وكيل الأزهر يؤكد: المسابقات العلمية هي أساس مستقبل يعتمد على الابتكار والتقدم

أكد الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، أن للمسابقات العلمية دوراً هاماً في تحفيز الفكر، وتشجيع البحث والابتكار، وتنمية التفكير الإبداعي، وبناء مجتمع المعرفة الذي يواكب التقدم والتطور. كما أنها وسيلة فعّالة لتنمية المهارات وتحقيق التنمية البشرية المستدامة.
في كلمته اليوم خلال احتفال قطاع المعاهد الأزهرية بتكريم الفائزين في مسابقات “الأزهر للتهجئة” و”فارس النصوص” و”المترجم الناشئ”، صرّح وكيل الأزهر بأن هذه المسابقات ليست مجرد تحديات، بل هي أدوات لصقل المهارات، وبناء الثقة بالنفس، وتنمية الإبداع، وتعزيز روح التنافس البناء، وغرس قيم المثابرة والانضباط، ونشر ثقافة العلم والمعرفة، واكتشاف المواهب ورعايتها. وأكد أن الاستثمار في هذه المسابقات وتوسيع نطاقها يمثل خطوة استراتيجية نحو بناء مستقبل قائم على العلم والابتكار والتميز.
وقد قدّم وكيل الأزهر جزيل الشكر لفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، على رعايته الكريمة لهذه المسابقات العلمية، التي وصفها بأنها “من أبرز سمات دور الأزهر الحضاري، وتعبير حي عن استمرارية رسالته العلمية والثقافية والتربوية”. كما أعرب عن امتنانه وتقديره لقطاع المعاهد الأزهرية المُنظّم لهذه المسابقات، مُشيدًا بجهودهم في إحياء تراث حفظ وكتابة النصوص العلمية، مما يُسهم في حفظ التراث الإسلامي، ويُسهّل نشر المعرفة، ويُنمّي مهارات الترجمة والإملاء لدى طلاب وطالبات المعاهد الأزهرية.
وأكد الدكتور الدويني أن الأزهر الشريف مؤسسة دينية عالمية الرسالة، دأبت على أداء رسالتها ودورها على مر تاريخها. فهو من أعرق المؤسسات التعليمية والدعوية، ومنارة للعلم والمعرفة، ومقصدٌ للطلاب من جميع أنحاء العالم. وأكد أن للأزهر الشريف دوراً هاماً في حفظ الوحي الإلهي وما انبثق عنه من علوم ومعارف، وأن جهوده في نقلها وتحقيقها وتحقيقها ونشرها عبر التاريخ لا تُنكر.
أكد وكيل الأزهر الشريف أن هذا الحراك العلمي والتنافس المعرفي الذي نشهده اليوم يؤكدان أن الأزهر الشريف لم يُقصّر يومًا في دوره العلمي أو يقصر في واجبه المعرفي. وأكد أن الأزهر الشريف كان ولا يزال حارسًا أمينًا للتراث الوطني، ويطبق المنهجية الصحيحة في دراساته، التي تهدف إلى الارتقاء بالفرد والمجتمع، وتركز على الإعداد الجيد والتوجيه الإبداعي في إطار تربوي متميز، وتعمل على إحياء الحضارة العربية الإسلامية والتراث الإسلامي.
أكد وكيل الأزهر الشريف على أهمية النصوص العلمية في حفظ التراث الإسلامي، واصفًا إياها بأنها “خلاصةٌ لأعمالٍ علميةٍ قيّمةٍ وجهودٍ متواصلةٍ في سبيل التطوير العلمي والمعرفي”. وأوضح أنها تُنمّي المهارات العلمية في العلوم الإسلامية والعربية، وتُقوّي العقل، وتُثري المادة العلمية، وتُشكّل المدخل الحقيقي للنصوص الطويلة اللاحقة.
كما أكد فضيلته على أن اللغات “جسور تواصل وترابط بين الشعوب والمجتمعات”، وأن دراستها تُسهم في فهم تاريخ الأمم، وتُرسخ ثقافة السلام والتفاهم المتبادل. وأشار إلى أن الأزهر الشريف يُولي اهتمامًا بالغًا بتعليم أبنائه مختلف اللغات الأجنبية، لما يُسهم في تنمية القدرات المعرفية واكتساب المهارات الحياتية اللازمة.
وفي ختام كلمته هنأ وكيل الأزهر الفائزين في مسابقات الأزهر للتهجئة، وفارس النصوص، والمترجم الناشئ، وتمنى للفائزين غير الناجحين فرصة أخرى للتفوق، وقدم نصيحتين مهمتين:
أولاً، بالنسبة للفائزين في مسابقة فرسان النصوص، بعدم الاكتفاء بالحفظ، بل أيضاً بشرح النصوص وفهمها، مؤكدين أن “النص هو البداية وبداية الطريق”.
ثانياً، بالنسبة للفائزين في مسابقتي المترجم الناشئ وتهجئة الأزهر، وعلى حد تعبير الإمام الأكبر: “إن دراسة اللغة لا تقتصر على اكتساب مهارات الكتابة والتحدث والاستماع، بل هي دراسة لكل القيم التي تحملها الثقافات والحضارات في داخلها، وفهم لتاريخ الأمم، وإحدى الوسائل لاستبدال الكراهية والتوتر والتعصب بثقافة السلام والتفاهم”.
ودعا وكيل الأزهر القائمين على هذه المسابقات إلى توسيع نطاقها لتشمل طلاب العلم في الوطن العربي والعالم، لصقل عقولهم بالمعارف النافعة، وغرس قيم الوطن في نفوسهم، وسد الفجوة الثقافية، وتحسين منهجهم العلمي، ورعاية مواهبهم، وتنمية مهاراتهم.