“وزارة الزراعة تكشف عن التجربة المصرية الرائدة في تعزيز إنتاج نخيل التمر”

منذ 10 ساعات
“وزارة الزراعة تكشف عن التجربة المصرية الرائدة في تعزيز إنتاج نخيل التمر”

استعرضت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي تجربة مصر في مبادرة “بلد واحد، منتج واحد ذو أولوية”، وأبرزت جهود الحكومة المصرية في تعزيز إنتاج نخيل التمر. جاء ذلك خلال مؤتمر دولي نظمته منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) واستضافته وزارة الزراعة والبيئة الفيتنامية.

وحضر المؤتمر الدكتور عز الدين جاد الله مدير المعمل المركزي لبحوث وتنمية النخيل والتمور، وألقى كلمة نيابة عن الدكتور علاء فاروق وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، بدعوة من منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة ووزارة الزراعة والبيئة في فيتنام، لعرض تجربة مصر في هذا الشأن.

أشار جاد الله إلى أن منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) أطلقت مبادرة عالمية بعنوان “دولة واحدة، منتج واحد ذو أولوية”. وتندرج هذه المبادرة في إطار جهود المنظمة للمساهمة في تنفيذ استراتيجيات التنمية المستدامة بنهاية عام 2030. وستستمر أنشطة المبادرة لمدة خمس سنوات (2021-2025)، وتهدف إلى تحسين مكونات النظام الزراعي الغذائي للمنتج، والحد من الآثار السلبية، وتعظيم الأرباح في ظل التحديات القائمة في جميع مراحل سلسلة القيمة، بما في ذلك الإنتاج الأخضر، والتخزين الأخضر، والتصنيع الأخضر، والتسويق الأخضر.

وأوضح أن المبادرة تقوم على اختيار منتجات زراعية ذات خصائص فريدة على جميع المستويات – العالمية والإقليمية والمحلية – تُسهم في الانتقال إلى نظم زراعية وغذائية أكثر كفاءةً ومرونةً واستدامةً، بما يضمن تغذيةً مثاليةً، وبالتالي تمكين البيئة وحياةٍ أفضل لسكان الكوكب. وأشار إلى أن المبادرة أُطلقت في خمس مناطق: أفريقيا، وآسيا والمحيط الهادئ، وأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، والشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وأوروبا وآسيا الوسطى. وشاركت فيها أكثر من 94 دولة، مما أدى إلى تعزيز التنمية الخضراء لأكثر من 56 منتجًا زراعيًا محددًا.

أشار مدير المختبر إلى أنه تم اختيار جمهورية مصر العربية ممثلةً لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لتطبيق المبادرة على أحد محاصيلها الزراعية، وليكون نموذجًا يُحتذى به للمنتجات الزراعية الأخرى. وتم الاتفاق على اختيار التمور كمنتج ذي أولوية، نظرًا لاعتبارها محصولًا استراتيجيًا، حيث تحتل مصر المرتبة الأولى عالميًا بنحو مليوني طن، تمثل 19% من الإنتاج العالمي، و24% من الإنتاج العربي، من أصل 24 مليون نخلة، منها 20 مليون نخلة مثمرة.

وأضاف أن قطاع النخيل يُعدّ من أبرز القطاعات الواعدة في توفير فرص العمل وزيادة الاستثمارات والصادرات والتنمية، نظرًا لاهتمام القيادة السياسية بالقطاع وأهدافه المتواصلة، ومنها إنشاء أكبر مزرعة نخيل في العالم بمنطقة توشكي بطاقة استيعابية تبلغ 2.5 مليون صنف عالي الجودة، بالإضافة إلى معاملات ما بعد الحصاد وتعظيم القيمة المضافة. وأشار إلى أنه خلال السنوات الأخيرة (2017-2025)، شهدت زراعة أصناف النخيل عالية الجودة زيادة ملحوظة، حيث تُزرع حاليًا 5 ملايين نخلة من مختلف الأصناف، مما يُسهم في حصد محصولها في السوق المحلي والتصدير.

وأوضح جاد الله أن مبادرة “بلد واحد، منتج واحد ذو أولوية” تُمثل تتويجًا لجهود مصر في مجال زراعة النخيل. وقد شُكِّلت مجموعة عمل وطنية تضم خبراء من وزارتي الزراعة واستصلاح الأراضي والصناعة والقطاع الخاص لتغطية جميع مراحل سلسلة قيمة النخيل والتمور. والهدف هو تحسين إنتاج وجودة التمور المصرية بما يجعلها قادرة على المنافسة دوليًا في مجال التصدير.

وأوضح أنه ضمن المرحلة الأولى من المبادرة، تم اختيار منطقة الواحات البحرية، إحدى أكبر مناطق زراعة النخيل في مصر، لتنفيذ خطة العمل. كما عُقدت عدة ورش عمل على المستويين المحلي والإقليمي، لاقت نجاحًا باهرًا، ونالت إشادة منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) والدول المشاركة في المبادرة. وأوضح أن المرحلة الأولى انتهت بنهاية ديسمبر 2023، ويجري حاليًا التحضير لإطلاق المرحلة الثانية. وأكد أن مصر حظيت بتقدير الدول المشاركة كأفضل فريق وطني لتنفيذ المبادرة.

أكد مدير المختبر استمرار تطوير قطاع التمور في مصر وفقًا للتوجيهات الرئاسية، حيث بلغت صادرات التمور الطازجة والمصنعة نحو 88 ألف طن عام 2024، بقيمة 108 ملايين دولار. وأشار إلى أن مشاركة مصر في زراعة النخيل تنبع من إيمان الحكومة المصرية بأهمية هذا القطاع، ليس فقط كركيزة أساسية للزراعة التقليدية في مصر، بل كمصدر واعد للتنمية الاقتصادية، وتوفير فرص العمل، وزيادة صادراتنا الزراعية ذات القيمة المضافة.

وقال إن هذه المبادرة تُتيح فرصةً فريدةً لتبادل الخبرات وتوحيد الجهود الدولية للترويج للمنتجات الوطنية ذات المزايا التنافسية. كما أكد على ضرورة دمج المعرفة والتكنولوجيا والسياسات لتحقيق التحول المنشود في أنظمتنا الزراعية.

أعرب جاد الله عن تقدير مصر لجهود منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) في إطلاق هذه المبادرة الرائدة، والتي تأتي في وقت حرج، في ظل التحديات التي تواجه الزراعة، والسعي لتحقيق التنمية المستدامة، وتعزيز الأمن الغذائي. وأكد التزام الحكومة المصرية بمواصلة دعم قطاع النخيل ومنتجاته، وتطبيق الممارسات الزراعية المستدامة، وتعزيز سلاسل القيمة في إطار رؤية مصر 2030، التي تُولي الزراعة المستدامة والاقتصاد الأخضر أولوية قصوى.


شارك