بتكلفة نصف مليار جنيه: «عاشور» يشرع في بناء مركز علاج الأورام بمؤسسة جامعة الفيوم

وضع الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، يوم الاثنين الماضي، حجر الأساس لمركز علاج الأورام بجامعة الفيوم. رافقه الدكتور أحمد الأنصاري، محافظ الفيوم؛ والدكتور ياسر حتاتة، رئيس الجامعة؛ والدكتور ماهر مصباح، أمين مجلس الجامعات الخاصة؛ والدكتورة نجلاء الشربيني، القائم بأعمال عميد كلية الطب بالجامعة؛ والدكتور محمد صفاء، المدير التنفيذي لمستشفيات جامعة الفيوم؛ والدكتور محمد التوني، نائب محافظ الفيوم؛ ونواب رئيس الجامعة؛ ولفيف من كبار المسؤولين بالوزارة والجامعة.
خلال الزيارة، استمع الوزير إلى عرضٍ مُفصّل لمركز علاج الأورام التابع لمستشفى الفيوم الجامعي، وهو أول منشأة طبية حكومية في محافظة الفيوم متخصصة في علاج السرطان. يُقام المركز حاليًا على مساحة 880 مترًا مربعًا، ويتكون من أربعة طوابق. وتُقدّر التكلفة الإجمالية، شاملةً المبنى والتجهيزات والأجهزة الطبية الحديثة، بنحو 500 مليون جنيه مصري. ويُمثّل المركز نقلة نوعية في الرعاية الصحية بالمحافظة، إذ يتخصص في تشخيص وعلاج الأورام بوسائل مُختلفة، منها الجراحة والأدوية والعلاج الإشعاعي، بهدف توفير رعاية طبية مُتكاملة وشاملة لمرضى السرطان، بدءًا من التشخيص وحتى الشفاء التام.
سيضم المركز مجموعة من الأقسام والوحدات الطبية المتخصصة، بما في ذلك وحدة فحص الأورام، ووحدة للعلاج الإشعاعي مزودة بمسرعين خطيين حديثين، ووحدة للأدوية والعلاج الكيميائي، ووحدة للأشعة التشخيصية مزودة بأحدث أجهزة التصوير المقطعي المحوسب والموجات فوق الصوتية والأشعة السينية. ومن المقرر الانتهاء من إنشاء وحدة التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (PET-CT) والطب النووي، وعيادات خارجية، وغرفة طوارئ، ومختبرات علم الأمراض وعلم الأمراض السريري بحلول منتصف عام 2026، مما يتيح للمركز البدء في تقديم خدمات متكاملة لمرضى السرطان من محافظة الفيوم وشمال صعيد مصر.
أكد الوزير التزام الوزارة بتوسيع نطاق الرعاية الطبية في المستشفيات الجامعية، باعتبارها ركيزة أساسية في منظومة الرعاية الصحية، بالإضافة إلى دورها في تأهيل الكوادر الطبية المؤهلة. وأشاد بالتطور غير المسبوق الذي تشهده بفضل دعم القيادة السياسية، مؤكدًا ثقة المواطنين في المستشفيات الجامعية وخدماتها الصحية المتميزة.
أشاد الدكتور أيمن عاشور بالعمل التنموي لجامعة الفيوم ومساهمتها الكبيرة في تحسين الرعاية الصحية للمواطنين. كما نوّه بجهود جامعة الفيوم وهيئة التدريس فيها في دعم مختلف القطاعات، لا سيما القطاع الطبي. وأكد أن هذه الإنجازات تعكس التزام الدولة بتمكين الجامعات من أداء رسالتها الأكاديمية والاجتماعية بكفاءة. وأوضح أن للمستشفيات الجامعية دوراً محورياً يتجاوز تقديم الخدمات الطبية، ليشمل التعليم والتدريب والبحث العلمي. وأكد على أهمية دعم هذه المنظومة لضمان استدامة الكفاءات الطبية وتحسين جودة الرعاية الصحية في مصر.
من جانبه أكد الدكتور أحمد الأنصاري أن إنشاء مركز الأورام الجديد بجامعة الفيوم يمثل خطوة هامة نحو تسهيل حياة المرضى بالمحافظة وتحسين جودة الخدمات الطبية والعلاجية المقدمة لهم من خلال الاستفادة من الكوادر الطبية والخبرات العلمية المرموقة بالجامعة.
وأشاد محافظ الفيوم بجهود وزارة التعليم العالي وجامعة الفيوم في دعم وتطوير المنظومة الصحية بالمحافظة، وأكد على أهمية التعاون البناء بين المحافظة والجامعة في مختلف القطاعات الخدمية والتنموية بما يسهم في تحسين نوعية حياة سكان الفيوم ويعود بالنفع المباشر عليهم.
أكد الدكتور ياسر حتاتة أن جامعة الفيوم تولي أهمية بالغة لتطوير مرافقها التعليمية ورفع كفاءة بنيتها التحتية للارتقاء بجودة التعليم والبحث العلمي. وأشار إلى جهود الجامعة في توسيع مستشفياتها لزيادة طاقتها الاستيعابية وتحسين مستوى الرعاية الطبية. وأوضح أن الجامعة تضم ثلاثة مستشفيات رئيسية: مستشفى الجراحة العامة والتخصصية بمساحة 13,500 متر مربع داخل الحرم الجامعي، ومستشفى الأمراض الباطنية بمساحة 22,160 متر مربع، ومستشفى مصطفى حسن لطب وجراحة الأطفال بمساحة 6,985 متر مربع خارج الحرم الجامعي.
