مصر تحتفل بالذكرى الـ 73 لثورة يوليو المجيدة: لحظة تاريخية فارقة تشكل مسار الوطن

تحتفل مصر اليوم بالذكرى الثالثة والسبعين لثورة يوليو المجيدة التي غيرت مجرى التاريخ داخليا وإقليميا ودوليا، ومهدت الطريق لبناء الدولة الحديثة وتحقيق العدالة الاجتماعية بعد أن وصل الفساد وتدهور الأوضاع المعيشية إلى مستويات مروعة.
حققت ثورة 23 يوليو آمال الشعب في دحر الاستعمار البريطاني، وإنهاء هيمنته، واستعادة قناة السويس لمصر. أعادت للأمة كرامتها، وأرست دعائم التنمية، وحافظت على مكتسبات الشعب، وحققت تطلعاته إلى الاستقرار والتقدم.
وفي هذا السياق، أكد الخبير العسكري اللواء سمير فرج أن ثورة 23 يوليو مثلت نقطة تحول في التاريخ الوطني المصري، وأحدثت تغييرات جذرية على المستوى الاجتماعي والاقتصادي والسياسي، وأرست دعائم الدولة المصرية الحديثة.
أكد فرج لبوابة البلد أن الثورة غيّرت مناخ المجتمع المصري جذريًا، إذ أقرّت قانون الإصلاح الزراعي، الذي أعاد ملكية الأراضي للفلاحين المصريين بعد سنوات طويلة من الحكم الإقطاعي. كما ألغت الأحزاب السياسية الفاسدة، وأُدخل مبدأ مجانية التعليم، مما ساهم في تنمية الإنسان المصري.
وأضاف فرج: “حققت الثورة حلم الجلاء المصري بعد 74 عامًا من الاحتلال البريطاني. وساهمت في تأميم قناة السويس، وأعادت لمصر كرامتها وهيبتها الإقليمية والدولية. كما أدت إلى ترسيخ الوحدة مع سوريا، وهي أولى بوادر الثورة. ورغم أنها لم تكتمل، إلا أنها كانت مصدر أمل لقادة ذلك العصر”.
وأوضح أن الثورة ساهمت في بناء جيش وطني قوي، إذ طورت مصر جيشها بعيدًا عن النفوذ الأجنبي، مما ساهم في بناء مؤسسة عسكرية قادرة على حماية الدولة ومواردها. ولا تزال الدولة تسير على هذا النهج اليوم بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، حيث تُنوّع مصادر تسليحها وتبني قدرات الجيش.
أكد فرج أن قلق إسرائيل الدائم من الجيش المصري وتحصيناته في سيناء، وجهودها في مكافحة الإرهاب هناك بالتعاون مع الشرطة، دليل واضح على قوتها. وأشار إلى رغبة العديد من الدول في إجراء تدريبات مشتركة مع الجيش المصري للاستفادة من خبراته.
وأوضح أن دور الجيش المصري لا يقتصر على المهام العسكرية، بل يشارك أيضاً في الحياة المدنية، مشيراً إلى إدارته الكاملة لمشروع استصلاح وزراعة 2.5 مليون فدان.
وأضاف أن الثورة أرست أسس مستقبل مصر، مؤكدًا أن بناء سد أسوان كان من أهم إنجازات ثورة 23 يوليو، إذ ساهم في حماية مصر من الجفاف وتأمين مواردها المائية. كما تحققت إنجازات أخرى عديدة، منها بناء بنية تحتية قوية في التعليم والصحة والصناعة، وبنت عليها أجيال الثورة اللاحقة.
أكد اللواء سمير فرج على أهمية توعية الشباب المصري بنجاحات الدولة في مواجهة التحديات الراهنة. وأكد على ضرورة وعي الشباب، الذين يشكلون 60% من المجتمع، بالحقائق في ظل حروب الجيلين الرابع والخامس، والشائعات التي تستهدفهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وشدد على ضرورة تكثيف اللقاءات مع الشباب في الجامعات ومراكز الشباب ودور العبادة لتوعيتهم بتاريخهم الوطني ودور الجيش المصري في حماية الدولة ومكافحة الإرهاب، ليكونوا ركيزة أساسية في مواجهة تحديات المستقبل.