«ثورة 30 يونيو: يقظة وطنية عظيمة تعيد إحياء الهوية المصرية، تصريحات أدباء ومفكرين»

وأكد كتاب وأدباء ومثقفون أن ثورة 30 يونيو أنقذت الثقافة الوطنية من براثن التشويه والتهميش والاختزال في رواية ضيقة واحدة تقصي بقية مكونات الهوية الوطنية العريقة.
وفي لقاءات منفصلة مع وكالة أنباء الشرق الأوسط، أكد كتاب ومثقفون أن ثورة 30 يونيو التي تحل ذكراها الثانية عشرة بعد أيام، أعادت مفهوم الهوية المصرية الشاملة، المتجذرة في التاريخ وفي وعي ووجدان الشعب المصري.
أكد الكاتب الشهير يوسف القعيد أن للمثقفين دوراً رائداً في حياة الشعب المصري، فقد كانوا فاعلين في ثورة 30 يونيو وشاركوا فيها. وانطلق التجمع أمام مبنى وزارة الثقافة القديم، مؤكداً أن الثورة حافظت على الهوية الثقافية للبلاد بعد محاولات وحشية سابقة لطمس هويتها وحضارتها.
وأضاف القائد أن الثقافة تحظى باهتمام كبير من الدولة، إيماناً منها بقيمة القوة الناعمة في التطور الفكري الإنساني، مشيراً إلى أن مصر شهدت نهضة ثقافية كبيرة منذ 30 يونيو.
وأوضح أن الدولة، منذ ثورة يونيو، تعمل على رعاية المواهب المبدعة ونشر الثقافة في ربوع مصر. كما أكد على التزامها بتعزيز ثقافة التسامح وقبول الآخر بين مختلف الفئات، ودعم الحوار والنقاش البناء، والحفاظ على التراث الثقافي المصري وهويته الوطنية.
من جانبه أكد الشاعر والمفكر الكبير الدكتور علاء عبد الهادي رئيس رابطة كتاب مصر والأمين العام للاتحاد العام للكتاب العرب أن ثورة 30 يونيو حافظت على الهوية الوطنية للشعب والدولة المصرية.
ووصف عبد الهادي موقف المثقفين والكتاب والمفكرين من أعضاء الجمعية العمومية الذين ساروا مع الشعب المصري من كافة المحافظات في 30 يونيو 2013، بأنه موقف خيرة أبناء الوطن والذين اتخذوا موقفا ثابتا للحفاظ على الهوية المصرية.
من جانبها قالت النائبة آيات الحداد مؤسسة صالون الحداد الثقافي إن ثورة 30 يونيو شكلت نقطة تحول في تاريخ مصر الحديث وجسدت إرادة الشعب العارمة في الحفاظ على هويتنا الوطنية المصرية.
وأضافت الحداد: “لم تكن ثورة 30 يونيو مجرد تغيير سياسي، بل كانت تعبيرًا أصيلًا عن تمسك المصريين بأسس دولتهم المدنية وهويتهم الأصيلة في مواجهة تحديات غير مسبوقة”. وأشارت إلى أن الثورة جاءت بعد فترة من الاستقطاب الحاد والمخاوف المتزايدة من تآكل الهوية الوطنية لصالح أجندات أيديولوجية ضيقة.
وأوضحت أن يوم 30 يونيو شهد استعادة مفهوم الدولة الوطنية الشاملة التي تحتضن كل مواطنيها دون تمييز، وتعزيز الوحدة الوطنية، وإعادة بناء مؤسسات الدولة على أسس متينة من الكفاءة والوطنية.
وأكدت أن مصر اليوم، وبعد اثني عشر عامًا، تتقدم بخطى ثابتة في التنمية الشاملة، وتعزز قدراتها، وتؤكد دورها كقوة إقليمية مؤثرة. ورغم التحديات المستمرة، تظل ذكرى 30 يونيو مصدر إلهام للمصريين، وتؤكد أن إرادة الشعب هي القوة الحقيقية التي تربط الأمم وتحمي هويتها.
من جانبه، أكد محمد عبد المنعم، أمين عام اتحاد الناشرين المصريين، أن ثورة 30 يونيو تُمثل نقطة تحول في تاريخ مصر الحديث، حيث نهض الشعب لحماية كيانه والحفاظ على هوية وطنه التي كانت مُهددة بالاندثار، فهو الحارس الأمين لهوية الدولة المصرية.
وأوضح أن معالم الهوية المصرية بدأت تتآكل خلال عام واحد من حكم الإخوان المسلمين، عبر مشروع سياسي يهدف إلى اختطاف الدولة ومحو تنوعها الثقافي والديني والحضاري.
وأكد أن ثورة 30 يونيو كانت تعبيرا عن صحوة وطنية عظيمة، حيث خرج ملايين المصريين إلى الشوارع للدفاع ليس فقط عن الخبز، بل عن الهوية المصرية التي كانت مهددة.
قالت الكاتبة والمؤلفة داليا يسري: “عندما خرج الملايين إلى الشوارع في 30 يونيو، لم يكن هدفهم مجرد تصحيح المسار السياسي، بل في جوهره التمسك بالهوية الوطنية التي اعتقدوا أنها على وشك التآكل”.
وأضافت: “لم تُعِد هذه الحركة الشعبية حضور الدولة فحسب، بل أنقذت الثقافة الوطنية من براثن التشويه والتهميش. كانت مصر، بثقلها الثقافي، مُعرّضة لخطر الانحصار في سردية واحدة ضيقة تُقصي باقي مكونات هويتها العريقة”.
وأكدت أن الثورة أعادت بناء مفهوم شامل للهوية المصرية، متجذر في العصر الفرعوني، متسمًا بالتأثيرات القبطية والرومانية، ومزدهرًا في الحضارة الإسلامية. جميع هذه الطبقات مندمجة في وعي الشعب المصري دون صراع أو إقصاء.
قال يسري: “أنقذت ثورة يونيو الفن والثقافة من مشروع كان سيمحو التنوع، ويدمر الخيال، ويحوّل المنصات إلى مجرد أدوات تعبئة”. وأضاف: “ما حدث بعد ذلك لم يكن مجرد حفظ للماضي، بل كان انفتاحًا على مستقبل ثقافي أوسع وأكثر رسوخًا”.