نائبة وزيرة التضامن تحضر فعالية مميزة للمجلس العربي للطفولة والتنمية لتعزيز مستقبل الأطفال

منذ 9 ساعات
نائبة وزيرة التضامن تحضر فعالية مميزة للمجلس العربي للطفولة والتنمية لتعزيز مستقبل الأطفال

بالنيابة عن معالي الدكتورة مايا مرسي، وزيرة التضامن الاجتماعي، شاركت المهندسة مارغريت صاروفيم، نائبة وزيرة التضامن الاجتماعي، في حفل توزيع جوائز المجلس العربي للطفولة والتنمية (ACCD) للدورة الثالثة من جائزة الملك عبد العزيز للبحث العلمي في قضايا الطفولة والتنمية. أقيم الحفل برعاية وحضور صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن طلال بن عبد العزيز آل سعود، رئيس المجلس العربي للطفولة والتنمية ورئيس صندوق الخليج العربي للتنمية (AGFUND). كما حضر الحفل الدكتور أحمد زايد، مدير مكتبة الإسكندرية، والدكتور حسن البيلاوي، الأمين العام للمجلس العربي للطفولة والتنمية، وعدد من ممثلي الوزارات والهيئات المعنية.

أعربت مارغريت صاروفيم، نائبة وزير التضامن الاجتماعي، عن سعادتها بالمشاركة في هذا الحدث المهم، حفل توزيع جوائز الدورة الثالثة لجائزة الملك عبد العزيز للبحوث العلمية في مجال الطفولة والتنمية. وكان موضوع الجائزة المهم والمحوري “التعليم في عالم ما بعد كورونا”. ويأتي ذلك في إطار جهود المجلس العربي للطفولة والتنمية للتركيز على قضايا الطفولة والتعليم والمواطنة، وإيجاد مساحة للحوار وتبادل الآراء حول القضايا الجوهرية للحاضر والمستقبل، وخاصة التعليم والتحول الرقمي والحماية الاجتماعية.

أكد ساروفيم أن فعالية اليوم تُتيح منصةً لعرض الجهود العلمية الرامية إلى تحسين تكامل التعليم والحماية الاجتماعية، لا سيما في أعقاب أزمات كبرى مثل جائحة كوفيد-19، التي شكّلت منعطفًا حاسمًا، ودفعتنا جميعًا إلى إعادة التفكير في أدوات وأساليب العمل وتقييمها. فرضت جائحة كوفيد-19 واقعًا جديدًا على المجتمعات، وكانت بمثابة ناقوس خطر عالمي، أبرز الحاجة المُلِحّة إلى إعادة تقييم العديد من السياسات والهياكل. لم تعد الحلول التقليدية قابلة للتطبيق، وأصبحت المرونة والابتكار والتكنولوجيا شروطًا أساسية للبقاء والتقدم. لقد تغيرت عقليات المجتمعات، وتبدلت الأولويات، وأصبح التطوير الفوري والتحديث الشامل في قطاعات رئيسية كالتعليم والحماية الاجتماعية ضرورةً مُلِحّة.

أكد نائب وزير التضامن الاجتماعي أن وزارة التضامن الاجتماعي أدركت أهمية التطور التكنولوجي كأداة استراتيجية لضمان العدالة الاجتماعية والاستدامة، وتتبع نهجًا قائمًا على مفردات العصر الرقمي، بدءًا من تطوير قواعد بيانات دقيقة وتطبيق منصات إلكترونية للمواطنين، وصولًا إلى دمج التكنولوجيا في برامج الدعم والحماية والرعاية المجتمعية. فالتحول الرقمي ليس مجرد وسيلة لتحسين الخدمات، بل هو أيضًا أداة للشمول والاستهداف العادل للفئات ذات الأولوية، لا سيما في المناطق المهمشة أو ضعيفة البنية التحتية. ومن خلال برنامجي “تكافل وكرامة” للتحويلات النقدية المشروطة، عملت الوزارة على تطوير قواعد بيانات وطنية آلية يستفيد منها 4.7 مليون أسرة، يبلغ عدد سكانها حوالي 20 مليون نسمة، في جميع محافظات مصر.

