وأشار رئيس الوزراء إلى أن منطقة تيدا تمثل نموذجاً ناجحاً للتعاون الاستثماري بين مصر والصين في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، معرباً عن أمله في زيادة استثمارات الشركات الصينية في منطقة تيدا.
أعرب الدكتور مصطفى مدبولي عن أمله في أن تُسهم هذه الزيارة إسهامًا هامًا في تعميق العلاقات الثنائية، وأن تُمهّد الطريق لمرحلة جديدة من التعاون. وسينصبّ التركيز على تعزيز توطين الصناعة الصينية ونقل التكنولوجيا، والاستفادة من الخبرات الصينية الواسعة، لا سيما في مجالات مكونات مشاريع الطاقة الشمسية، وتوطين صناعة المركبات الكهربائية في مصر، وتحلية مياه البحر. وفي هذا السياق، أكّد على توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بشأن التزام الحكومة المصرية بالحصول على حصة من إنتاج هذه الشركات المصنّعة للمركبات الكهربائية في مصر.
أكد رئيس الوزراء أن الحكومة المصرية تولي أهمية بالغة للتعاون مع الصين في مجال المركبات الكهربائية، في ظل هيمنة بكين على هذه الصناعة عالميًا. ودعا الشركات الصينية العاملة في قطاع المركبات الكهربائية إلى القدوم إلى مصر وإقامة مصانعها هناك، والاستفادة من الحوافز الحكومية في هذا المجال.
وأعرب عن أمله في تشجيع الشركات والمؤسسات الصينية على زيادة استثماراتها في السوق المصرية حتى تتمكن من الاستفادة من عضوية مصر في مناطق التجارة الحرة مع الدول العربية والإفريقية والأوروبية.
وفي هذا السياق، أكد رئيس الوزراء استعداد مصر لتقديم كافة التسهيلات الممكنة للشركات الصينية الراغبة في إقامة الصناعات في مصر.
أعرب الدكتور مصطفى مدبولي عن أمله في معالجة اختلالات الميزان التجاري بين البلدين، لا سيما من خلال فتح السوق الصينية أمام المزيد من الصادرات المصرية، لا سيما وأن الصادرات المصرية تتميز بجودة عالية ونفاذها إلى العديد من الأسواق العالمية، مثل أمريكا الشمالية وأوروبا وأمريكا اللاتينية وأفريقيا. كما أعرب عن أمله في أن تنتقل الصناعات الصينية إلى مصر لتصنيع منتجاتها النهائية هناك، بدلاً من استيرادها بالكامل من الصين، مما يعود بالنفع على الجانبين.
وأعرب رئيس الوزراء عن رغبته في التعاون لتسريع الانتهاء من المرحلتين الثالثة والرابعة من منظومة القطار الخفيف، واستكمال مشروع منطقة المال والأعمال في العاصمة الإدارية الجديدة، خاصة أن المؤسسات الحكومية ستنتقل إلى العاصمة الإدارية مطلع عام 2024.
أعرب الدكتور مصطفى مدبولي عن امتنانه وتقديره للجانب الصيني لتوقيع مذكرة التفاهم بشأن برنامج مبادلة الديون لمشروعات التنمية يوم 19 أكتوبر 2023 في بكين على هامش القمة الثالثة لمنتدى الحزام والطريق.
وفي هذا السياق، قال رئيس الوزراء: “إن أهمية هذا البرنامج لا تنبع فقط من كون مصر أول دولة توقع معها الوكالة الصينية للتعاون الإنمائي الدولي هذا النوع من اتفاقيات تمويل التنمية، بل أيضاً من كونه يعبر عن رغبة الصين القوية في استكشاف المزيد من أدوات التمويل المبتكرة لتعزيز علاقاتها الاقتصادية مع مصر”.
أعرب الدكتور مصطفى مدبولي عن تطلع مصر لتعزيز التعاون مع الصين في القطاعين النقدي والمالي، مشيرا إلى أنه في أكتوبر 2023 أصبحت مصر أول دولة أفريقية تصدر سندات “باندا” مقومة باليوان بقيمة 500 مليون دولار لتمويل مشروعات التنمية والبيئة من خلال التمويل المستدام.
