اليونيسف تطالب إسرائيل بحماية الأطفال وتسهيل مد المساعدات الإنسانية إلى غزة

دعا تيد شيبان، نائب المديرة التنفيذية المعني بالعمليات الإنسانية والإمداد في صندوق الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، السلطات الإسرائيلية إلى السماح بدخول المزيد من المساعدات الإنسانية والتجارية إلى قطاع غزة، بحيث يصل عدد الشاحنات إلى حوالي 500 شاحنة يومياً.
ضرورة توفير المساعدات الإنسانية
وفقًا لمركز إعلام الأمم المتحدة، شدد شيبان على ضرورة عدم قتل الأطفال أثناء انتظارهم في طوابير مراكز التغذية أو أثناء جمع المياه. كما أكد أن الناس يجب ألا يصلوا إلى حالة من اليأس تجعلهم يقتحمون قوافل المساعدات بحثًا عن الطعام. وأكد على ضرورة “غمر القطاع بالمساعدات عبر جميع القنوات والمعابر”.
الواقع المؤلم في غزة
كشف شيبان أن آثار المعاناة والجوع واضحة على وجوه العائلات والأطفال. وأشار إلى مقتل أكثر من 18 ألف طفل في غزة منذ بدء الحرب، أي بمعدل 28 طفلاً يوميًا، وهو ما يعادل فصلاً دراسياً كاملاً.
خطر المجاعة
أوضح المسؤول في اليونيسف أن قطاع غزة يواجه خطرًا كبيرًا من المجاعة، حيث يعاني واحد من كل ثلاثة أشخاص في غزة من نقص الغذاء، وقد تجاوز مؤشر سوء التغذية عتبة المجاعة. اليوم، أكثر من 320 ألف طفل صغير معرضون لخطر سوء التغذية الحاد.
قصص مأساوية
أشار شيبان إلى لقاءه بعائلات عشرة أطفال قُتلوا في غارة جوية إسرائيلية بينما كانوا ينتظرون للحصول على مكملات غذائية في عيادة تغذوية تدعمها اليونيسف في دير البلح. وأكد أنه لا ينبغي أن يحدث ذلك، فهؤلاء الأطفال ليسوا ضحايا كارثة طبيعية، بل هم ضحايا للتجويع والقصف والتهجير.
جهود اليونيسف لمواجهة الأزمة
أكد شيبان أن اليونيسف تبذل قصارى جهدها لمعالجة الوضع من خلال دعم الرضاعة الطبيعية وتوفير حليب الأطفال ومعالجة الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد، لكنه حذر من أن الاحتياجات هائلة.
الوضع الحقوقي في المناطق المحتلة
من جهة أخرى، أشار مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إلى استمرار إطلاق النار وقصف الفلسطينيين من قبل القوات الإسرائيلية، خاصة على طول طرق قوافل المساعدات الغذائية وعلى مقربة من مواقع “مؤسسة غزة الإنسانية”.
وذكر المكتب أن 105 فلسطينيين قُتلوا وأصيب ما لا يقل عن 680 آخرين خلال الأيام الأخيرة في مناطق تعرضت للقصف، وذكر أن عدد الفلسطينيين الذين قتلوا أثناء بحثهم عن الطعام منذ 27 مايو وصل إلى 1373 شخصًا.
مطالبات بالتحقيق والمساءلة
شدد مكتب حقوق الإنسان على ضرورة التحقيق في كل حالة قتل بشكل عاجل ومستقل، محملاً إسرائيل – بصفتها القوة القائمة بالاحتلال – المسؤولية في ضمان توفير جميع أشكال المساعدات الإنسانية للفلسطينيين في غزة.
دعوات للتدخل الدولي
دعا المكتب الأممي الدول إلى استخدام كافة الوسائل المتاحة لوقف انتهاكات القانون الدولي والتزامها الأخلاقي لمنع المزيد من قتل المدنيين. وأكد فرحان حق، نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة، أن الحرمان الطويل من الإمدادات الأساسية أدى إلى تفاقم الأزمة في غزة، وأن السبيل الوحيد لمعالجة هذا الوضع هو فتح قنوات المساعدات بلا عوائق.
وشدد على ضرورة السماح لعمال الإغاثة بالوصول الآمن والسريع لتوصيل المساعدات بطريقة آمنة وكريمة، محذرًا من أن العمل الإنساني وحده لا يكفي لمعالجة هذه الأزمة، بل يجب أيضًا السماح بدخول الإمدادات التجارية لتلبية احتياجات السكان.