“خطبة الجمعة القادمة: «بداية جديدة وأمل مشرق» – إليك التفاصيل الكاملة!”

منذ 13 ساعات
“خطبة الجمعة القادمة: «بداية جديدة وأمل مشرق» – إليك التفاصيل الكاملة!”

اختارت وزارة الأوقاف موضوع خطبة الجمعة القادمة “بداية جديدة وأمل جديد”. وتهدف هذه الخطبة العامة إلى التوعية بأهمية تجديد الأمل في العام الهجري الجديد. أما الخطبة الثانية، فتحذّر بشدة من مخاطر الإدمان، وتدعو إلى بداية جديدة مشرقة مليئة بالقوة والعافية.

نص حول موضوع خطبة الجمعة القادمة

الحمد لله العلي العظيم، الحميد، القوي المجيد. أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. من قالها فقد تبارك. الحمد لله الذي هدا البشرية بعجائب حكمته، ووسع الخلق بجلال نعمته، وخلق الكون بجلال تجلياته، وهدى أنبياءه ورسله. أشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله، شرح صدره، ورفع منزلته، وأكرمنا به، وجعلنا من أهله. اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. والآن:

مع فجر عام هجري جديد، هذه رسالة أمل وبشارة بمستقبل مشرق. أصدقائي الأعزاء، تفاءلوا، فأيامٌ مليئة بالخير والبركات في انتظاركم. املؤوا قلوبكم بالأمل، فالأمل منارة الروح ووقود العزيمة. الأمل هو النور الذي يُمكّننا من النهوض بعد كل سقوط، ومحاولة جديدة بعد كل فشل، محققين هذه الكلمة الإلهية العظيمة: {وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ نَجْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن نَجْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ}.

أبشروا يا أحبتي، فهذا العام الجديد كفجر جديد يشرق علينا بنوره وبركاته. فهل نستقبل هذا الصباح بقلوب يقظة وعزيمة متجددة؟ ماذا لو علمنا أن كل من بلغ القمة قد واجه ألمًا وعثرات؟ ماذا لو كانت محنة اليوم مفتاح سعادة الغد؟! ألم تروا تحول الأحوال النبوية من ضيق إلى اتساع، ومن شدة إلى فرج؟! هل تعلمون أن تأخير الرزق قد يكون خيرًا غافلين عنه؟ إنما أخركم ليتقدم بكم، هدايةً لقوله تعالى: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} لا يغلب العسر فرجان!

يا عباد الله، افرحوا، فالأمل دافعٌ للاستمرار في الحياة، وأداةٌ لمواجهة الصعاب بنجاح. ليس شعورًا عابرًا، بل هو اجتهادٌ يتطلب قوة إرادة، وعملًا دؤوبًا، وتوجيهًا للنفس نحو الإيجابية. التفاؤل ليس مجرد فكرة إيجابية، بل هو مجموعة مبادئ عملية تتطلب إيمانًا عميقًا بالله، وعملًا جادًا حتى في أحلك الظروف، وصبرًا على مواجهة التحديات بثقة، متوكلًا على الله، ومتيقنًا أن الفرج آتٍ مهما طال. فافرحوا وادخلوا على الكريم المعطي من باب الصحبة، كما دخل الكريم -صلى الله عليه وسلم-: {لا تحزن إن الله معنا}، فكن مع الله تجد الله معك.

أيها الأحبة، اعلموا أن الأمل ينبع من كل واحد منا كلما ازداد يقيننا بربنا. فلنحوّل كل تحدٍّ إلى فرصة، وكل عقبة إلى سلم نصعده. فلنحوّل عقولنا إلى مصانع أفكار مستنيرة، وأيدينا إلى أدوات بناء وتطور. فلنطلق العنان لأحلامنا، ونؤمن بقدرتنا على التغيير. ولنستلهم من المنهج النبوي الشريف، فقد كان صلى الله عليه وسلم دائمًا متفائلًا، يحب كل ما يبعث على الأمل، ويبغض كل ما ينشر التشاؤم والإحباط واليأس. وكما قال سيدنا أبو هريرة رضي الله عنه: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب الفأل، ويبغض الخرافة”.

هذه رسالةٌ إلى شخصٍ بائسٍ يخشى المستقبل: اتَّجه إلى باب ربك واطلب منه ما تشاء، فإن ربك سيزيدك المزيد. سيتحول حزنك إلى فرح، وهمك إلى فرج، وضيقك إلى فرج. أحسن الظن بربك، فمن كان يصدق أن سيدنا محمدًا صلى الله عليه وسلم، الذي صمد في وجه كل الصعاب والمعاناة، سيقف فاتحًا منتصرًا أمام أكثر من مائة ألف من أصحابه رضي الله عنهم، ليفتح باب الأمل للمظلومين، وباب الرحمة والمغفرة والعفو للناس أجمعين. “ما تظنون أني فاعل لكم؟” قالوا: خيرًا، ونحسن الظن، أخ كريم وابن أخ كريم. قال صلى الله عليه وسلم: أقول كما قال أخي يوسف: {لا ذنب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين} فابشروا أيها الناس، وارجو، وأحسنوا الظن بربكم، فإنه القائل: أنا عند ظن عبدي بي. {فما ظنكم برب العالمين}

الخطبة الثانية

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد:

أيها الناس الأعزاء، لنجعل هذا العام بداية عودة إلى الذات، عام تحرر من القيود. إلى من سلك طريق الظلام والمخدرات التي تدمر الأفراد والأسر، وتبدد مستقبل الموظفين وأسرهم، وتعيق خطط التنمية، نقول: لا للتدخين، قبل أن نقول: لا للإدمان، فهو مدخل عالم المخدرات. لا لإدمان مشروبات الطاقة التي تضر وتُضعف. لا للحبوب المنهكة التي تسلب العقل والقلب وتدمر الجسد.

إلى جميع المدمنين: لا تيأسوا! لم يخلقكم الله سجناء، بل لتكونوا أحرارًا، مُعتقين، ومستنيرين. أول خطوة للتعافي هي الإرادة القوية. مدّوا أيديكم ولا تخجلوا، فكم من يدٍ تنتظر أن تُمسك بها، وكم من قلبٍ يتوق إلى نوركم. تذكّروا قول الله تعالى: {قُلْ يَا عِبَادَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}.

أيها النبلاء، من لديه قريب يعاني من الإدمان، لا تتركوه وحيدًا، بل مدّوا له يد العون، واحتضنوه بحبكم، وكونوا له سندًا وعونًا، فالحب أقوى من أي مخدر، ودعم الأسرة هو الخطوة الأولى للتعافي. طمئنوهم واشرحوا لهم أن قانون مكافحة المخدرات يهدف إلى علاج المدمنين وتأهيلهم ليكونوا نبراسًا وشعلةً للنشاط في المجتمع. فلنعمل يدًا بيد للقضاء على هذا الوباء من خلال التثقيف والدعم، ولنفتح أبواب الأمل لمن يرغب بالعودة، ولندعم كل من يخوض التحدي، فالمجتمع الخالي من الإدمان مجتمع قوي ومنتج ومزدهر.

اللهم اجعل بلادنا كريمة ومزدهرة

واغرس في قلوبنا الرجاء والبشارة منك يا أكرم الأكرمين.


شارك