حشد: الاحتلال يستخدم سلاح المساعدات لشن حرب التجويع ويقود غزة نحو الفوضى لتنفيذ مخطط التهجير

منذ 7 ساعات
حشد: الاحتلال يستخدم سلاح المساعدات لشن حرب التجويع ويقود غزة نحو الفوضى لتنفيذ مخطط التهجير

أعربت اللجنة الدولية لحقوق الشعب الفلسطيني (هاشد) في بيان لها عن قلقها البالغ إزاء تزايد محاولات سلطات الاحتلال الإسرائيلي إغراق قطاع غزة في مجاعة كارثية وفوضى وانعدام الأمن والصراع الداخلي. ويأتي ذلك في إطار سياسة ممنهجة تُكرّس حرب الإبادة الجماعية المفتوحة التي يشنها الاحتلال على قطاع غزة منذ أكثر من 650 يومًا، والموجهة ضد الشعب الفلسطيني وقطاع غزة وجميع مكوناته.

وتابع البيان: “لقد بات واضحًا أن أهداف الاحتلال لا تقتصر على الاعتداءات المتعمدة على المدنيين، والتدمير العسكري لقطاع غزة، والإبادة الجسدية والتهجير القسري من خلال الجوع والعطش ونشر الأمراض، بل تشمل أيضًا محاولات تمزيق النسيج الاجتماعي الفلسطيني، ونشر الفوضى، ودفع قطاع غزة نحو الانهيار الداخلي، وتقويض أسس الاستقرار والسلم الاجتماعي، استكمالًا لجريمة الإبادة الجماعية، وتحويل قطاع غزة إلى منطقة منكوبة غير صالحة للعيش، تمهيدًا لتنفيذ التهجير القسري وطرد السكان من القطاع، وهو أحد الأهداف الاستعمارية المعلنة”.

الاحتلال يخلق الفوضى كوسيلة للحرب وبالتوازي مع ذلك يخلق الإبادة الجماعية.

وتشير اللجنة إلى أن الاحتلال يُفاقم الأزمات الداخلية والإنسانية في قطاع غزة من خلال سلسلة من السياسات الهادفة إلى خلق الفوضى والصراع الداخلي وتدمير الوحدة الاجتماعية. وتشمل هذه السياسات:

فرض عقوبات جماعية وحصار على قطاع غزة، بما في ذلك إغلاق المعابر الحدودية، لا سيما آخر إغلاق منذ 2 مارس/آذار 2025، والذي لا يزال مستمرًا حتى اليوم. هذا يمنع دخول الغذاء والماء والوقود والأدوية والمساعدات الإنسانية، مما يؤدي إلى مجاعة حقيقية وكارثية لجميع سكان قطاع غزة.

– التحكم في كمية ونوع المساعدات الواردة والتي هي غير كافية، وأحياناً السماح باستيراد مواد مشبوهة أو غير صالحة تهدد الصحة العامة وتؤدي إلى تفاقم الفوضى، وكذلك منع عمل المؤسسات الدولية واستبدالها بآلية المساعدات الأميركية الإسرائيلية الإجرامية.

التدمير المتعمد للأصول الاقتصادية والزراعية والخدمية والبنية التحتية، بما في ذلك المرافق الصحية والتعليمية والمجتمعية. أُغلق 27 مستشفى من أصل 35 مستشفى حتى نوفمبر/تشرين الثاني 2023، وتعمل المستشفيات المتبقية بطاقة منخفضة للغاية بسبب نقص الوقود.

– هجمات مباشرة ومتكررة على المدنيين والعاملين في المجال الإنساني، في وضع يعكس نية واضحة لشل أي جهود للتغلب على الكارثة الإنسانية. منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، سُجِّل 58,765 شهيدًا، بينهم أكثر من 18,000 طفل و13,000 امرأة.

– السيطرة الكاملة على الموارد أدت إلى حالة من الندرة والتضخم الاقتصادي مما أدى إلى ارتفاع جنوني في الأسعار وانتشار السوق السوداء واحتكار التجار دون رقابة أو إمكانية للتدخل من قبل السلطات الداخلية.

– إثارة الاضطرابات الشعبية والفوضى والحرب النفسية من قبل الناطقين باسم جيش الاحتلال ووحدات المخابرات الإسرائيلية الإلكترونية والسيبرانية المجندة لتحقيق أهداف الدعاية الاحتلالية وتنفيذ عمليات تحريف وتضليل وتضخيم الحقائق وزرع الفتنة، بهدف نزع الصفة الإنسانية عن الفلسطينيين وكسر المجتمع الفلسطيني وإحباطه خدمة لأهداف الاحتلال.

