القصة الكاملة وراء الهجمات الأمريكية على المفاعلات النووية الإيرانية: تفاصيل وأبعاد مثيرة

منذ 16 ساعات
القصة الكاملة وراء الهجمات الأمريكية على المفاعلات النووية الإيرانية: تفاصيل وأبعاد مثيرة

تتكشف أسرار جديدة حول الهجوم الأمريكي على المفاعلات النووية الإيرانية هذا الصباح. أعلن وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث أن 125 طائرة و75 نوعًا من الأسلحة شاركت في الهجوم. وأضاف أن القوات الأمريكية في المنطقة أجرت مناورات خادعة لتضليل الدفاعات الإيرانية. وقد نجح الهجوم، دون وقوع إصابات أو إطلاق صواريخ على الطائرات الأمريكية.

وفي أول تعليق له على الهجوم على المنشآت النووية، قال الرئيس الأميركي على موقع “تروث سوشيال”: “موقع فورد انتهى”، وأضاف في منشور آخر: “لقد أكملنا هجومنا الناجح للغاية على جميع المنشآت النووية الثلاثة في إيران، بما في ذلك فوردو ونطنز وأصفهان”، مضيفا: “غادرت الآن جميع الطائرات المجال الجوي الإيراني”.

أُلقيت حمولة كاملة من القنابل على موقع فوردو الرئيسي، وتابع: “جميع الطائرات في طريقها إلى ديارها بسلام”.

تفاصيل الغارة الجوية الامريكية

بدأ الجيش الأمريكي العملية العسكرية فجر اليوم. انطلقت 125 طائرة بتشكيلات مختلفة، بما في ذلك طائرات مقاتلة، وطائرات تمويه، وطائرات مرافقة، وطائرات تزويد بالوقود جوًا. انطلقت ست طائرات شبح من طراز B-2 من قاعدة جوية في ميسوري لتنفيذ هجماتها على المنشآت النووية الإيرانية. أسقطت حوالي اثنتي عشرة قنبلة خارقة للتحصينات من طراز GBU-57، تزن كل منها حوالي 14 طنًا، على منشأة فوردو، واثنتين أخريين على منشأة نطنز. خطط البنتاغون لاختراق تدريجي: ستخترق القنبلة الأولى طبقة صخرية بعمق 60 مترًا وتنفجر، تليها القنبلة الثانية في نفس الموقع.

لم يقتصر الهجوم الأمريكي على هذا فحسب. فخلال العملية الجوية، أطلقت غواصات أمريكية أيضًا 30 صاروخًا من طراز توماهوك بعيد المدى على منشآت في نطنز وأصفهان. ويُعزى الاستهداف الدقيق والفشل إلى الهجمات الإسرائيلية فجر الجمعة 13 يونيو/حزيران. وقد استنزفت هذه الهجمات الدفاعات الجوية الإيرانية، وسمحت للطائرات الأمريكية بدخول المجال الجوي الإيراني دون عوائق. يُضاف إلى ذلك قدرات التخفي للطائرات وصعوبة اكتشافها من قِبل الدفاعات الجوية.

رد الفعل الإيراني

في أول رد فعل إيراني على الهجمات الأمريكية، أعلن الحرس الثوري إطلاق 40 صاروخًا على مواقع استراتيجية وعسكرية إسرائيلية. واستُخدم صاروخ خيبر الباليستي لأول مرة في هذه العملية. يحمل الصاروخ رأسًا حربيًا يزن 1500 كيلوغرام، ويبلغ مداه 2000 كيلومتر، مما يسمح له بمهاجمة مناطق واسعة من الشرق الأوسط، بالإضافة إلى أجزاء من أوروبا وآسيا. كما يصل إلى سرعات هائلة خارج الغلاف الجوي تصل إلى 16 ماخ، أي 16 ضعف سرعة الصوت.

من جانبه، وصف وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الهجوم الأميركي بأنه “انتهاك صارخ” لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، وأكد على حق بلاده في الدفاع عن سيادتها.

في هذه الأثناء، قالت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية إن المنشآت النووية تعرضت لهجوم من قبل الأعداء، مشيرة إلى أن الهجوم الأميركي ينتهك القانون الدولي.

وتابعت: “لن نسمح بتوقف تطور هذه الصناعة الوطنية. وضعنا على جدول أعمالنا الإجراءات اللازمة، بما فيها القانونية، للدفاع عن حقوقنا”.

