أمين اتحاد الناشرين: ثورة 30 يونيو تُشكل نقطة تحول تاريخية في مصر الحديثة

منذ 11 ساعات
أمين اتحاد الناشرين: ثورة 30 يونيو تُشكل نقطة تحول تاريخية في مصر الحديثة

أكد محمد عبد المنعم، أمين عام اتحاد الناشرين المصريين، أن ثورة 30 يونيو تُمثل نقطة تحول في تاريخ مصر الحديث، حيث نهض الشعب لحماية كيانه والحفاظ على هوية وطنه التي كانت مُهددة بالاندثار، فهو الحارس الأمين لهوية الدولة المصرية.

قال عبد المنعم لوكالة أنباء الشرق الأوسط (مينا) إن ثورة 30 يونيو لم تكن مجرد انتفاضة شعبية ضد نظام سياسي عاجز عن الحفاظ على الدولة، بل كانت تعبيرًا عن إرادة شعبية حقيقية، لم ترفض مشروع التمكين السياسي لفئة معينة فحسب، بل دافعت أيضًا عن قيم الدولة الوطنية والمدنية الراسخة منذ آلاف السنين.

وأضاف أن معالم الهوية المصرية بدأت تتآكل خلال عام واحد من حكم الإخوان المسلمين، من خلال مشروع سياسي يهدف إلى اختطاف الدولة ومحو تنوعها الثقافي والديني والحضاري.

وأكد أن الجماعة سعت إلى إقصاء مصر وحصرها في إطار فكري ضيق يتناقض مع جوهرها المصري الرافض للتطرف والانغلاق. وأشار إلى أنه في ذلك الوقت، ساد خطابٌ انقسامي كاد أن يُدمّر مفهوم المواطنة، وجعل الانتماء الحزبي أو الديني معيارًا للحقوق والواجبات. كل هذه العوامل كانت كفيلة بإشعال صراع داخلي مدمر لو لم يتدخل الشعب ويحسم الأمر.

أعلن أن ثورة 30 يونيو كانت تعبيرًا عن صحوة وطنية عظيمة. خرج ملايين المصريين إلى الشوارع ليس فقط للدفاع عن لقمة عيشهم، بل أيضًا للدفاع عن هويتهم المصرية المهددة. خرج الشعب المصري إلى الشوارع ليقول لا لحكم الإخوان، لا لاختزال الدولة في فصيل، ولا لمحاولة الإخوان السيطرة على مؤسسات الدولة أو إخضاعها لمشروع لا يعكس الإرادة الشعبية.

وأشار إلى أن الجميع أدركوا أن مصر كبيرة جدا بحيث لا يمكن اختزالها، وقديمة جدا بحيث لا يمكن اختطافها، وقوية جدا بحيث لا يمكن استبدالها بهويتها التي تحقق توازنا ذكيا بين الأصالة والحداثة، وكذلك الإسلام المعتدل والانفتاح الثقافي.

وتابع: “بدعم شعبي واسع، انحازت القوات المسلحة المصرية لإرادة الشعب، مما أعاد هيبة الدولة الوطنية وعزز ثقة المصريين بمستقبلهم. لم تقتصر الثورة على إسقاط الإخوان المسلمين، بل أطلقت مشروعًا وطنيًا جديدًا يقوم على ترسيخ أسس الدولة الحديثة، وتحقيق التنمية، واستعادة دور مصر الإقليمي والدولي”.

صرح الأمين العام لاتحاد الناشرين المصريين بأن ثورة 30 يونيو حافظت على هوية الدولة المصرية باستعادة هيبة الدولة الوطنية المدنية، التي لا تخضع لأي جماعة دينية أو حزبية، بل تقوم على المواطنة والعدل. كما أعادت هيبة المؤسسات القوية والاعتدال الديني باستعادة مكانة الأزهر الشريف كمرجعية للاعتدال، ومواجهة خطاب التكفير والإقصاء.

وأوضح أن ثورة 30 يونيو أعادت الاعتبار للهوية الثقافية، وحمت التعليم والفن والإعلام من محاولات اختطافه أيديولوجية. كما أعادت الاعتبار للدور الثقافي المصري والوحدة الوطنية بعد أن كاد الخطاب الطائفي أن يمزق النسيج الاجتماعي. وأكدت الثورة أن جميع المصريين شركاء في الوطن دون تمييز.

وأشار إلى أن الحفاظ على هوية الدولة المصرية لم يكن بالأمر السهل، لكنه قدر اختاره الشعب، وهو ما أنقذ الأمة من مصير كان أخطر من أي تهديد خارجي.

وقال إن مصر رغم أنها الآن على طريق الإصلاح والبناء، إلا أن ثورة 30 يونيو تظل شاهداً على لحظة نادرة من الوعي الجماعي، ظهرت فيها مصر الحقيقية، بقيمها وأصالتها ورفضها لكل ما يتناقض مع طبيعتها.


شارك