«حشد» تُدين استمرار الاحتلال في استهداف المدنيين البسطاء وفرق تأمين المساعدات الإنسانية

منذ 21 ساعات
«حشد» تُدين استمرار الاحتلال في استهداف المدنيين البسطاء وفرق تأمين المساعدات الإنسانية

تُعرب اللجنة الدولية لحقوق الشعب الفلسطيني (هاشد) عن قلقها العميق وتُدين تدهور الوضع الإنساني في قطاع غزة. يأتي ذلك في ظل استمرار جرائم الإبادة الجماعية والتجويع المُمنهج لأكثر من 2.4 مليون فلسطيني، منهم 1.1 مليون طفل، رغم الدعم الأمريكي والعجز الدولي الصارخ الذي يُقارب التواطؤ.

رغم إعلان قوة الاحتلال وقفًا جزئيًا لإطلاق النار، ودخول 160 شاحنة مساعدات إنسانية بشكل محدود خلال اليومين الماضيين، ارتكبت قواتها مجازر جديدة. خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، قُتل 100 شخص وجُرح 382. من بين الضحايا 25 شهيدًا وأكثر من 237 جريحًا، جوعًا بين المدنيين الذين حاولوا استلام مساعدات غذائية من نقاط توزيع المساعدات الأمريكية الإسرائيلية.

ارتفع عدد القتلى في “معسكرات الوجود” إلى 1157. وأصبحت هذه المعسكرات مراكز للموت والإذلال والسجن. ووثّقت اللجنة اعتقال وتعذيب عشرات المواطنين الجائعين، بينهم أطفال ونساء. وكشفت إفاداتهم عن تعرضهم لتعذيب وحشي، شمل التعرية والضرب والترهيب النفسي والجسدي، وإهانة كرامتهم، وحرمانهم من حقوقهم.

ويبلغ إجمالي الشهداء منذ بدء العدوان في 7 أكتوبر 2023م، 59921 شهيداً و145233 جريحاً، منهم 8755 شهيداً و33192 جريحاً منذ خرق الاحتلال لاتفاق وقف إطلاق النار في مارس 2025م.

رغم التقارير الإعلامية التي تُفيد بوصول مساعدات إنسانية، لم تدخل سوى 160 شاحنة إلى شمال وجنوب قطاع غزة خلال اليومين الماضيين. هذه النسبة الضئيلة لا تُغطي حتى الاحتياجات اليومية الأساسية للسكان. ولمواجهة الآثار الكارثية للحصار المُشدد الذي استمر 147 يومًا، يتطلب الأمر دخول ما بين 500 و700 شاحنة يوميًا وبانتظام. وبينما تُشيد الهيئة بجميع الجهود العربية والدولية المبذولة لضمان دخول المساعدات الإنسانية وإنهاء المجاعة، فإن جرائم الاحتلال الإسرائيلي ودعمه للعصابات الإجرامية والفوضى قد أدت إلى سرقة معظم المساعدات. ويُجبر الاحتلال الشاحنات على سلوك مسارات مُحددة دون تنسيق مع وكالات الأمم المتحدة ودون السماح بأي ضمانات. علاوة على ذلك، يُواصل استهداف العاملين في المجال الإنساني، مما أسفر عن استشهاد عشرة شهداء هذا المساء. في غضون ذلك، لم تُحدث عمليات الإنزال الجوي الأخيرة، التي أُلقيت فيها معظم الشحنات في مناطق القتال الخاضعة لسيطرة قوة الاحتلال ولم يصل سوى جزء ضئيل منها إلى مناطق النازحين قسرًا، أي أثر إنساني حقيقي في مواجهة مجاعة كارثية.

وجدت اللجنة أن قوات الاحتلال سمحت عمدًا بدخول نوع واحد فقط من المساعدات الإنسانية إلى غزة، متجاهلةً بشكل صارخ احتياجات السكان الأخرى، بما في ذلك الغذاء والدواء والوقود. وهذا يُهدد بانهيار النظام الصحي، وخاصةً مستشفى شهداء الأقصى، الذي يعاني من نقص حاد في الوقود. علاوة على ذلك، يُمنع استيراد المساعدات الطبية.

تُحذّر اللجنة الدولية لتنسيق الشؤون الإنسانية (ICC) من عواقب المجاعة على سكان قطاع غزة. حتى الآن، لقي 147 مدنيًا، بينهم 88 طفلًا، و650 مريضًا وامرأة ومسنًا حتفهم جوعًا. ولا تستطيع خمسون ألف أم إرضاع أطفالها بسبب سوء التغذية. ولا يزال 70 ألف طفل يعانون من سوء تغذية حاد، بينما تواجه 60 ألف امرأة حامل خطر الموت جوعًا، من بينهن 11 ألف امرأة في حالة حرجة.

وتشير التقارير إلى أن حصة الفرد اليومية من مياه الشرب انخفضت بنسبة 100%، في حين يعاني 99% من السكان من انعدام الأمن الغذائي الشديد، وأكثر من ثلث السكان لم يتناولوا أي طعام منذ أيام.

تُحذّر منظمة الحشد الشعبي الدولية من تدهور متسارع للوضع الإنساني، وتُؤكّد على أن استمرار الصمت والتقاعس الدولي تجاه هذه الجرائم يُمثّل تواطؤًا ضمنيًا وفشلًا أخلاقيًا وإنسانيًا لا يُغتفر. لذا، تُشير وتدعو إلى ما يلي:

يحشد المجتمع الدولي ويدعو إلى وقف فوري وشامل لإطلاق النار في قطاع غزة، كخطوة أساسية لحماية السكان المدنيين وإنهاء المجاعة المتفاقمة والكارثة الإنسانية. كما يدعو إلى تدفق المساعدات دون عوائق، والفتح الدائم وغير المشروط لجميع المعابر البرية. ويدعو أيضًا إلى إدخال الغذاء والدواء والوقود والمياه والمساعدات الطبية تحت إشراف الأمم المتحدة ووكالاتها المعنية، مع منحها حرية العمل. ويدعو أيضًا إلى إنهاء آلية المساعدات الإسرائيلية الأمريكية الحالية، التي أصبحت أداة للإذلال والإعدامات المحلية. والمجتمع الدولي مدعو إلى إلغائها فورًا.

تدعو اللجنة الدولية إلى إحالة الجرائم المرتكبة في قطاع غزة إلى المحكمة الجنائية الدولية، وتفعيل آليات المساءلة، بما في ذلك مبدأ الولاية القضائية العالمية. كما تدعو إلى عقد مؤتمر عاجل للدول الموقعة على اتفاقيات جنيف للتحقيق في جميع جرائم الإبادة الجماعية والتجويع والقتل العمد. وتدعو إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة للحماية الدولية للمدنيين، ومحاسبة قادة وجنود الاحتلال الإسرائيلي أمام المحاكم الدولية. كما تدعو إلى فرض عقوبات دولية صارمة على حكومة الاحتلال، بما في ذلك حظر توريد الأسلحة، وتعليق الاتفاقيات، وقطع العلاقات مع دولة الاحتلال وجميع الدول الداعمة للعدوان.

وتدعو منظمة التعبئة الدولية دول العالم والأمم المتحدة، بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، ومن خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة ووفقاً لقرار “الاتحاد من أجل السلام”، إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لنشر قوة لحماية السكان المدنيين الفلسطينيين، وضمان الحماية الدولية للسكان المدنيين، وفتح المعابر الحدودية، وتوفير مناطق إنسانية آمنة، وإيصال المساعدات الإنسانية، واتخاذ تدابير ملزمة لإنهاء المجاعة والإبادة الجماعية.


شارك