وفيما يتعلق بالقضايا الإقليمية، أشاد رئيس الوزراء بدعم الصين للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في المحافل الإقليمية والدولية، وخاصة داخل الأمم المتحدة، ومجلس الأمن على وجه الخصوص.
أكد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، أهمية التعاون والتنسيق بين مصر وبكين في إطار منتدى التعاون الصيني الأفريقي (فوكاك)، وأهمية متابعة تنفيذ مخرجات الدورة التاسعة لمنتدى التعاون الصيني الأفريقي، وخاصة الشراكات العشر الجديدة التي أعلن عنها فخامة الرئيس شي جين بينج في الجلسة الافتتاحية لقمة منتدى التعاون الصيني الأفريقي الأخيرة في سبتمبر 2024.
وأكد أن مصر تقدمت بقائمة من المشروعات ذات الأولوية للاستفادة من حزم التمويل البالغة 51 مليار دولار المقدمة لتنفيذ هذه الشراكات.
من جانبه، أعرب رئيس مجلس الدولة الصيني عن اعتزازه بزيارته الأخيرة لمصر، وهي أول زيارة له إلى أفريقيا منذ توليه منصبه، وهو ما يعكس اهتمام بكين البالغ بتعزيز علاقاتها مع مصر.
وقال لي تشيانغ إن مصر دولة ذات تراث ثقافي غني وتشهد تنمية حديثة غير مسبوقة، حيث شهد بنفسه جهود التنمية الكبيرة التي بذلها المصريون في السنوات الأخيرة في ظل الجمهورية الجديدة.
وأكد تشيانج أن مصر دولة قوية وكبيرة ومؤثرة في محيطها الإقليمي والعربي والأفريقي.
وأشار تشيانج إلى أن العام الماضي 2024 شهد الذكرى العاشرة لارتفاع العلاقات المصرية الصينية إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة، والعام المقبل 2026 سيشهد الذكرى السبعين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين مصر والصين.
وأضاف أنه خلال زيارته لمصر، لمس بنفسه التزام الجانب المصري بتعميق العلاقات الثنائية بين بلدينا، وأؤكد أن تعزيز علاقاتها مع مصر يمثل أيضا أولوية بالنسبة لبكين.
وأكد رغبة الصين في تعزيز التعاون الاستثماري مع مصر في مجموعة من المجالات المختلفة، بما في ذلك الطاقة المتجددة والصناعة والذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي، فضلاً عن تعميق التعاون في القطاع المالي.
وأشار رئيس مجلس الدولة الصيني إلى أن الصين حريصة على زيادة نفاذ الصادرات المصرية إلى السوق الصينية، وأن العديد من الإجراءات تم اتخاذها بالفعل في هذا الصدد.
وأعرب عن رغبته في تكثيف التعاون مع مصر في مجالات الثقافة والشؤون الإنسانية والإعلام، قائلا: “نحن مستعدون لتقديم كل ما في وسعنا لمصر لدعم تنميتها”.
خلال المناقشات، جرى تبادل وجهات النظر حول التحديات الجيوسياسية العالمية والإقليمية الراهنة. وأُشير إلى أن العالم يعيش حالة من عدم اليقين، وأن على المجتمع الدولي أن يقوم بدوره في حث جميع أطراف النزاع على التحلي بالمسؤولية والحكمة السياسية، بما يُسهم في حل جميع النزاعات على مختلف الجبهات عبر الحوار والوسائل الدبلوماسية.
وأكد أيضاً على الحاجة الملحة لمواصلة حشد الدعم الدولي لتنفيذ الخطة العربية الإسلامية لإعادة إعمار قطاع غزة التي أقرتها القمة العربية غير العادية في القاهرة في الرابع من مارس/آذار الماضي.
كما تم التأكيد على أن مصر تواصل التعاون مع الصين على المستوى الثنائي وفي المحافل متعددة الأطراف لمساعدة الشعب الفلسطيني في نيل حقوقه المشروعة، وخاصة حقه في إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو/حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.