تتعاون وزارة التضامن الاجتماعي مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لتنفيذ مبادرة “قدوة تك” لتمكين المرأة المصرية. تهدف المبادرة إلى إعداد سيدات وفتيات مؤهلات لدعم وتدريب أقرانهن في مجتمعاتهن المحلية باستخدام أدوات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. كما تقدم المبادرة أنشطة متنوعة للتوعية الرقمية، والتدريب، وبناء القدرات في مجالات متنوعة، بما في ذلك التسويق الرقمي.

في إطار تنفيذ الوزارة لمبادرة “لا أمية بالتضامن” وجهودها الرامية إلى تحسين أداء فرق العمل، نفّذت المبادرة دورات تدريبية لتنمية المهارات الرقمية لمعلمي محو الأمية. وجاءت هذه الدورات ضمن برنامج حول استخدام المحتوى التعليمي الرقمي للمعلمين في تعليم الكبار، واستخدام المنصات التعليمية، وإنشاء محتوى تعليمي تفاعلي للكبار. وخلال العام، عُقدت 22 ورشة عمل لـ 500 معلم ومعلمة في محافظات الجمهورية حول نفس المواضيع وكيفية توظيفها في تدريس المبادرة.

أكد ساروفيم أن تجربة مصر في التمكين الاقتصادي تُقدم نموذجًا شاملًا لتكامل الجهود الوطنية لتعزيز الشمول المالي. ويهدف النظام إلى تهيئة بيئة مالية داعمة من خلال منصات رقمية متطورة، وبرامج تمويل متنوعة، وشبكة واسعة من القنوات المكانية والرقمية. وقد استُخدمت أدوات رقمية متعددة من منصة “تمكين” لدمج أنظمة الادخار والائتمان، وتقديم قروض مالية وغير مالية، وتطبيق ادخار، وتوفير بنية تحتية رقمية آمنة ومعتمدة. كما يستخدم النظام الذكاء الاصطناعي لإدارة البيانات والتقارير وتحليلاتها.

كما سلطت ساروفيم الضوء على جهود وزارة التضامن الاجتماعي في برنامج تنمية الطفولة المبكرة وتوسيع منظومة رياض الأطفال، بالإضافة إلى التوجيهات الرئاسية بشأن توسيع منظومة رياض الأطفال والطفولة المبكرة. وأوضحت أن برنامج الطفولة المبكرة للأطفال من عمر يوم إلى أربع سنوات يُعدّ من أهم محاور عمل الوزارة، ويرتكز على رؤية الاستثمار في العنصر البشري وتعزيز المهارات البشرية والمهنية للقائمين على هذا القطاع. كما أشارت إلى أن الاهتمام بتوسيع نطاق دور الحضانة يعزز برامج التمكين الاقتصادي، ويدعم المرأة في نجاحها، ويتيح لها فرصًا لدخول سوق العمل. وتُجري الوزارة حاليًا مسحًا وطنيًا شاملًا لدور الحضانة.

وفي الختام، أكدت نائبة وزير التضامن الاجتماعي أن هذه الجهود العديدة تعكس التزام الوزارة بتحقيق رؤية الدولة للعدالة الاجتماعية الرقمية، حيث تُعدّ التكنولوجيا وسيلةً للإدماج الاجتماعي والاقتصادي. وأكدت أن التكنولوجيا من أهم الأدوات لتحقيق أهداف التنمية المستدامة وبناء أنظمة حماية اجتماعية ذكية ومترابطة تُقدّم دعمًا فعالًا وعادلًا للفئات الأكثر ضعفًا.

