالة مزدوجة: أولًا، أن كل شجرة تُغرس اليوم هي شاهد حي على الحقيقة، وأن من رحلوا ليسوا أرقامًا، بل هم وجوه وأسماء محفورة في الذاكرة. هذه الأسماء تنبض في كل أرزة وتُضيء في ظلال كل زيتونة، وتعلو في صوت كل من يطالب بالعدالة والكرامة. وثانيًا، أن الزراعة بتجسيدها للانتماء هي شكل من أشكال الوفاء والالتزام الوطني، فغرس شجرة على هذه الأرض هو عهد بالعدالة للضحايا، وعهدٌ يستمر عبر الزمن.
التأكيد على أهمية الزراعة
وذكر هاني: “باسم الأرض التي تحتضننا جميعًا، نؤكد أن الزراعة فعل انتماء، وأن الغرس في هذه الأرض هو عهد بالوفاء للضحايا الذين سقطوا في قلب عاصمة تستحق الحياة. نحن نزرع اليوم شجرة، لكننا نغرس أيضًا التزامًا لا يتبدد، التزامًا بالحقيقة والعدالة، وللوطن. الرحمة لأرواح الضحايا، والعدالة لبيروت ولكل لبنان.”
جهود وزارة الزراعة
تأتي هذه المبادرة الرمزية في إطار جهود وزارة الزراعة لتكريس المساحات الخضراء كمساحات للذاكرة والحياة، وفي سياق أوسع يعكس التزام الوزارة بربط الأرض بالهوية، والبيئة بالعدالة الاجتماعية.