“حشد تدين الجرائم الإسرائيلية في غزة والضفة وتطالب بوقف الإبادة الجماعية للمدنيين”

منذ 10 ساعات
“حشد تدين الجرائم الإسرائيلية في غزة والضفة وتطالب بوقف الإبادة الجماعية للمدنيين”

أعربت اللجنة الدولية لحقوق الشعب الفلسطيني (هاشد) عن قلقها البالغ إزاء الجرائم المتواصلة التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق السكان المدنيين في قطاع غزة، من إبادة جماعية وتطهير عرقي وانتهاكات جسيمة أخرى. يأتي ذلك في ظل صمت دولي مريب، يرقى إلى مستوى التواطؤ. ويمثل هذا تقصيرًا واضحًا من جانب الدول الأطراف في الوفاء بالتزاماتها القانونية والإنسانية بحماية المدنيين والامتثال للقانون الدولي.

وصل أمس الجمعة إلى مستشفيات غزة 82 شهيداً و247 جريحاً، إضافة إلى 71 شهيداً منذ فجر السبت، منهم 29 شهيداً بحسب الإحصاء الأولي ضحايا إغاثة، و180 جريحاً بإصابات مختلفة، فيما لا يزال آلاف الضحايا مفقودين تحت الأنقاض وفي الشوارع لعدم تمكن سيارات الإسعاف وطواقم الدفاع المدني من الوصول إليهم.

وبحسب الرصد، قصفت قوات الاحتلال أمس مدرسة حليمة السعدية التي تؤوي نازحين في منطقة جباليا النزلة شمال قطاع غزة، ما أدى إلى استشهاد عشرة مدنيين وإصابة آخرين. وهذه جريمة واضحة بحق المدنيين الذين يلجؤون إلى مرافق الأونروا.

أمس الجمعة، وصباح اليوم، قُتل 39 مدنيًا وجُرح أكثر من 240 جائعًا أثناء انتظارهم مساعدات إنسانية في منطقة الشاكوش شمال غرب رفح. وبلغ إجمالي عدد الشهداء “الأحياء” 805 شهداء، وأكثر من 5252 جريحًا.

قُتل وجُرح عشرات المدنيين خلال اليومين الماضيين نتيجة سلسلة من الهجمات والجرائم التي ارتكبتها قوات الاحتلال. قصفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي المباني السكنية وخيام النازحين والملاجئ المؤقتة، وارتكبت مجازر يومية وحشية وممنهجة خلال حرب الإبادة الجماعية. ونتيجةً لذلك، ارتفعت حصيلة ضحايا حرب الإبادة الجماعية والعدوان الإسرائيلي إلى 57,882 شهيدًا و138,095 جريحًا من بين الراقدين في المستشفيات منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، منهم 7,311 شهيدًا و26,054 جريحًا منذ 18 مارس/آذار 2025.

ويأتي ذلك على خلفية تصعيد الجرائم الإسرائيلية الخطيرة، وفي مقدمتها جرائم التجويع المتواصلة التي ترتكبها قوات الاحتلال بحق نحو 2.4 مليون فلسطيني في قطاع غزة، حيث يعاني 96% من السكان، بينهم أكثر من مليون طفل، من انعدام حاد في الأمن الغذائي.

حتى الآن، توفي 67 طفلاً بسبب سوء التغذية، بينما يُواجه حوالي 650 ألف طفل دون سن الخامسة خطر سوء التغذية الحاد المُهدد للحياة. ويتلقى ما يقرب من 3000 طفل وامرأة حامل ومرضعة العلاج من سوء التغذية الحاد في المستشفيات الجراحية والميدانية بسبب نقص حليب الأطفال والمكملات الغذائية والأغذية.

منعت قوات الاحتلال الإسرائيلي الصيد والسباحة في البحر على امتداد قطاع غزة، مما يزيد من معاناة سكان القطاع ويحرمهم من مصدر رزقهم. يأتي هذا الحظر في ظل اتساع نطاق الهجوم البري وإصدار أوامر تهجير قسري جديدة تطال مناطق واسعة غرب مدينة غزة والأحياء الغربية من خان يونس. وفي الوقت نفسه، تُرتكب مجازر وحشية بحق المدنيين لإجبارهم على النزوح إلى مخيمات لاجئين مكتظة تفتقر إلى الخيام والمساحة والمياه والغذاء والرعاية الطبية والمساعدات الإنسانية. وإلى جانب الاعتداءات الممنهجة والمستمرة على خيام النازحين، يهدف هذا إلى إعادة تشكيل الواقع الديموغرافي، وتفتيت النسيج الاجتماعي، وتقليص مساحة قطاع غزة، وتحويل مخيمات اللاجئين إلى معسكرات اعتقال تتقلص يومًا بعد يوم. وهذا يؤدي إلى تهجير تدريجي للسكان من خلال استخدام المساعدات الإنسانية والتجويع كسلاح، إلى جانب الهجوم العسكري الوحشي، لاستكمال فصول جريمة الإبادة الجماعية بتحويل قطاع غزة إلى منطقة منكوبة غير صالحة للحياة، وطرد سكانها من القطاع.

وتواصل قوات الاحتلال استهدافها للصحفيين الفلسطينيين بشكل مباشر وممنهج لمنعهم من حرية التعبير وتوثيق الجرائم.