من جانبه، أعرب الأمير عبد العزيز بن طلال بن عبد العزيز آل سعود، رئيس المجلس العربي للطفولة والتنمية رئيس صندوق الخليج العربي للتنمية (أجفند)، عن سعادته بهذا اليوم، مشيراً إلى أن أهمية هذا الموضوع تنبع من حجم التحديات التي فرضتها الجائحة، حيث شهد العالم آثاراً عميقة على الاقتصاد والصحة والتعليم، ألقت بظلالها على جميع الفئات، وخاصة الأطفال.

أكثر من 1.5 مليار طالب في 165 دولة تركوا الدراسة في المدارس والجامعات. وهذا يمثل ما يقرب من 90% من إجمالي عدد الطلاب في العالم. وهذا يتطلب نقاشًا جادًا وأكاديميًا وتأمليًا.

وأكد أن المجلس العربي للطفولة والتنمية ومؤسساته، منذ بداية الأزمة، بادر إلى دراسة آثار الجائحة وتحويلها إلى فرصة للتغيير، إيمانًا منه بأن التحديات الكبرى قادرة على إحداث تغيير إيجابي عند مواجهتها بالإبداع والابتكار، وتسخير أدوات التكنولوجيا والرقمنة لبناء مستقبل تعليمي أكثر عدالة وشمولية واستدامة. وأشار إلى التغيرات السياسية والاجتماعية العالمية، وما يترتب عليها من أزمات اقتصادية ومناخية، والتي ستؤثر على الأجيال القادمة إذا لم نتحرك بسرعة أكبر، ونتكيّف، ونضع حلولًا استباقية.

أكد الأمير عبد العزيز بن طلال بن عبد العزيز آل سعود، رئيس المجلس العربي للطفولة والتنمية ورئيس صندوق الخليج العربي للتنمية (أجفند)، أن جائزة هذا العام تُبرز أهمية هذا النهج. وقد قُدّمت 57 ورقة بحثية من اثنتي عشرة دولة عربية، منها أربع ورقات بحثية فائزة لثمانية باحثين، عكست جميعها مستوىً علميًا رفيعًا ومنهجًا بنّاءً وموضوعيًا.

وقد أبرز هذا الحاجة إلى تعليم الأطفال مهارات القرن الحادي والعشرين، وخاصة المهارات المعرفية والرقمية، لضمان استعدادهم لمستقبل سريع التغير.

يتطلب التعليم في عالم ما بعد كوفيد-19 تطويرًا شاملًا للمنظومة التعليمية، يشمل توسيع نطاق التعلم الرقمي، وتحسين البنية التحتية، وتحديث المناهج، وتطوير المعلمين، وتعزيز دور الأسرة والمجتمع في دعم العملية التعليمية. وشدد على أهمية دراسة تأثير الرقمنة والذكاء الاصطناعي على الأطفال، وتوظيف هذه الأدوات لتنمية مهاراتهم دون إغفال آثارها النفسية والاجتماعية المحتملة. كما يجب وضع قواعد مسؤولة وآمنة لاستخدامها لحماية الأطفال وإثراء تجربتهم التعليمية.

أشاد صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن طلال بن عبد العزيز آل سعود، رئيس المجلس العربي للطفولة والتنمية ورئيس صندوق الخليج العربي للتنمية (أجفند)، بالباحثين الشباب الذين يبعثون الأمل في نفوس المجتمع. وأكد سموه أن استمرارهم في البحث العلمي رغم كل التحديات يُعد إنجازًا بحد ذاته. وحثهم على مواصلة هذا النهج بعزيمة وإصرار، فالفكر الحر والبحث الرصين هما أساس بناء الحاضر ورسم ملامح المستقبل. كما أشاد سموه بالدور المهم للمعلمين وأولياء الأمور في دعم العملية التعليمية، لا سيما في أوقات الأزمات، فهم الحاضنة الأهم لنمو الطفل وركيزة أساسية في تطوير المنظومة التعليمية. ونحن على ثقة بأن شراكتكم الناجحة ستواصل الإسهام بشكل كبير في تحقيق أهدافنا التنموية.


شارك