توقيع بروتوكول تعاون مثمر بين مصلحة الكفاية الإنتاجية وصندوق تطوير التعليم لتعزيز التنمية التعليمية والاقتصادية

منذ 9 ساعات
توقيع بروتوكول تعاون مثمر بين مصلحة الكفاية الإنتاجية وصندوق تطوير التعليم لتعزيز التنمية التعليمية والاقتصادية

شهد الفريق كامل الوزير وزير الصناعة والنقل، والدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، والدكتور محمد عبد اللطيف وزير التربية والتعليم والتدريب الفني، توقيع بروتوكول تعاون مشترك بين هيئة الإنتاجية والتدريب المهني وصندوق تطوير التعليم التابع لمجلس الوزراء بدعم من الوكالة اليابانية للتعاون الدولي (جايكا).

ويهدف التعاون إلى دعم تطوير التعليم الهندسي والتكنولوجي في مصر وتوفير الكوادر الفنية المدربة والمؤهلة القادرة على تلبية احتياجات سوق العمل المحلي والدولي في مجالات تكنولوجيا الإلكترونيات والتكنولوجيا الخضراء.

وقّع البروتوكول اللواء إيهاب رمضان، رئيس هيئة كفاءة الإنتاجية والتدريب المهني، والدكتورة رشا شرف، الأمين العام لصندوق التعليم التابع لمجلس الوزراء. وشارك في مراسم التوقيع الدكتور هاني هلال، وزير التعليم العالي الأسبق والأمين العام للشراكة التعليمية المصرية اليابانية، بالإضافة إلى ممثلين عن الوكالة اليابانية للتعاون الدولي (جايكا) والسفارة اليابانية بالقاهرة.

على هامش حفل التوقيع، أكد وزير الصناعة أن هذا يومٌ لا يُنسى في تاريخ الصناعة والتعليم الفني المصري. سيساهم هذا التعاون الجديد في تعزيز وتطوير التعليم الهندسي والتكنولوجي في مصر، وتوفير كوادر فنية مدربة ومؤهلة قادرة على تلبية احتياجات سوق العمل المحلي والدولي. وأكد أن هذا التعاون يندرج في إطار المحور السادس من خطة التنمية الصناعية العاجلة، وهو تدريب وتأهيل العمالة الماهرة من خلال تطوير برامج التدريب المهني والتقني بالتعاون مع مؤسسات التدريب التابعة للوزارة.

أكد الوزير على أهمية الاستفادة من تجربة اليابان وخبراتها في تدريب الفنيين ونقل ثقافتها لزيادة الطلب على العمالة المصرية في السوقين المحلية والعالمية. وأكد التزام وزارة الصناعة برفع مستوى التدريب بمراكز هيئة كفاءة الإنتاجية والتدريب المهني وتوسيع مختبراتها لتخريج فنيين ماهرين لتلبية احتياجات الصناعة المصرية. وشكر وزارتي التعليم العالي والبحث العلمي والتعليم والتدريب الفني على جهودهما، وخاصة دور الوزارتين في إنشاء مركز تكنولوجيا الهندسة الميكانيكية بمدينة العاشر من رمضان، والذي يُسهم في تدريب الفنيين والتقنيين على أعلى مستوى، بما يضمن استدامة القطاع، لا سيما في ظل التطورات التي فرضها الاتحاد الأوروبي بشأن آلية تعديل حدود الكربون (CBAM)، والتي تُلزم واردات الاتحاد الأوروبي بالامتثال لمعايير التصنيع الأخضر بدءًا من عام 2027.

أشار الوزير إلى ضرورة قيام هيئة الإنتاجية والتدريب المهني بالتنسيق مع اتحاد الصناعات المصرية وغرف التجارة والصناعة لضمان تدريب جميع فنيي الهيئة وعمالها قبل بدء العمل في المصانع، مما يُسهّل عمل المُصنّعين ويوفر الوقت والجهد المبذول في تدريب العمال، مما يُعزز الإنتاج بشكل ملحوظ. وأوضح أنه تم توقيع 40 بروتوكول تعاون مع كبار المستثمرين من القطاع الخاص للمشاركة في إدارة وتشغيل مراكز التدريب المهني التابعة للهيئة، مما يُسهم في تلبية احتياجات الصناعة من العمالة الماهرة في المهن المرتبطة بالعمل، وتوفير المزيد من المدربين والمهندسين، وتمكين تخصصات جديدة داخل الهيئة.

