توقعات مذهلة: مبيعات الأدوية في مصر ستصل إلى 5.7 مليار دولار بحلول 2025 وفقًا لمعلومات الوزراء!

منذ 20 ساعات
توقعات مذهلة: مبيعات الأدوية في مصر ستصل إلى 5.7 مليار دولار بحلول 2025 وفقًا لمعلومات الوزراء!

نشر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمكتب مجلس الوزراء تحليلاً جديداً يتناول الاتجاهات العالمية في سوق الأدوية، والتجارب الدولية في هذا المجال، والسياسات والإصلاحات الرئيسية، والفرص والشراكات المحلية للنهوض بقطاع الأدوية. ويؤكد المركز أن قطاع الأدوية يُعدّ من أهم القطاعات وأكثرها حيوية في منظومة الصحة العالمية، لما له من دور محوري في إنقاذ الأرواح وتحسين جودة الحياة. ولا يقتصر هذا القطاع على إنتاج الأدوية فحسب، بل يشمل سلسلة مترابطة من البحث العلمي والتطوير التقني والتصنيع والتوزيع، مما يُمكّن المرضى من استخدامها بشكل آمن وفعال.

أشار المركز إلى أن عملية تصنيع الأدوية تتضمن عدة مراحل، بدءًا من مرحلة البحث والتطوير الأولية، مرورًا بالحصول على الموافقة التنظيمية للتسويق، وصولًا إلى مرحلة التسويق النهائي. وتختلف الخطوات والمتطلبات المحددة باختلاف نوع الدواء، والشركة المصنعة، والبلد. وبشكل عام، هناك فئتان من المصنّعين المطلوبين لتصنيع الأدوية: مصنّعي المكونات الفعالة (API)، وهم من ينتجون المواد الخام المستخدمة في الدواء، ومصنّعي المنتج النهائي، وهم من ينتجون المنتج النهائي الذي يُباع في السوق ويستهلكه المرضى.

وأوضح المركز أن قيمة سوق الأدوية العالمية ستصل إلى نحو 1.4 تريليون دولار في عام 2023. وتُعد سوق أمريكا الشمالية، التي تضم الولايات المتحدة وكندا، أكبر سوق في العالم، بنسبة 53.3%، متقدمة على الأسواق الأوروبية والصينية واليابانية وأمريكا اللاتينية، والتي تمثل نحو 22.7% و7.5% و4.3% و4.2% على التوالي.

وأظهر التقرير أن مبيعات الأدوية العالمية من المتوقع أن تصل إلى حوالي 1.7 تريليون دولار في عام 2025، وفقا لشركة فيتش، وهو ما يمثل معدل نمو سنوي قدره 5.3٪ بحلول عام 2024.

من المتوقع أن تستمر الأسواق المتقدمة في الاستحواذ على الحصة الأكبر من هذه المبيعات، بنسبة 64% من إجمالي المبيعات. ومع ذلك، ستتفوق الأسواق الناشئة على الأسواق المتقدمة من حيث معدل النمو، مسجلةً نموًا بنسبة 6.3% في عام 2025، مقارنةً بنمو قدره 4.4% في الأسواق المتقدمة. وهذا يعكس أهميتها المتزايدة في سوق الأدوية العالمي. على مستوى الدول، من المتوقع أن تتصدر الولايات المتحدة مبيعات الأدوية بما يُقدر بنحو 491.2 مليار دولار، تليها الصين بـ 284.9 مليار دولار، ثم اليابان بـ 100.4 مليار دولار. ومن المتوقع أيضًا أن تحقق الهند مبيعات دوائية بقيمة 35.5 مليار دولار، متجاوزةً مبيعات إسبانيا المتوقعة البالغة 34.8 مليار دولار. ونتيجةً لذلك، ستحتل الهند المرتبة التاسعة في عام 2025 من حيث حجم سوق الأدوية، بينما ستتراجع إسبانيا إلى المرتبة العاشرة.

ومن المتوقع أن يصل حجم سوق الأدوية في الشرق الأوسط إلى 36 مليار دولار، وفي أفريقيا إلى 28 مليار دولار، بحلول عام 2028.

أشار التقرير إلى أن التجارب الدولية في قطاع الأدوية تُقدم رؤىً مهمة لبناء صناعة دوائية قوية وفعّالة تواكب التغيرات الصحية والاقتصادية العالمية. وقد أثبتت دولٌ مثل المغرب والهند والمملكة العربية السعودية قدرتها على مواصلة تطوير هذا القطاع. واستلهامًا من هذه التجارب الرائدة، يُمكن لمصر وضع استراتيجيات فعّالة تُسهم في الأمن الصحي وتُعزز تنافسية قطاعها الدوائي إقليميًا وعالميًا.