تُحدث الهجمات المُستهدفة للمؤسسات الحكومية والمنظمات الدولية ومُقدمي الخدمات، عمدًا، فراغًا أمنيًا ومؤسسيًا يُضعف المساعدات الإنسانية، ويُقوّض صمود المواطنين وتماسكهم الاجتماعي، ويُغرق القطاع في حالة من انعدام الأمن والفوضى. يأتي ذلك في ظل ضعف مؤسسات الدولة وتراجع نفوذها، مما أدى إلى تزايد السرقات والعنف والنزاعات الأسرية والجريمة. كما أدى ذلك إلى انتشار الشائعات وتفاقم النزاعات، واستغلال الضغوط الاقتصادية والاجتماعية والنفسية، وتوجيه الغضب الشعبي نحو الصراعات والاضطرابات الداخلية.

إنهم يدعمون الجماعات الإجرامية في قطاع غزة، ويرتكبون عمليات سطو وسرقة للمساعدات الإنسانية، ويبيعونها بأسعار باهظة لتكملة موارد العصابات. كما يوفرون لهم غطاءً جويًا وحماية. في المقابل، يواصلون استهداف الشرطة ومسؤولي إنفاذ القانون ومقدمي ومتلقي المساعدات الإنسانية. ومؤخرًا، تعرض مدير مركز شرطة النصيرات لهجوم، مما أسفر عن مقتل ثمانية من عمال الإغاثة في شمال قطاع غزة. وقبل ذلك، تعرض أكثر من 950 شرطيًا وعامل إغاثة لهجمات. كما يواصلون قتل طالبي المساعدات الجائعين خارج نقاط توزيع المساعدات الأمريكية الإسرائيلية. وبذلك، يرتفع عدد ضحايا الإبادة الجماعية وعسكرة المساعدات الإنسانية إلى 891 وعدد الجرحى إلى ما يقرب من 6000.

إلقاء اللوم على المسؤولين ومنظمات الإغاثة والفلسطينيين بشكل عام في عواقب الكارثة الإنسانية والدمار والمجاعة التي تسبب بها الاحتلال نفسه.

في ظل انتشار المجاعة على نطاق واسع، يهدد انفجار داخلي.

تشير البيانات والمؤشرات المحلية إلى أن غزة تشهد حاليًا فترة من التعافي الاجتماعي والانهيار الإنساني. ويعود ذلك إلى تفاقم المجاعة الجماعية التي تهدد السكان، ونقص مقومات الحياة الأساسية، وتزايد مؤشرات انهيار المنظومة الأمنية والعلاقات الاجتماعية. ويعود ذلك إلى الضغوط النفسية والاقتصادية، ونقص السلع الأساسية، وارتفاع الأسعار، والاحتكارات، وسرقة المنازل ومخازن المساعدات، وتفشي حالة من انعدام سيادة القانون، والانتهاكات الداخلية، والصراعات العشائرية، والأحداث الداخلية المؤسفة التي أودت بحياة العشرات من المواطنين. وتُفاقم حملات التحريض المُستهدف والمشاحنات الإعلامية والاتهامات المستمرة عوامل الانقسام الاجتماعي، وتنذر بعواقب وخيمة إذا لم تُعالج هذه الظواهر السلبية. ويستغل الاحتلال الإسرائيلي هذه الظواهر بشكل ممنهج لإثارة الفوضى والاضطرابات وتسريع الحرب الأهلية. وهذا يخدم مخططات إسرائيل الإبادة الجماعية لإضعاف وتفكيك البنية الاجتماعية الوطنية في قطاع غزة، وفرض مشاريع ورؤى الاحتلال لما بعد الحرب. ويعتمد الاحتلال على “الانهيار الداخلي” كجزء من مشروعه الاستعماري لتفتيت البنى الاجتماعية وتصفية القضية الفلسطينية. يهدف هذا المشروع إلى خلق واقع بديل مجزأ ومتناقض يخدم رؤية الهيمنة طويلة الأمد على غزة ويخنق أي إمكانية لإعادة الإعمار أو المشروع الوطني أو النظام السياسي الموحد.