من جانبه، أكد وزير التعليم العالي أن هذا التعاون يُعد مثالاً ناجحاً للشراكة والتعاون مع الوكالة اليابانية للتعاون الدولي (جايكا)، وأن برنامج كوزين الياباني سيُنفذ بعد المرحلة التحضيرية لتلبية احتياجات الشركاء الصناعيين. وأشار إلى أن التجربة اليابانية رائدة، لا سيما جامعة اليابان في مصر، التي يؤهل خريجوها للعمل في السوق المصرية والإقليمية والأفريقية. وشكر نائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية ووزير الصناعة والنقل على اهتمامهما بمشروع جامعة النقل. وسيتم إنشاء الجامعة من خلال التعاون بين وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وصندوق تطوير التعليم التابع لمجلس الوزراء لتطوير برامج تدريبية تخدم سوق العمل، لا سيما في ظل الطفرة الكبيرة التي تشهدها مصر في قطاعي النقل والصناعة.

أكد وزير التربية والتعليم أن الوزارة تولي قطاع التعليم الفني أهمية بالغة، باعتباره أحد الركائز الأساسية لمستقبل مصر الاقتصادي والصناعي. وأشار إلى أن إعداد كوادر فنية مؤهلة تلبي احتياجات المستثمرين وتواكب معايير سوق العمل يُعد من أبرز فرص التنمية الواعدة. وأوضح أن من أبرز تحديات جذب الاستثمار التوسع في تدريب الكوادر الفنية المدربة بما يتناسب مع احتياجات السوق، مما دفع الوزارة إلى وضع رؤية جديدة للتعليم الفني، ترتكز على إرساء نظام تعليمي بمعايير دولية يُمكّن خريجي المدارس الفنية من الحصول على شهادات معترف بها دوليًا، ويؤهلهم للعمل داخل مصر وخارجها، ولدى كبرى الشركات العالمية. وأشار إلى التعاون القائم مع الجانب الياباني من خلال تطبيق نموذج “كوسن” الذي أثبت فاعليته في تدريب الطلاب، وكذلك الشراكة مع الجانب الإيطالي من خلال تطبيق نموذج “دون بوسكو” الذي يُعد، بتاريخه الذي يزيد عن مئة عام، من أنجح النماذج في مصر، والذي يوفر لخريجيه فرص عمل واسعة داخل مصر وخارجها.

وأضاف وزير التربية والتعليم أن الوزارة تعمل حاليًا على توسيع نطاق التعاون مع ألمانيا. ومن المقرر خلال الفترة المقبلة إنشاء مدارس ومراكز تميز للتدريب الفني وفقًا للمعايير الدولية. وسيتم تحقيق ذلك من خلال تطوير برامج دولية مصممة خصيصًا للاحتياجات الدولية ومنح الخريجين شهادات دولية تؤهلهم للعمل في الشركات العالمية. كما سيتم التعاون في مجال التدريب المزدوج الذي يجمع بين التدريب النظري في المدارس والتدريب العملي في المصانع. ويمثل هذا نقلة استراتيجية لمستقبل التعليم الفني في مصر وركيزة أساسية لجذب المزيد من الاستثمارات. كما أشار الوزير إلى التعاون مع وزارة الصناعة لتحسين فرص التدريب العملي للطلاب، وخاصة في المصانع المملوكة للدولة، مما يضمن تكامل المناهج النظرية والتطبيق العملي وتدريب جيل من الفنيين المؤهلين الذين يلبون متطلبات سوق العمل الحديثة.

