مجلس النواب يوافق مبدئيًا على قانون تنظيم ملكية الدولة: خطوة نحو تحسين إدارة الأصول الحكومية

وافق مجلس النواب خلال جلسته العامة الحالية برئاسة رئيس مجلس النواب المستشار الدكتور حنفي الجبالي من حيث المبدأ على مشروع القانون المقدم من الحكومة لإصدار قانون ينظم بعض الأحكام المتعلقة بملكية الدولة للشركات المملوكة أو التي تساهم فيها الدولة.
بحث الدكتور محمد سليمان، رئيس لجنة الشئون الاقتصادية بمجلس النواب، تقرير اللجنة بشأن مشروع قانون الحكومة بإصدار قانون بتنظيم بعض الأحكام المتعلقة بملكية الدولة للشركات المملوكة أو المملوكة للدولة.
صرح النائب في الجلسة العامة لمجلس النواب: “يهدف مشروع القانون إلى إرساء إطار قانوني لرفع كفاءة إدارة الأصول العامة وتعظيم العائدات الاقتصادية والاجتماعية من الاستثمارات الحكومية. كما يهدف إلى تحسين مناخ الاستثمار من خلال إرساء قواعد حوكمة شفافة ومرنة، بما يُسهم في تعزيز الثقة بالاقتصاد الوطني وجذب الاستثمارات المحلية والأجنبية”.
وأشار إلى أن الهدف هو تحديد الأدوار والمسؤوليات بين الدولة والشركات، بما يتيح إدارة أكثر فعالية لحصص الدولة في الشركات التي تمتلكها بالكامل أو التي تتعاون فيها مع القطاع الخاص، مع ضمان تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وأكد أن مشاركة الدولة في الاقتصاد ليست غاية في حد ذاتها، بل تهدف إلى تحقيق أهداف اجتماعية واستراتيجية واقتصادية عندما يكون تدخل الدولة ضروريًا. وفي الوقت نفسه، تؤمن الدولة بأن القطاع الخاص شريك أساسي في بناء اقتصادها، مما يتطلب منحه مجالًا أوسع للمساهمة بفعالية في التنمية الاقتصادية، وتوفير جميع الموارد اللازمة لتشجيع الاستثمار في مختلف القطاعات.
وأشار إلى أن مشروع قانون ملكية الدولة للمنشآت يُرسي إطارًا قانونيًا يهدف إلى زيادة كفاءة إدارة الأصول العامة وتعظيم العائد الاقتصادي والاجتماعي من الاستثمارات الحكومية. ويأتي ذلك في إطار جهود الحكومة لتحسين مناخ الاستثمار من خلال قواعد حوكمة شفافة ومرنة تعزز الثقة في الاقتصاد الوطني وتجذب الاستثمارات المحلية والأجنبية.
يرتبط القانون ارتباطًا وثيقًا بخطة إدارة أصول الدولة. ويهدف إلى تحديد الأدوار والمسؤوليات بين الدولة والشركات، مما يُمكّن من إدارة استثمارات الدولة بفعالية أكبر، سواءً في الشركات المملوكة للدولة بالكامل أو في الشركات التي تستثمر فيها الدولة بالشراكة مع القطاع الخاص. وفي الوقت نفسه، يهدف إلى ضمان تحقيق أهداف التنمية المستدامة. ويهيئ القانون بيئةً مواتيةً للشركات للعمل بكفاءة وتنافسية مع الحفاظ على الرقابة الاستراتيجية للدولة.
أوضح أن الحكومة اقترحت مشروع قانون لتنظيم بعض أحكام ملكية الدولة للمنشآت التي تملكها أو تساهم فيها، وذلك بهدف تحقيق خبرة واحترافية أكبر في عملية اعتماد القرارات المتعلقة بملكية الدولة، وضمان اتساق وامتثال أفضل لمعايير الحوكمة، وجوانب الشفافية، والحياد التنافسي عند ممارسة الدولة لدورها كمالكة لمنشآتها وحصصها في منشآت أخرى. يتضمن مشروع القانون أربع مواد تتعلق بالإصدار، ومادة واحدة تتعلق بالنشر، وأربع عشرة مادة موضوعية.
وأشار إلى أن مشروع القانون يُكمّل تطبيق سياسة ملكية الدولة، ويُرسي منظومة شاملة من الإجراءات الاقتصادية الكلية التي تُحفّز نشاط القطاع الخاص على جبهات متعددة. وهذا يُرسّخ أسس الاستقرار الاقتصادي الكلي، ويهدف إلى خفض معدلات التضخم. وبشكل عام، يُحسّن هذا من بيئة الأعمال ويُحقق الأهداف الاقتصادية الكلية. وفي الوقت نفسه، يُسهم في زيادة النمو الاقتصادي الحقيقي، ورفع مستوى المعيشة، وخفض البطالة.
أكد سليمان أن مشروع القانون يعكس التزام الحكومة بتحسين مناخ الاستثمار والعمل بمرونة أكبر، مما سيؤدي إلى مزيد من الاتساق والتوافق مع معايير الحوكمة، وجوانب الشفافية، والحياد التنافسي عند قيام الدولة بدورها كمالكة لشركاتها وأسهمها. كما يُسهم مشروع القانون في تنظيم بعض الأحكام المتعلقة بملكية الدولة للشركات التي تملكها أو تساهم فيها، مما يسمح للدولة بالانسحاب من أنشطة وقطاعات مستهدفة، وذلك بناءً على استجابة القطاع الخاص واستعداده للمشاركة. ويعود ذلك إلى إنشاء وحدة مركزية جديدة تتمتع بالخبرة والمهنية اللازمتين لاتخاذ أفضل وأنسب قرارات الاستثمار المتعلقة بملكية الدولة.