“تعزيز مشروعات الربط بين المياه والغذاء والطاقة: الري تؤكد على ضرورة الابتكار للاستدامة البيئية”

أكد الدكتور هاني سويلم، وزير الموارد المائية والري، على ضرورة تحسين قدرة الدول العربية المتوسطية على تعبئة الأموال لمشاريع التكيف مع تغير المناخ وتعزيز المشاريع المتكاملة التي تتبع نهج الترابط بين المياه والطاقة والغذاء والنظام البيئي (WEFE). سيساهم ذلك في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وخاصة الهدف السادس المتعلق بالمياه، بالإضافة إلى تحقيق رؤية مصر 2030. كما سيعزز ذلك تبادل المعرفة بين الدول العربية وبناء قدرات المتخصصين في المياه كأداة رئيسية لتحسين كفاءة إدارة موارد المياه وتوفير الكوادر المؤهلة القادرة على استخدام التكنولوجيا بفعالية. وهذا صحيح بشكل خاص بالنظر إلى أن المنطقة العربية هي واحدة من أكثر مناطق العالم ندرة في المياه: حيث تعاني 19 دولة عربية من أصل 22 دولة من ندرة المياه. ويتأثر أكثر من 90٪ من سكان الدول العربية بندرة المياه الحرجة وتعتمد 21 دولة عربية على موارد المياه الدولية المشتركة.
جاء ذلك خلال مشاركة وزير الري في افتتاح ورشة عمل البرنامج التدريبي لدول حوض البحر الأبيض المتوسط، بعنوان “تمويل مشاريع المناخ من صندوق المناخ الأخضر لتنفيذ مشاريع ترابط المياه والغذاء والطاقة والنظم الإيكولوجية”، والتي نظمها المجلس العربي للمياه، وصندوق المناخ الأخضر، والاتحاد من أجل المتوسط، والوكالة السويدية للتعاون الإنمائي.
وبحسب بيان صدر يوم الثلاثاء، شكر الدكتور سويلم المجلس العربي للمياه، وصندوق المناخ الأخضر، وجميع الشركاء المنظمين على جهودهم في تصميم هذا البرنامج التدريبي الشامل، الذي ضم مشاركين من الأردن، ولبنان، وفلسطين، وتونس، والجزائر، والمغرب. وأكد على أهمية هذا البرنامج التدريبي في ظل التحديات العديدة التي يواجهها قطاع المياه في المنطقتين العربية والمتوسطية.
وشدد الوزير على ضرورة تعزيز التنسيق والتعاون بين دول حوض النيل لتنفيذ مبادئ الربط بين المياه والغذاء والطاقة والنظام البيئي، وضمان المنفعة المتبادلة وتحسين التشغيل البيني بين دول حوض النيل.
قال السويلم إن مصر من الدول التي تعاني من مشاكل مائية استثنائية، نظرًا لقلة هطول الأمطار فيها، وموقعها كواحدة من أكثر دول العالم جفافًا. وتعتمد مصر بشكل شبه كامل على نهر النيل لتلبية أكثر من 97% من احتياجاتها المائية.
وأضاف: “تتزايد هذه التحديات مع ارتفاع درجات الحرارة وما يصاحبه من زيادة في استهلاك المياه. وفي ضوء هذه التحديات، أصبح الانتقال إلى الجيل الثاني من نظام الري 2.0 ضروريًا”، الذي يُطبّق مبادئ ربط المياه والغذاء والطاقة والنظم البيئية. ويعتمد هذا الجيل بشكل متزايد على التقنيات الحديثة في إدارة المياه، مثل التحول الرقمي في إدارة المياه، واستخدام صور الأقمار الصناعية والنماذج الرياضية والتصوير بالطائرات المسيرة لحساب تركيب المحاصيل وتحسين إدارة المياه وتوزيعها. وسيشمل ذلك أيضًا تحديث مرافق المياه، وخاصةً سد أسوان وبحيرة أسوان، وتوسيع أنظمة الري الذكية، والانتقال إلى توزيع المياه عبر المصارف بدلًا من المقاييس، والتوسع في معالجة وإعادة استخدام مياه الصرف الزراعي، واستخدام مواد طبيعية صديقة للبيئة لحماية الشواطئ وإعادة تأهيل الترع، وإدارة المياه الجوفية باستخدام قواعد البيانات الرقمية، ورفع كفاءة الموارد البشرية داخل الوزارة”.
وأشار إلى أن أبرز المشاريع الناجحة في مجال التكيف مع تغير المناخ هو مشروع تعزيز التكيف مع تغير المناخ في الساحل الشمالي ودلتا النيل، الممول من منحة صندوق المناخ الأخضر. ويمثل هذا المشروع نموذجًا رائدًا لتنفيذ مشاريع التكيف باستخدام مواد طبيعية صديقة للبيئة، مع إشراك المجتمع المحلي في التنفيذ لضمان الاستدامة. كما يجري حاليًا دراسة إعادة تأهيل القنوات باستخدام مواد صديقة للبيئة.