غزة تواجه تحدي أزمة دفن الشهداء في ظل تدمير المقابر المتواصل

منذ 12 ساعات
غزة تواجه تحدي أزمة دفن الشهداء في ظل تدمير المقابر المتواصل

تعيش غزة مأساةً متفاقمة، لا تقتصر آثارها على الأحياء فحسب، بل تشمل الأموات أيضًا. أزمة خانقة تُصعّب دفن الشهداء، وذلك بسبب النقص الحاد في الحجر والإسمنت اللازم لبناء القبور، وتدمير الاحتلال الإسرائيلي لعشرات المقابر. ويضطر أهالي الشهداء للانتظار لساعات طويلة بحثًا عن مقبرة لأحبائهم.

وفي مشهد يعكس خطورة الوضع، تصطف العشرات من العائلات خارج المقابر على أمل العثور على قبر فارغ أو تحضير قبر جديد بينما تتراكم الجثث على الأرض.

ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) عن عمر أبو دقة قوله: “صُدمتُ عندما وصلنا إلى المقبرة بعد انتهاء علاجنا في المستشفى. وجدنا عشرات الجثث تنتظر الدفن دون تجهيز قبور”. وأكد أن طول الانتظار إهانة للشهداء، ويعكس حجم المأساة التي تعيشها غزة.

وروى المواطن محمد أبو النجا تجاربه الأليمة: “جئنا لدفن فتاة من العائلة وفوجئنا بأعداد كبيرة من الجثث والمواطنين ينتظرون قبورًا لم تُجهّز بعد بسبب نقص مواد البناء”. وأضاف أن استهداف الاحتلال للمسعفين في خانيونس ورفح، وتكدس الجثث في ثلاجات الموتى، فاقم الأزمة.

وأوضح أبو النجا أن الأزمة لا تتوقف عند القبور، بل تمتد إلى نقص الأكفان، حيث لم تعد هناك كمية كافية من القماش الأبيض، ما يضطر الناس إلى اللجوء إلى الأكياس البلاستيكية، وهي في الحقيقة مخصصة لنقل الجثث.

أفاد المواطن عبد الكريم أبو عمر أن شقيقه توفي أثناء توزيع المساعدات في رفح. وعند محاولة دفنه في المقبرة التركية، لم يُعثر على قبر جاهز. ونتيجةً لطول الانتظار وقلة القبور، اضطررنا لفتح قبر أحد أقاربه لدفنه.

أفاد المتطوع أسعد أبو صقر أنهم اضطروا لجمع حجارة المنازل المدمرة لتجهيز القبور. استخدموا الطين بدلًا من الإسمنت، الذي لم يُستخدم في قطاع غزة منذ عامين، مما يعرض القبور لخطر الانهيار في أي لحظة. وهي مغطاة بصفائح معدنية معرضة للتآكل بفعل العوامل الجوية.

وأوضح أبو صقر أن معظم المقابر تقع في مناطق تعتبر خطرة، وتقوم قوات الاحتلال بإجبار المواطنين على إخلائها، ما يجعل عملية الدفن بحد ذاتها مخاطرة خطيرة.

لتخفيف حدة الأزمة، خُصصت مؤخرًا أرضٌ مجاورة للمخيم الجزائري في منطقة مواصي خان يونس لبناء نحو ألف قبر. وكانت قوات الاحتلال قد هاجمت سابقًا أكثر من 40 مقبرة من أصل 60 مقبرة في قطاع غزة، ودمرت 22 منها بالكامل، وألحقت أضرارًا بالغة بـ 18 أخرى، ونبشت ونهبت جثامين أكثر من 2300 شهيد.

وقد دفعت هذه الظروف المأساوية المواطنين إلى دفن الشهداء في مقابر جماعية في ساحات المستشفيات والمدارس والحدائق وحتى في الشوارع والطرقات.


شارك