ارتفع عدد الصحفيين الذين قُتلوا منذ بدء حرب الإبادة إلى 229. ومؤخرًا، تعرّض الصحفي أحمد سلامة أبو عيشة، محرر ومصور وكالة فلسطين اليوم، لهجوم بطائرة مُسيّرة خارج منزله في منطقة الصوّارة غرب مخيم النصيرات. ويُعدّ هذا جريمة حرب وانتهاكًا صارخًا لاتفاقية جنيف الرابعة.

اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، أمس الجمعة، المقبرة التركية في منطقة المواصي غرب خانيونس. وقامت الدبابات بنبش القبور، ونبش الجثث، وسرقت عشرات الجثث. وفي الوقت نفسه، هدمت قوات الاحتلال مخيمات النازحين قسرًا حول المقبرة، مما أدى إلى تهجير مئات العائلات.

تواصل قوات الاحتلال فرض حصار خانق وعرقلة إيصال المساعدات والإمدادات الإنسانية، مما يُفاقم الأزمة الإنسانية والكارثة التي يواجهها سكان غزة. ولا تزال مستشفيات غزة مغلقة بشكل شبه كامل لليوم 133 على التوالي بسبب الإغلاق شبه الكامل للمعابر. علاوة على ذلك، يُهدد نقص الوقود بتعطيل الخدمات الحيوية، مثل وحدات العناية المركزة، ووحدات حديثي الولادة، ومرافق غسيل الكلى.

للحفاظ على استمرارية العمليات، تضطر المستشفيات إلى قطع التيار الكهربائي عن أقسام أخرى لإبقاء وحدات حيوية تعمل جزئيًا. هذا على الرغم من أن آلاف المرضى والجرحى، وخاصة الأطفال والمصابين بأمراض مزمنة وكبار السن، مهددون بكارثة إنسانية وصحية وشيكة.

إن هجوم عصابات المستوطنين على بلدة سنجل شمال رام الله، مساء الجمعة الماضي، والذي أسفر عن استشهاد شابين فلسطينيين، أحدهما مواطن أمريكي، وإصابة 40 آخرين، هو جزء من سلسلة هجمات ممنهجة تُنفذ بحماية ورعاية مباشرة من جيش الاحتلال. ويشكل هذا جريمة بحق السكان المدنيين في الضفة الغربية، تجاهلها المجتمع الدولي وتجاهلها.

تؤكد اللجنة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني (هاشد) مجددًا أن جريمة الإبادة الجماعية غير المسبوقة في تاريخ البشرية، وجرائم الاحتلال الإسرائيلي اليومية ضد السكان المدنيين، فضلًا عن تدمير المناطق المدنية المحمية وقصفها المتعمد – بما في ذلك المدارس والمقابر ونقاط توزيع المساعدات الإنسانية – تُشكل جرائم حرب وانتهاكات صارخة لقواعد القانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف، وتندرج ضمن جرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والتجويع والجفاف الممنهج. وتُحمّل الاحتلال الإسرائيلي وشريكته الولايات المتحدة المسؤولية الكاملة عن هذه الجرائم وغيرها من الجرائم الإسرائيلية المتصاعدة في الضفة الغربية، وتُدين تقاعس الاتحاد الأوروبي عن فرض عقوبات على دولة الاحتلال، وتدعو دول الاتحاد إلى تنفيذ المطالب الحقوقية والشعبية الأوروبية، وكذلك الدعوة الأخيرة التي وجهها سفراء أوروبيون لتعليق اتفاقيات الشراكة التجارية مع إسرائيل. وتُشير اللجنة إلى وتُطالب بما يلي:

ويجب على المجتمع الدولي أن يتخذ إجراءات فورية لوقف جرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي ضد الشعب الفلسطيني، وضمان توفير الغذاء والدواء والمساعدات الإنسانية بشكل عاجل لقطاع غزة، والضغط على دولة الاحتلال الإسرائيلي للوفاء بمسؤولياتها كقوة احتلال محاربة وفقاً لقواعد القانون الإنساني الدولي.

ويدعو إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لإنهاء الجرائم المرتكبة ضد المدنيين، بما في ذلك الأطفال والنساء والصحفيين والعاملين في المجال الطبي والعاملين في المجال الإنساني، وضمان حمايتهم وفقاً للقانون الإنساني الدولي واتفاقيات حقوق الإنسان.

– مطالبة المحكمة الجنائية الدولية بالإسراع في إصدار المزيد من مذكرات الاعتقال بحق قادة الاحتلال ومساعديهم، ومراقبة تنفيذ مذكرات الاعتقال السابقة.

ندعو العالم والمنظمات الدولية والإقليمية ومجموعة لاهاي وشعوب العالم الحرة إلى مواصلة جهودها السياسية والدبلوماسية والقانونية والإنسانية، وتفعيل كافة الجهود الدولية، لبناء تحالف إنساني دولي للتدخل الإلزامي لوقف جرائم الاحتلال الإسرائيلي، ولإنقاذ وحماية سكان غزة، وتقديم المساعدات الإنسانية لهم في مواجهة الكارثة الإنسانية، وفرض العقوبات والمقاطعة على دولة الاحتلال الإسرائيلي.


شارك