بدورها، أكدت السلطات الإيرانية لمواطني قم أن منشأة فوردو محصنة في الجبال ولا تشكل أي تهديد مباشر. وأكدت وسائل الإعلام الإيرانية أن إيران نجحت في نقل جميع اليورانيوم المخصب لديها إلى مناطق أكثر أمانًا بعيدًا عن مفاعل فوردو قبل أيام من الهجوم.

ردود الفعل العربية والدولية

أعربت مصر عن قلقها البالغ إزاء التطورات الأخيرة في إيران، وأدانت التصعيد المتزايد الذي يهدد بعواقب وخيمة على السلم والأمن الإقليمي والدولي، وأكدت رفضها لأي انتهاك لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي.

في بيان صدر يوم الأحد، أكدت وزارة الخارجية على ضرورة احترام سيادة الدول. كما جددت تحذيرها من انزلاق المنطقة إلى مزيد من الفوضى والتوتر. وأكدت أن السبيل الوحيد للخروج من الأزمة والتوصل إلى حل دائم هو الحلول السياسية والمفاوضات الدبلوماسية، وليس الحل العسكري.

كما تجدد البلاد دعوتها إلى خفض التصعيد وضبط النفس والحوار لإنقاذ أرواح المدنيين وضمان الأمن والاستقرار في المنطقة.

بدورها، قالت المملكة العربية السعودية إنها تتابع بقلق بالغ التطورات في الجمهورية الإسلامية الإيرانية الصديقة، وخاصة الهجمات التي شنتها الولايات المتحدة على المنشآت النووية الإيرانية.

وجددت المملكة تأكيد ما ورد في بيانها الصادر بتاريخ 13 يونيو/حزيران 2025، من إدانة واستنكار لانتهاك السيادة الإيرانية، وضرورة بذل كل الجهود لضبط النفس وخفض التصعيد وتجنب التصعيد.

ودعا البرلمان أيضا المجتمع الدولي، في هذه الظروف الدقيقة للغاية، إلى مضاعفة جهوده لإيجاد حل سياسي يضمن إنهاء الأزمة وبالتالي فتح صفحة جديدة للأمن والاستقرار في المنطقة.

بدوره، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن قلقه إزاء الهجمات الأميركية، ووصفها بأنها “تصعيد خطير في منطقة على وشك الانهيار”.

وقال في بيان “في هذه اللحظة الحرجة، من الضروري تجنب دوامة الفوضى”، مضيفا: “لا يوجد حل عسكري… السبيل الوحيد للمضي قدما هو الدبلوماسية… الأمل الوحيد هو السلام”.

أخيراً

لا توجد أي مؤشرات أو بوادر تشير إلى نهاية وشيكة للصراع الذي أشعلته إسرائيل في 13 يونيو/حزيران. وهذا يزيد من احتمال تصاعد الصراع وانتشاره. لدى إيران خيارات متعددة للرد على الولايات المتحدة من جهة، وإسرائيل من جهة أخرى.

أمام الجانب الأمريكي عدة خيارات. أولًا، قد تشن إيران هجمات قاتلة على القواعد الأمريكية في المنطقة، لا سيما وأن هناك 63 قاعدة أمريكية في دول عربية تضم 40 ألف جندي أمريكي. إذا أقدمت إيران على هذه الخطوة، فقد تتوقع ردًا أمريكيًا قاسيًا ومخيفًا يتجاوز هجمات اليوم. ثانيًا، إغلاق مضيق هرمز، الذي تمر عبره ناقلات النفط والغاز. سيؤدي الهجوم على هذا المضيق بدوره إلى جر إيران إلى صراع مع أمريكا وأوروبا بأكملها. ثالثًا، انسحاب إيران من المعاهدة الدولية لمنع انتشار الأسلحة النووية. سيسمح لها هذا بإنتاج أسلحة نووية ويمنع المفتشين من الوصول إلى مفاعلاتها. هذا سيبقي الصراع بين إيران وأمريكا وإسرائيل مفتوحًا بشكل دائم.

من وجهة نظر إسرائيل، قد تشن إيران هجمات صاروخية على مواقع عسكرية وصناعية واستراتيجية إسرائيلية، مما يُغرق الدولة اليهودية في حرب استنزاف طويلة الأمد. ومن غير المرجح أن تتسامح الولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى مع هذا، لذا فإن احتمال التدخل لحماية إسرائيل كبير جدًا.

جميع الخيارات المتاحة لإيران لن تُنهي الصراع، بل ستُفاقمُه وتُؤججه. وهذا يُجسّد جريمة إسرائيل في جرّ المنطقة إلى هذا الجحيم.


شارك