“بعد تصريحات الدكتورة سعاد صالح المثيرة للجدل: دار الإفتاء توضح حكم تعاطي الحشيش في مصر”

حسمت دار الإفتاء المصرية الخلاف حول شرعية تدخين الحشيش. جاء ذلك عقب فتوى صادمة للدكتورة سعاد صالح، الأستاذة بجامعة الأزهر، حيث أعلنت أنه لا دليل في القرآن الكريم ولا في السنة النبوية على تحريم تدخين الحشيش أو تعاطيه.
أوضحت دار الإفتاء المصرية هذا الخلاف مشيرةً إلى أن الشريعة الإسلامية تُكرم الإنسان، وتُدرج حفظ النفس والروح ضمن المبادئ الخمسة الأساسية التي تُلزم جميع الشرائع الإسلامية بمراعاتها. وهذه المبادئ الخمسة الأساسية هي: النفس، والعقل، والدين، والعرض (أو النسل)، والمال (أو الثروة). وهذا يُمكّن البشرية من إدراك أهمية المسؤولية على الأرض وتنميتها.
كيف يتم تنظيم تدخين الحشيش؟
وأضافت دار الإفتاء في بيان لها يوم السبت: “لذلك، حرّم الإسلام تحريمًا قاطعًا كل ما يضرّ النفس والروح. ومن هذه المحرمات المخدرات بأنواعها، أيًّا كانت تسميتها، طبيعية كانت أم كيميائية، وبغض النظر عن طريقة تناولها، شربًا أو استنشاقًا أو حقنًا، لما فيها من أضرار جسيمة ومفاسد جمة، فهي تفسد النفس وتدمّر الجسد، إلى جانب مفاسد أخرى تصيب الفرد والمجتمع. قال الله تعالى: ﴿وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ﴾ (البقرة: ١٩٥)، وقال أيضًا: ﴿وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا﴾ (النساء: ٢٩).
وتابعت: “كما أن الشريعة الإسلامية تحرم جميع المسكرات، فإنها تحرم جميع المخدرات والعقاقير التي تسبب النعاس. فقد روى الإمام أحمد في مسنده وأبو داود في سننه عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: نهى رسول الله صلى الله عليه وآله عن جميع المسكرات والعقاقير التي تسبب النعاس”.
وأشارت إلى أن العلماء أجمعوا على تحريم جميع المواد المخدرة والمسكرة، حتى لو لم تكن مُسكرة. وقد عبّر عن هذا الإجماع الإمام بدر الدين العيني الحنفي في كتابه “البناء”، حيث صرّح تحديدًا عن الحشيش قائلًا: “إنه مخدر مُسكر مُسكر، وله صفات مكروهة، ولذلك أجمع المتأخرون على تحريمه”.
وأضافت: “إن أحكام الشريعة الإسلامية تقتضي تحريم المخدرات بجميع أنواعها وأصنافها، إذ ثبت أن الإدمان عليها يسبب أضراراً بدنية وأخلاقية، وكل ما هو ضار فهو محرم، كما جاء في الحديث الشريف: (لا ضرر ولا ضرار).”
قالت: “جرّم المشرّع تعاطي المخدرات وعاقب متعاطيها. ونظراً لما ينجم عنه من أضرار وفساد وإيذاء للمجتمع، فقد تضاعفت عقوبة الاتجار بالمخدرات”.
أكدت دار الإفتاء على أهمية التثبت والتثبت وأخذ الفتاوى من مصادر موثوقة عند طلب الأحكام الشرعية، فهي مهمة شاقة، فالمفتي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وممثله.