شيخ الأزهر: الأحداث في قطاع غزة تكشف عن صمت المجتمع الدولي

منذ 10 ساعات
شيخ الأزهر: الأحداث في قطاع غزة تكشف عن صمت المجتمع الدولي

استقبل فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، اليوم بمشيخة الأزهر، وفدًا من طلاب الدراسات الشرق أوسطية من جامعة جورج واشنطن بالولايات المتحدة الأمريكية والجامعة الأمريكية بالقاهرة، برفقة الدكتور ناثان براون، أستاذ العلوم السياسية بجامعة جورج واشنطن، والدكتورة نادين مراد سيكا، أستاذة العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة.

خلال اللقاء، أكد فضيلة الإمام الأكبر أن “فترة طلب العلم ستبقى فترة مضيئة في حياة الإنسان، لما فيها من وعي وتنمية للعقل السليم والشخصية القادرة على التمييز بين الحق والباطل، والخير والشر، والجمال والقبح”. وشدد على ضرورة توظيف العلم لتعزيز السلام وتحقيق الأمن في المجتمع.

أشار شيخ الأزهر إلى أن “العالم اليوم فقد عقله”، مشيرًا إلى المعاناة اللاإنسانية التي يتكبدها الفلسطينيون. وقال: “نشهد اليوم أوضاعًا مأساوية لا يجد فيها الفلسطينيون حتى رشفة ماء، وتُرتكب فيها جرائم قتل ومجازر في وضح النهار دون أي تدخل من المجتمع الدولي أو الأمم المتحدة، أو محاسبة المعتدين الظالمين. وهذا يعكس أزمة ضمير إنساني حقيقية”.

أكد الإمام الأكبر شيخ الأزهر على خطورة النظرة السطحية للإنسان المعاصر إلى الدين، قائلاً: “إن محاولات إقصاء الدين عن حياة الناس من أسباب فقدان السعادة الحقيقية، رغم التقدم العلمي الهائل الذي نشهده”. وأضاف: “يعيش الإنسان في القرن الحادي والعشرين في ذروة التقدم التكنولوجي، ولكنه في ذروة البؤس لأنه حاول استئصال الدين واستبداله بالمادة والعلم المجرد”.

كما أكد سماحته أن “العلم وحده لا يضمن السلام والأمن، فهو سلاح ذو حدين، ويحتاج إلى حارس أخلاقي، وهذا الحارس لا يمكن توفيره إلا بالدين”. وحذّر من أن التقدم التكنولوجي يهدد نظام الأسرة، وأن سيطرة المادة والآلات على حياة الإنسان أضعفت منظومة القيم، واستبدلتها بنمط مادي يهدد الطبيعة البشرية.

انتقد سماحة الإمام الأكبر الآثار السلبية لبعض جوانب الحضارة الغربية، قائلاً: “الحضارة الغربية ليست كلها خير، بل هي تحمل شرورًا تهدد البشرية نفسها”. وأكد أن “الإنسانية الحقيقية لا يمكن أن تتحكم بها تجارة الأسلحة واقتصادات الدمار، فعواقبها لا تقتصر على صانعيها، بل تمتد إلى العالم أجمع”.

تناول اللقاء أيضًا قضايا الإرهاب والتطرف وحقوق المرأة في الإسلام. وأوضح فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر أن الإسلام منح المرأة مكانة رفيعة وحقوقًا جلية. كما أشار إلى خطورة الحكم على الدين بناءً على أفعال بعض المتطرفين ومن يخرجون عن تعاليمه وقواعده. وقال إنه لو طُبّق هذا المعيار على جميع الأديان لما وافقه أحد. وأضاف: “إذا رسّخنا الدين الحق في حياة الناس، لدخلوا الجنة في الدنيا قبل الآخرة”.

وفي ختام اللقاء، أعرب الوفد الطلابي عن سعادته بزيارة الأزهر الشريف ولقاء فضيلة الإمام الأكبر، مشيدًا بجهوده المتميزة في تعزيز ثقافة السلام والتعايش الإيجابي بين الشعوب، ونشر قيم الأخوة الإنسانية.


شارك