وفي الختام، شكر الوزير الفريق كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصناعة والنقل، على دعمه الكامل لهذه المبادرة. وأكد أن المرحلة المقبلة ستشهد نقلة نوعية غير مسبوقة في التعليم الفني، بما يعود بالنفع على الصناعة الوطنية، ويعزز فرص الاستثمار في مصر.

أشارت الدكتورة رشا شرف إلى أن معاهد “كوزين” اليابانية تُعدّ نظامًا تعليميًا هندسيًا متطورًا، يُقدّم تدريبًا تخصصيًا لمدة خمس سنوات بعد المرحلة الإعدادية، مع التركيز على التدريب العملي والخبرة المبكرة. يُمكّن المنهج الدراسي الطلاب من اكتساب مهارات ومعارف تُعادل أو تفوق التعليم الجامعي عند التخرج. وقد أُقرّ تنفيذ المشروع بالتنسيق مع وزارتي التربية والتعليم والتدريب الفني والتعليم العالي والبحث العلمي. وستبدأ الدراسة في الدفعة الأولى في سبتمبر المقبل. ستُحسّن هذه الشراكة الاستراتيجية جودة الخريجين بشكل ملحوظ، وتُكيّفهم مع احتياجات الأسواق المحلية والإقليمية والدولية في التخصصات ذات الصلة.

أوضح اللواء إيهاب رمضان، رئيس هيئة كفاءة الإنتاجية والتدريب المهني، أن البروتوكول يهدف إلى تسجيل طلاب السنة الأولى بمعهد التكنولوجيا المتقدمة (كوزن المصري الياباني) بمركز التدريب المهني التابع للهيئة بالعاشر من رمضان اعتبارًا من سبتمبر 2025. وسيتم ذلك من خلال الاستفادة من الإمكانات المالية واللوجستية والفنية للمركز، بما في ذلك ورش العمل والمعامل والفصول الدراسية وخبرات الموظفين. كما ينص البروتوكول على أن مركز العاشر من رمضان التابع للهيئة سيساهم في إنشاء برامج التعليم المستمر في مجالات الإلكترونيات الدقيقة والرقائق الدقيقة والطاقة الخضراء والألواح الشمسية. ويشمل ذلك أيضًا تبادل المعرفة الفنية وبناء قدرات موظفي مركز التدريب وتدريب مدربي معهد كوزن المصري الياباني. وينص البروتوكول على توفير المعامل والورش لأغراض التدريب والتعليم المستمر، بالإضافة إلى الاستفادة من الإمكانات المتطورة للمركز لتقديم خدمات فنية عالية الجودة. سيساهم هذا في إعداد جيل جديد من الفنيين والمهندسين المدربين على أحدث التقنيات الحديثة. ويدعم هذا رؤية وزارة الصناعة وخطتها لتوطين الصناعة المحلية وتحويل مصر إلى مركز صناعي إقليمي من خلال تدريب كوادر فنية مؤهلة وقادرة على المنافسة والابتكار، وقادرة على الوصول إلى أسواق العمل المحلية والدولية.

نظام كوزين المصري الياباني هو نظام تعليمي متقدم مستوحى من النظام الياباني. وهو مصمم لخريجي المدارس الإعدادية. سيبدأ تطبيق النظام في سبتمبر 2025. يتكون من برنامج دراسي مدته خمس سنوات يؤهل الطلاب في مجالات الهندسة والتكنولوجيا. يحصل الطلاب الذين يكملون نظام كوزين على دبلوم كوزين، وهي شهادة فوق المستوى المتوسط تؤهلهم للقبول في الجامعات التقنية وكليات الهندسة ومدارس علوم الكمبيوتر. تشمل أهداف نظام كوزين تطوير التعليم الهندسي والتكنولوجي في مصر وتزويد الشباب بمهارات هندسية وتكنولوجية مطلوبة عالميًا. كما يركز على التدريب العملي والخبرة العملية في مرحلة مبكرة من دراستهم. يهدف النظام إلى تطوير مهارات الطلاب وتخريج جيل مؤهل للمساهمة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية في مصر.


شارك