أستاذ علوم سياسية يصرح لـ بوابة البلد: تصريحات ترامب حول وقف إطلاق النار في غزة لا تكفي وضرورة تبني خطة سلام شاملة الآن

أستاذ العلوم السياسية في بوابة البلد:

ينتظر الشعب الفلسطيني انتهاء معاناته التي عاناها لأكثر من عامين. هذه المعاناة التي أدت إلى تدمير جميع مناحي الحياة في الأراضي الفلسطينية المحتلة. ووقعت مجازر وحشية بحق المدنيين العزل، لم يسلم منها أحد، بمن فيهم النساء والأطفال. وبلغ عدد الشهداء والجرحى قرابة 180 ألفًا.

بعث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أملًا جديدًا للشعب الفلسطيني بالحياة والاستقرار بتصريح مفاجئ. ففي مؤتمر صحفي على هامش قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في لاهاي بهولندا، قال ترامب: “سيكون هناك اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة قريبًا”. وأشار إلى أن مبعوثه إلى الشرق الأوسط، ويتكوف، أبلغه بقرب التوصل إلى اتفاق بشأن غزة.

تركي: إنهاء الحرب في غزة يتطلب موقفاً دولياً موحداً وحازماً.

علّق الدكتور إسماعيل تركي، أستاذ العلوم السياسية، على تصريحات الرئيس الأمريكي قائلاً: “لا يمكن اعتبار هذه التصريحات دليلاً قاطعاً على أن الحرب تقترب من نهايتها. فالتاريخ الحديث حافل بجولات عديدة من التصعيد والتهدئة لم تُفضِ إلى سلام دائم”. وأشار إلى أن إنهاء حرب غزة يتطلب موقفاً دولياً موحداً وحازماً، لا مجرد أمنيات قد تُحركها حسابات سياسية ضيقة.

وحول جدية الولايات المتحدة في هذه المفاوضات، أكد تركي في تصريحات خاصة لبوابة البلد أنه حتى ذلك الحين، يبقى الجميع متشككًا في جدية الولايات المتحدة في إنهاء هذه الكارثة الإنسانية، وذلك استنادًا إلى التقارير ذاتها التي انتشرت خلال زيارة ترامب لمنطقة الخليج.

ترامب يحاول حماية نتنياهو من الإجراءات الجنائية

وقال إن تعليقات الرئيس الأميركي بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة كانت بمثابة بصيص أمل، لكنها أثارت عددا من الأسئلة المشروعة حول توقيتها وصدق تلك الرغبة، خاصة في ظل المشهد السياسي المعقد ومحاولة ترامب إنقاذ حليفه “مجرم الحرب” بنيامين نتنياهو، من الملاحقة الجنائية، تماما كما أنقذ إسرائيل من إيران بعد تكثيف هجماتها الصاروخية على تل أبيب والمدن الكبرى.

العوامل المتعلقة بوقف إطلاق النار في قطاع غزة

فيما يتعلق بوقف إطلاق النار المرتقب في غزة، أشار إلى أن ذلك يعتمد على عدة عوامل. أولها الرغبة الجادة لدى الأمريكيين في ترجمة هذه التصريحات إلى ضغط حقيقي وفعال على إسرائيل. فالتصريحات وحدها لا تكفي، بل هناك حاجة إلى إجراءات دبلوماسية وسياسية تتجاوز مجرد الرغبة في إنشاء آليات ضغط حقيقية تضمن التزام إسرائيل بوقف إطلاق النار وتقديم المساعدات الإنسانية كاملةً كجزء من اتفاق سلام دائم وشامل.

وأشار إلى أن العامل الثاني يعتمد على قدرة الوسطاء على تجاوز العقبات القائمة والاتفاق على شروط مرضية للطرفين، وخاصة فيما يتعلق بوقف إطلاق النار الدائم، والانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية، وتقديم المساعدات الإنسانية، والتنفيذ الكامل لاتفاقية تبادل الأسرى بين الجانبين.