وأضاف رئيس جامعة الفيوم أن مستشفيات جامعة الفيوم هي مركز إحالة من المستوى الثالث، يخدم سكان محافظة الفيوم بما يصل إلى 900 سرير، بما في ذلك 210 أسرة عناية مركزة ومتخصصة، بالإضافة إلى 20 غرفة عمليات وخمس غرف مناظير الجهاز الهضمي والتنفسي. والمستشفيات مجهزة بأحدث المعدات الطبية، بما في ذلك أربعة أجهزة تصوير مقطعي محوسب، وجهاز تصوير بالرنين المغناطيسي، ووحدة أشعة تداخلية، وأربعة أجهزة أشعة سينية تقليدية، و120 جهاز تنفس صناعي، وثلاثة أجهزة قسطرة قلبية، وعشرة أجهزة C-arm، و15 منظارًا جراحيًا، وستة مجاهر جراحية، وأكثر من 20 جهازًا بالموجات فوق الصوتية وتخطيط صدى القلب. وفي العام الماضي، استقبلت المستشفيات أكثر من 300 ألف زيارة إلى قسم الطوارئ وحوالي نصف مليون زيارة إلى العيادات الخارجية. وكانت أسرة العناية المركزة تعمل بكامل طاقتها في معظم الأوقات. وتم إجراء أكثر من 16 ألف عملية جراحية وحوالي 1200 عملية قسطرة قلبية سنويًا. كما تم إنشاء خمس غرف عمليات طوارئ ومركز متكامل لعلاج الأورام.
أوضح الدكتور عادل عبد الغفار، المستشار الإعلامي والمتحدث الرسمي للوزارة، أن المستشفيات الجامعية تشهد توسعًا ملحوظًا في بنيتها التحتية، مدفوعةً بالتوسعات المستمرة وتحديث المباني وتزويدها بالمعدات الطبية الحديثة، بالإضافة إلى تطوير وتنمية الكوادر الطبية، بما يسهم في الارتقاء بالرعاية الطبية والعلاجية للمواطنين. وأشار إلى أن عدد المستشفيات الجامعية يبلغ 145 مستشفى، تخدم ما يقارب 25 مليون مريض سنويًا. وأوضح أن هذه التوسعة تأتي في إطار تنفيذ توجيهات القيادة السياسية للارتقاء بالرعاية الطبية والعلاجية للمواطنين، وتماشيًا مع تحقيق أهداف الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي ورؤية مصر 2030.
وأشار المتحدث الرسمي إلى أن الوزير زار أيضًا مركز الاختبارات الإلكترونية ومركز فيزياء الطاقة العالية بجامعة الفيوم عبر تطبيق زووم.
يُمثل مركز فيزياء الطاقة العالية إضافةً مهمةً لمنظومة البحث العلمي بجامعة الفيوم، إذ يُسهم في توسيع نطاق القدرات البحثية في مجالات فيزياء الطاقة العالية، والذكاء الاصطناعي، والحوسبة السحابية، وتحليلات البيانات الضخمة. وبدعم من المنظمة الأوروبية للأبحاث النووية (سيرن)، يُتيح المركز هذه الإمكانات المتطورة للباحثين والطلاب في مصر والشرق الأوسط. ويتمتع المركز ببنية تحتية تخزينية ضخمة تُقدر بـ 20 بيتابايت (ما يعادل 20 ألف تيرابايت)، وتبلغ قيمتها الإجمالية حوالي 68,750,000 جنيه مصري. وهذا يعكس ثقة سيرن الراسخة بدور المركز العلمي والإقليمي، ويُمثل نقلة نوعية في البنية التحتية الرقمية والعلمية للجامعة.
يضم مركز اختبارات الإلكترونيات بجامعة الفيوم العديد من المختبرات المتطورة. ومن أهم مميزاته غرفة تحكم رئيسية مجهزة بأحدث تقنيات الشبكات، مما يتيح التحكم الكامل بجميع معدات المختبر وربطها بالخادم الرئيسي. كما يضم المركز غرفة مراقبة حديثة مزودة بـ 64 كاميرا مراقبة عالية الدقة تغطي جميع أنحاء المختبرات، مما يُسهم في تحسين الرقابة وكشف حالات الغش في الامتحانات، بالإضافة إلى تسهيل المراقبة والإشراف.
تقع المختبرات في الطابقين الرابع والخامس من مبنى كلية العلوم. يضم الطابق الرابع تسعة مختبرات تحتوي على 940 جهاز حاسوب، بينما يضم الطابق الخامس مختبرين، يحتوي كل منهما على 640 جهاز حاسوب. جميع المختبرات مجهزة بتكييف هواء متكامل، وإضاءة مناسبة، وستائر لحجب الضوء الخارجي، مما يضمن رؤية واضحة للشاشات. كما تحتوي على نظام متكامل للحماية من الحرائق، وأجهزة لضمان استمرارية التيار الكهربائي أثناء الامتحانات. صُمم أحد المختبرين خصيصًا للأشخاص ذوي الإعاقات البصرية، وهو مزود بأجهزة مزودة ببرامج نطق لمساعدة الطلاب المكفوفين على أداء الامتحانات إلكترونيًا كأقرانهم.