خبير دستوري يعتبر قانون الإيجار القديم جريمة ضد المجتمع: تحليل خاص

منذ 12 ساعات
خبير دستوري يعتبر قانون الإيجار القديم جريمة ضد المجتمع: تحليل خاص

في جلسته العامة، الأربعاء الماضي، برئاسة الدكتور حنفي جبالي، عضو المجلس، أقرّ مجلس النواب مشروع القانون المُقترح من الحكومة لتعديل بعض أحكام قانون الإيجارات، المعروف بـ”قانون الإيجار القديم”. وتهدف هذه الخطوة التشريعية إلى إعادة هيكلة العلاقة بين المؤجرين والمستأجرين.

من جانبه، اعتبر الخبير الدستوري والقانوني عصام الإسلامبولي إقرار هذا القانون جريمةً في حق المجتمع، قائلاً: “أعتقد أن إقرار هذا القانون اليوم جريمةٌ في حق المجتمع. النواب الذين رفضوا وأيّدوا مشروع القانون يستحقون الإشادة والتقدير. ومن أيّدوه يجب أن يُلقّنهم الشعب درسًا في الانتخابات البرلمانية القادمة حتى لا يعودوا إلى البرلمان”.

ثانيًا، أنا مندهش للغاية لعدة أسباب، كما أضاف الإسلامبولي في تصريحات خاصة لبوابة البلد. أولًا، جاء الحكم المتعلق بتقييم الإيجار وعدم دستوريته متأخرًا، إذ عُرضت القضية على المحكمة قبل 26 عامًا. ولو صدر الحكم بعد عشر أو خمس سنوات من رفع الدعوى، لما وجدنا أنفسنا في هذا الوضع المريب. ولكن، بما أن الحكم صدر الآن، كان ينبغي أن يقتصر مشروع القانون على معالجة حكم المحكمة الدستورية بعدم دستورية تقييم الإيجار دون التطرق إلى مسائل أخرى.

وتابع: “فيما يتعلق بمدة العقد، فقد قضت المحكمة الدستورية عام ٢٠٠٢ بأن العقد ينطبق فقط على الجيل الأول، شريطة أن يعيش أبناؤهم مع المستأجر الأصلي. إلا أن ما حدث يُشكل انتهاكًا للأحكام الدستورية، وقد أثار أزمة خطيرة تُهدد المجتمع”.

فيما يتعلق بالحلول الممكنة، قال الإسلامبولي: “لقد صدر القانون، ويجب عرضه على رئيس الجمهورية للتصديق عليه وفقًا للإجراءات الدستورية. وعليه الامتناع عن التصديق عليه وإعادته إلى البرلمان عند انعقاده. وبعد انتهاء الدورة، يحق للرئيس تعديل القانون أو إلغاء بعض أحكامه، وإصدار مرسوم تشريعي في غير انعقاد البرلمان. وقد يؤدي ذلك، على سبيل المثال، إلى إلغاء مدة السنوات السبع المقررة قانونًا، أو على الأقل تمديدها إلى عشر سنوات”.

بمقارنة قانون الإيجار القديم بعقد الإيجار لمدة 59 عامًا، أوضح قائلًا: “عقد الإيجار لمدة 59 عامًا هو عقد محدد المدة يتفق عليه الطرفان. وبموجب القانون، لا يحق للمالك إخلاء المستأجر قبل انتهاء مدته. أما القانون الجديد فيسري على العقود التي انتهت صلاحيتها. فإذا لم تنتهِ مدته بعد، يحتفظ المستأجر بالعقد. ولكن بمجرد انتهاء مدته، تُطبق القواعد الجديدة.”

فيما يتعلق بالمادة الثانية من القانون، التي رفضت الحكومة إلغاؤها، وأثرها على الاستقرار الاجتماعي وحقوق المستأجرين، قال الإسلامبولي: “ستُحدث هذه المادة شرخًا كبيرًا في منظومة الضمان الاجتماعي، إذ يُمكن معالجة ارتفاع الأسعار بطرق أخرى، كزيادة الرواتب أو المعاشات التقاعدية، وليس بطرد ملايين الأسر. هناك طرق عديدة لضبط الإيجارات، لكن إجبار الناس على النزول إلى الشارع أمرٌ بالغ الخطورة. سيؤدي هذا إلى تفاقم الأزمة وخلق مشاكل لا نريدها”.


شارك