أهم التجارب العالمية في صناعة الأدوية

وتناول التقرير أهم التجارب العالمية لصناعة الأدوية وهي:

تجربة المغرب في قطاع الأدوية : يُعدّ المغرب رائدًا في صناعة الأدوية، وهو ثاني أكبر منتج للأدوية في أفريقيا، ويُصنّف من بين أكبر خمس دول في الشرق الأوسط وأفريقيا. تبلغ الطاقة الإنتاجية السنوية للمغرب حوالي 450 مليون وحدة. في عام 2023، بلغت صادرات المغرب من الأدوية حوالي 158 مليون دولار، مما يُبرز دور البلاد البارز في دعم قطاع الرعاية الصحية إقليميًا ودوليًا. تشمل أهم الإصلاحات والإنجازات التي حققها المغرب ما يلي:

1- القوانين والتنظيمات: أصدر المغرب أكثر من 20 تشريعا لتنظيم صناعة الأدوية، بما في ذلك خفض أسعار 2000 دواء بنسبة تتراوح بين 20 و80 في المائة وتنظيم عملية التوزيع والبيع لتحقيق العدالة الصحية.

٢. التغطية الصحية الشاملة: سعت الحكومة المغربية إلى تحقيق التغطية الصحية الشاملة من خلال توسيع نطاق نظام التأمين الصحي. وكانت الخطوة الأولى تطبيق نظام التأمين الصحي الإجباري (AMO) عام ٢٠٠٥ للعمال النظاميين، وبرنامج المساعدة الطبية (RAMED) للعمال غير النظاميين والفئات الضعيفة. وفي عام ٢٠٢٢، دمجت الحكومة النظامين في برنامج واحد، وهو التأمين الصحي الأساسي الإجباري. يوفر هذا البرنامج لجميع المواطنين، بمن فيهم العمال غير النظاميين، إمكانية الحصول على الخدمات الصحية مجانًا في المرافق العامة والخاصة.

وأكد التقرير أن التجربة المغربية حظيت بإشادة من المنظمات الدولية كمنظمة الصحة العالمية، التي اعتبرتها نموذجا يحتذى به في القارة الإفريقية.

تجربة الهند في قطاع الأدوية : لُقبت الهند بـ”صيدلية العالم” لدورها البارز في توفير اللقاحات والأدوية الأساسية والمستلزمات الطبية خلال جائحة كوفيد-19 وبعدها. وقد أظهر القطاع ابتكارًا ورسّخ مكانته كعنصر أساسي في سلسلة القيمة الدوائية العالمية. ومن أبرز سياسات الهند وإصلاحاتها وإنجازاتها:

1. اتخذت الهند مبادرةً لتطوير قطاع الأدوية في يوليو 2008، وأنشأت إدارةً متخصصةً بهذا الشأن. تتولى هذه الإدارة مسؤولية وضع السياسات والتخطيط والتطوير والتنظيم لصناعة الأدوية.

٢. نفّذت الهند أيضًا العديد من الإصلاحات. ففي ميزانية ٢٠٢٤/٢٠٢٥، واصلت الحكومة سياستها في دعم صناعة الأدوية. وشملت هذه الإجراءات، من بين أمور أخرى، تخصيص الحكومة ١٢٠ مليون دولار أمريكي للترويج للصناعات الدوائية للسنة المالية ٢٠٢٤/٢٠٢٥، وهي زيادة كبيرة عن العام السابق. كما رُفع إجمالي الإنفاق على تطوير صناعة الأدوية (١٥٦.٥ مليون دولار أمريكي)، بينما رُفعت ميزانية الترويج للمجمعات الصناعية للأجهزة الطبية إلى ١٨ مليون دولار أمريكي للسنة المالية ٢٠٢٤/٢٠٢٥.

تجربة المملكة العربية السعودية في قطاع الأدوية : تُعدّ المملكة العربية السعودية أكبر سوق للأدوية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ومن المتوقع أن تنمو مبيعات الأدوية في المملكة من 11.9 مليار دولار أمريكي في عام 2024 إلى 12.2 مليار دولار أمريكي في عام 2025، بمعدل نمو سنوي مركب قدره 5.1%. وبحلول عام 2029، سيرتفع هذا الرقم إلى 15.8 مليار دولار أمريكي، بمعدل نمو سنوي مركب على مدى خمس سنوات قدره 5.2%. وبحلول عام 2034، من المتوقع أن ينمو السوق بنسبة 5.5% على مدى عشر سنوات، ليصل إلى 22.1 مليار دولار أمريكي. وتشمل السياسات والإصلاحات الرئيسية في المملكة العربية السعودية ما يلي:

١. افتتاح مصنع لأدوية الأورام (٢٠٢٣): افتُتح أول مصنع لأدوية الأورام في مدينة سدير الصناعية. ويُعد هذا إنجازًا هامًا، ويساهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي في إنتاج الأدوية المتخصصة. ويمثل هذا المصنع خطوة استراتيجية لتقليل الاعتماد على الاستيراد، وتوفير أدوية الأورام للسوق المحلي والإقليمي بأسعار تنافسية.

