رئيس جامعة الأزهر: مكافحة الإسلاموفوبيا من خلال الحوار وتصحيح المفاهيم السلبية حول الإسلام

أكد رئيس جامعة الأزهر، الدكتور سلامة جمعة داود، أن من أنجع السبل لمكافحة الإسلاموفوبيا إنشاء منصات إعلامية لتصحيح المعلومات المغلوطة من وسائل الإعلام الغربية، ونقل صورة دقيقة عن الإسلام من خلال برامج هادفة. وأشار إلى أنه في هذا السياق، بادر الأزهر الشريف بإنشاء “المرصد العالمي لمكافحة التطرف”.
جاء ذلك خلال كلمة رئيس جامعة الأزهر في المؤتمر الدولي لمكافحة الإسلاموفوبيا الذي انطلق اليوم بمقر جامعة الدول العربية تحت عنوان “الإسلاموفوبيا.. المفهوم والممارسة في السياق العالمي الراهن”.
صرّح رئيس جامعة الأزهر بأن الإسلاموفوبيا نابعة من خوف غير مبرر من الإسلام ورفض غير عقلاني له، وهي شكل من أشكال التمييز والإقصاء. وأكد أن غالبية المسلمين معتدلون، وأن ربط الإسلام بالصراع هو نتيجة آراء متعصبة لا تستند إلى حقائق.
وأضاف أن مصطلح الإسلاموفوبيا ظهر أول مرة في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، وزادت شعبيته بعد أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001.
وأكد أن من أهم سبل مكافحة الإسلاموفوبيا بفعالية دمج المسلمين في المجتمعات الغربية التي يعيشون فيها، وتمكينهم من المشاركة الفاعلة في الحياة السياسية والاجتماعية، مما يعزز شعورهم بالمواطنة والانتماء، ويقضي على شعورهم بالإقصاء.
وأشار إلى أن الإسلام يدعو إلى البر والرفق والسلام مع غير المسلمين، ما داموا يكفّون عن العدوان. واستشهد بـ “وثيقة المدينة” التي أبرمها النبي محمد بين المسلمين واليهود بعد الهجرة. وتُعتبر هذه المعاهدة أول دستور مدني في التاريخ عاش فيه الجميع تحت سقف واحد، حتى انتهكها.
وأشار إلى أن الإسلام في الغرب وقع ضحية حملات مغرضة أججت مخاوف لا أساس لها. ودعا إلى مواجهة هذه الحملات بالحجة والحكمة والنصح السديد، واستخدام وسائل مبتكرة كالفن والمعارض لإيصال الصورة الحقيقية للدين الحنيف. وأكد على أهمية الإرادة والمثابرة في هذا الجهد.
وأكد على ضرورة تضافر جهود المسلمين حول العالم لمواجهة هذه الظاهرة، وأنه لا يمكن تركها لجهود فردية متفرقة. وأشار إلى مثال إيجابي في بعض الدول الأوروبية، كالنمسا وبلجيكا، حيث يُدرّس الإسلام دينًا رسميًا. وتساءل: “أليس من حق الإسلام أن يُعرف باسمه الحقيقي كما أراده الله؟ دين الرحمة والتفاهم؟”
وأكد أن الأزهر الشريف يواصل القيام بدوره في نشر الإيمان الصحيح وتعزيز الحوار بين الأديان، مشيراً إلى “وثيقة الأخوة الإنسانية” التي وقعها الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب والبابا فرنسيس، والتي تدعو إلى السلام والتعاون بين الشعوب.