الأونروا تحذر من تفاقم حالة الخوف والقلق بين سكان غزة في ظل غياب الأمان

أكد فيليب لازاريني، المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، أن سكان قطاع غزة يعيشون في حالة من الذعر والخوف، مع شعور عام بعدم وجود أماكن آمنة.
حالة السكان في غزة
وأشار لازاريني في مقابلة مع صحيفة لوموند الفرنسية، إلى أن الناس في غزة يواجهون صعوبة في اتخاذ قرار البقاء أو المغادرة. أوامر الإخلاء إلى ما يُعرف بالمناطق الإنسانية لم تعُد تعني لهم شيئًا، ويشعرون بأن الخطر موجود في كل مكان.
قلق تاريخي
لا يزال هناك قلق عميق لدى السكان من أن مغادرتهم قد تعني عدم العودة مرة أخرى، وهو شعور متوارث منذ النكبة الأولى عام 1948، عندما اضطر مئات الآلاف من الفلسطينيين لمغادرة منازلهم دون القدرة على العودة. هذا الإحساس التاريخي يجعل قرار المغادرة أمرًا مؤلمًا ومعقدًا للكثيرين اليوم.
تأثير الهجوم العسكري على الوضع الإنساني
وفيما يتعلق بتأثير الهجوم العسكري على الوضع الإنساني في مدينة غزة وشمال القطاع، قال لازاريني: “لا شك أن الوضع سيتفاقم. سكان غزة في حالة ضعف شديد، وتم الإعلان عن حالة مجاعة. لقد شهدنا تدهورًا في الوضع الغذائي لأشهر، خصوصًا في شمال قطاع غزة، المنطقة الأكثر صعوبة في إيصال المساعدات الإنسانية.”
مجاعة من صنع الإنسان
وأضاف: “لقد أثبتنا في فبراير ومارس، خلال وقف إطلاق النار، أن المجتمع الإنساني قادر على علاج الوضع الغذائي المتدهور. لكن الأمور تدهورت مجددًا بعد انهيار وقف إطلاق النار في مارس وفرض حصار خانق.” وأشار إلى أن النظام الإنساني التابع للأمم المتحدة تم استبداله بمنصة مؤسسة غزة الإنسانية، مما أدى إلى تقليص مواقع توزيع الغذاء إلى أربعة فقط.
ردود أفعال المجتمع الدولي
وعند سؤاله عن رد فعل المجتمع الدولي تجاه الأوضاع في غزة منذ حوالي عامين، قال لازاريني: “بالطبع لا، المجتمع الدولي يشعر بالقلق مما يحدث. هناك إدانات متزايدة، لكن هذا لم يترجم بعد إلى أفعال ولم ينجح في التأثير على المعنيين أو منع المجاعة.” وأشار إلى أن التصرفات الحالية تُعتبر قاسية بشكل متزايد، وقد يتم وصفها بالإبادة الجماعية.
التقاعس واللامبالاة
أعرب لازاريني عن خطر الاعتياد على هذا العنف، معتبرًا أن هناك مجاعة مصطنعة. وأضاف أن غياب العمل الفعّال يتسبب في تعزيز الشعور بأن القانون الدولي وحقوق الإنسان لا يتم تطبيقها بشكل متساوي.
الإجراءات المطلوبة
وفيما يتعلق بالإجراءات الفعالة، أكد لازاريني أن الدول الأعضاء في الأمم المتحدة تعرف الطرق المثلى للعمل، لكنها لم تُظهر أي نشاط فعلي فيما يخص غزة. كما عبّر عن إحباطه من عدم وجود عمل حقيقي وسط المعلومات المتاحة للجميع عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
المسؤولية الدولية
وفي ختام حديثه، شدد لازاريني على أهمية الاعتراف بحقوق الفلسطينيين كخطوة أولى نحو الالتزام والدعم الفعلي. يجب أن يكون لبّ الاعتراف بالدولة الفلسطينية أساسًا للقيام بإجراءات فعلية في حال انتهاك حقوقها.