2- أنشأ صندوق الاستثمارات العامة السعودي شركة لايفيرا للاستثمار الدوائي في عام 2023 لدعم صناعة الأدوية الحيوية بهدف تعزيز مكانة المملكة كمركز عالمي لصناعة الأدوية الحيوية.

٣. الاستراتيجية الوطنية للتقنية الحيوية: تهدف هذه الاستراتيجية إلى ترسيخ مكانة المملكة العربية السعودية كمركز إقليمي وعالمي للتقنية الحيوية، وتحقيق أثرٍ واسع النطاق في مجال التصنيع الحيوي والابتكار الطبي. وتمثل هذه الاستراتيجية بداية تحولٍ ليس للمملكة فحسب، بل لمشهد التقنية الحيوية العالمي أيضًا.

من خلال التركيز الاستراتيجي على تعزيز الاكتفاء الذاتي للمملكة العربية السعودية في اللقاحات والتصنيع الحيوي وعلم الجينوم، وإطلاق العنان لإمكانات قطاع النمو المرتفع، وتعزيز الابتكار وتحسين صحة ورفاهية مواطنيها.

يتوقع التقرير أن تنمو مبيعات الأدوية في مصر من 5.1 مليار دولار أمريكي عام 2024 إلى 5.7 مليار دولار أمريكي عام 2025، وفقًا لوكالة فيتش للتصنيف الائتماني. وبحلول عام 2029، تُقدر القيمة السوقية بنحو 6.8 مليار دولار أمريكي، بمعدل نمو سنوي مركب قدره 6%. وبحلول عام 2034، تُقدر القيمة السوقية بنحو 7.8 مليار دولار أمريكي، بمعدل نمو سنوي مركب قدره 4.3%.

ومن المتوقع أيضًا أن يظل الإنفاق الفردي على الأدوية مستقرًا نسبيًا، حيث يرتفع بشكل معتدل من 44.60 دولارًا في عام 2024 إلى 58.80 دولارًا في عام 2034 بفضل تعديلات الأسعار الحكومية المستمرة للسيطرة على الإنفاق الإجمالي.

يُعدّ تعزيز قطاع الأدوية أولوية استراتيجية للحكومة المصرية لحماية الصحة العامة وتحقيق الاكتفاء الذاتي. ومن أهم الإجراءات الحكومية في هذا القطاع:

– إنشاء المدينة الدوائية “جيبتو فارما” أحد أهم المشروعات القومية التي سعت الدولة لتنفيذها، بهدف توفير علاج دوائي آمن وفعال وعالي الجودة، وتحسين سلامة الدواء والحد من الممارسات الاحتكارية.

يُقدّم قانون الاستثمار رقم 72 لسنة 2017 حوافز ضريبية للمستثمرين في قطاعات مُختلفة، مثل قطاع الأدوية. ويُقدّم القانون حافزًا استثماريًا يتمثل في خصم على صافي الربح الخاضع للضريبة بنسبة 30% أو 50% من تكلفة الاستثمار، وذلك حسب المنطقة الجغرافية.

أعلنت الشركة المتحدة للأدوية المصرية، التابعة للشركة العربية للصناعات الدوائية والمستلزمات الطبية (أكديما)، عن تصدير الأنسولين المنتج محليًا إلى كوبا في عام 2024. ويمثل هذا التعاون التجاري أول دخول لمصر إلى سوق الأدوية في أمريكا اللاتينية.

حصلت مصر على عضوية مجلس إدارة الوكالة الأفريقية للأدوية، ممثلة لمنطقة الساحل والصحراء، بهدف تحسين تكامل قطاع الأدوية الأفريقي وتسهيل وصول الأدوية المصرية إلى القارة الأفريقية.

واختتم التقرير بالتأكيد على أن قطاع الأدوية سيظل أحد الركائز الأساسية لنظام الرعاية الصحية في أي دولة، ليس فقط لدوره العلاجي، بل أيضًا لأبعاده الاقتصادية والاجتماعية والبحثية. وقد أثبتت التحديات العالمية، مثل جائحة كوفيد-19، أن الاستثمار في هذا القطاع لم يعد خيارًا، بل ضرورة وطنية لتعزيز الأمن الصحي والاستعداد للأزمات. إن مواكبة التطورات العلمية، وتطبيق سياسات تشجع البحث والابتكار، وتعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص، خطوات أساسية لضمان قطاع دوائي فعال وآمن ومستدام، يخدم البشرية في أي وقت وفي أي مكان.


شارك