تُحمّل اللجنة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني (هاشد) سلطات الاحتلال العسكري الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن الآثار الكارثية لممارساتها وسياساتها الاستعمارية الإجرامية والعنصرية، التي تندرج ضمن جرائم الإبادة الجماعية، مستخدمةً في ذلك أساليب وجرائم متنوعة من القتل الجماعي والتدمير والتجويع وإذلال الفلسطينيين. وترى اللجنة أن هذه السياسة بمجملها محاولة متعمدة لتحويل قطاع غزة إلى منطقة فوضى، دون أي مسؤولية قانونية أو إنسانية تجاه الاحتلال، ودون أي رغبة في تمكين أي سلطة فلسطينية، سواءً أكانت السلطة في الضفة الغربية أم السلطة القائمة أم حكومة تكنوقراط أم قوة حفظ سلام دولية وعربية، من القيام بدورها. وتؤكد أن هذا السيناريو الكارثي يعكس ما يمكن تسميته “استراتيجية الفوضى المتعمدة”، مؤكدةً أن هذه ليست مجرد حرب إبادة وعدوان عسكري، بل هي مشروع استعماري عنصري مُركّب موجه ضد الشعب الفلسطيني في وجوده ووعيه وانتمائه ووحدته، يهدف إلى ترسيخ سيطرة الاحتلال على قطاع غزة وتحريره من سكانه. وتؤكد اللجنة أن الأمر يتطلب وعياً وطنياً عميقاً لتفويت الفرصة على هذا المشروع وتعبئة طاقات الشعب الفلسطيني والدول العربية والمجتمع الدولي. ويجب عليهم وقف الإبادة الجماعية والمجاعة، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية، وتعزيز سبل العيش والتماسك الداخلي والإجماع الوطني حول إطار الحكم ومرحلة الانتقال، وحماية السلم الأهلي والنسيج الاجتماعي من التفتت.

وعليه فإن الجماهير تطالب بما يلي:

١. تشكيل وفد فلسطيني موحد للمفاوضات، بناءً على رؤية تُعطي الأولوية لإنهاء الإبادة الجماعية، وضمان المساعدات الإنسانية، والقضاء على الجوع. كما تُعطي الأولوية لتعزيز الصمود والتماسك الاجتماعي، وحماية السلم الأهلي، ورفض وتجريم أي تورط في الصراعات الداخلية. ويجب التوصل إلى توافق وطني حول رؤية لإدارة المرحلة الانتقالية، وفقًا للخطة المصرية العربية لإعادة الإعمار والبناء، وإطار حوكمة يُوحد الجهود الوطنية ويمنع المزيد من التدهور في العلاقات السياسية والاجتماعية.

2. تدعو منظمة الحشد الشعبي الدولية إلى تضافر الجهود لمعالجة الأزمات الإنسانية والاجتماعية بأكبر قدر ممكن من المسؤولية، ومحاربة الاحتكارات والاستغلال والسرقة، ومواجهة العنف والفوضى، وأخذ القانون بأيديهم من أجل تعزيز السلم الأهلي وصمود الشعب في وجه مخططات الاحتلال.

3. تدعو منظمة الحشد الشعبي الدولية إلى تفعيل الرقابة الحكومية والاجتماعية والإعلامية، وكذلك الحركات السلمية، وتكثيف مكافحة احتكار أو سرقة المساعدات الإنسانية، وأخذ القانون بأيديهم، وإنشاء آليات للمحاسبة وفق مبادئ العدالة الانتقالية، وعزل ومكافحة الحملات التي تحرض على العنف الاجتماعي، ورفض وإدانة حملات الصراع الإعلامي التي تروج للكراهية والانقسام وتهدف إلى الصراع الداخلي الذي يخدم أجندة الاحتلال فقط.

4. المنظمة الدولية “حشد”: تدعو إلى تشكيل لجنة طوارئ وطنية موحدة تنبثق منها لجان شعبية لاحتواء الأزمات الإنسانية وحفظ الأمن ومنع الاحتكار والاستغلال وحماية المساعدات وعمل المنظمات الدولية وحماية الممتلكات والمساعدات ومكافحة الجريمة.

5. تدعو منظمة الحشد الشعبي الدولية المجتمع الدولي ووكالات الأمم المتحدة والدول وأحرار العالم وجميع المنظمات الإنسانية إلى التحرك الفوري لوقف الإبادة الجماعية ضد السكان المدنيين في قطاع غزة، وفتح المعابر الحدودية والسماح بدخول المساعدات الإنسانية، وضمان حرية عمل وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى، وحماية العاملين في المجال الإنساني، والعمل على إيقاف آلية المساعدات الأمريكية الإسرائيلية الإجرامية.

6. منظمة الحشد الدولي: تدعو إلى التحقيق في دور قوات الاحتلال الإسرائيلي في جرائم تدمير المجتمع وخلق الفوضى ودعم العصابات الإجرامية وسرقة المساعدات الإنسانية، وتطالب بمحاسبة قوات الاحتلال الإسرائيلي جنائياً أمام المحاكم الدولية لاستخدامها الفوضى الداخلية كسلاح تدميري في مشروعها الاستعماري.


شارك