صحيفة إسرائيلية تكشف: السياحة تتأثر سلباً بسبب تأخر اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

منذ 7 ساعات
صحيفة إسرائيلية تكشف: السياحة تتأثر سلباً بسبب تأخر اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

يدفع قطاع السياحة الإسرائيلي ثمناً باهظاً لفشل اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، رغم الهدوء النسبي في الشمال، وفق ما ذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” اليوم الاثنين.

ونقلت الصحيفة عن خبراء قولهم إن قطاع السياحة في إسرائيل يشهد تراجعًا كبيرًا في أعداد الزوار. وأضافت أن القطاع على وشك الانهيار في ظل الحرب الدائرة على قطاع غزة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، وفشل اتفاق وقف إطلاق نار مستدام، وتجنب شركات الطيران المجال الجوي الإسرائيلي.

صرح يوسي فتال، مدير جمعية منظمي الرحلات السياحية في إسرائيل، للصحيفة بأن قطاع السياحة في إسرائيل لا يزال معرضًا لخطر الانهيار. وأوضح قائلًا: “نستقبل حاليًا حوالي مليون سائح سنويًا، لكن ثلثهم ليسوا سياحًا حقيقيين، بل أشخاص يزورون عائلاتهم”. وأضاف: “في عام الذروة 2019، استقبلت إسرائيل 4.9 مليون سائح، لكننا الآن عدنا إلى أرقام مماثلة لتلك التي شهدناها خلال جائحة فيروس كورونا”.

وأشار فتال إلى أن الفعاليات التي كانت تجذب الزوار الأجانب مثل الاحتفالات السنوية لم تعد تحظى بنفس الحضور الدولي، موضحاً أن هذه الفعاليات أصبحت هذا العام تقتصر على المستوى المحلي بسبب تراجع أعداد السياح.

يعكس هذا الانخفاض الحاد المستمر في أعداد السياح التأثير العميق للأزمات الأمنية والجيوسياسية الأخيرة، في حين باءت محاولات إحياء قطاع السياحة، وهو ركيزة اقتصادية أساسية لإسرائيل، بالفشل حتى الآن.

أكد فتال أن الضرر الذي لحق بقطاع السياحة كان “هائلاً”، موضحًا أن “السياحة الوافدة كانت خامس أكبر قطاع تصدير في إسرائيل، حيث ولّدت نحو 40 مليار شيكل (ما يعادل 10.7 مليار دولار أمريكي)، ومثلت نحو 7% من الصادرات. وقد انخفضت هذه النسبة الآن إلى 2% فقط”.

وأشار إلى أن حوالي 15% من الوظائف في المناطق الحدودية الإسرائيلية تعتمد على السياحة. وقال: “لن يكون للعديد من المدن اقتصاد بدون السياحة”. وأضاف: “المشكلة لا تقتصر على الأمن، بل تؤثر أيضًا على صورة إسرائيل العالمية، التي تضررت بشدة خلال العام الماضي. السمعة الدولية ميزة استراتيجية لأي دولة”.

وأشار إلى أن عدد العاملين في السياحة الوافدة تراجع بشكل كبير، مضيفا: “من بين 3 آلاف شخص كانوا يعملون في هذا القطاع، لم يبق سوى ثلثهم”.

حذّر فتال من أن الضرر سيستمر حتى بعد انتهاء حرب غزة: “حتى لو انتهت الحرب غدًا، فإن الضرر الذي لحق بسمعتنا الدولية عميق الجذور وسيبقى معنا طويلًا”. وأضاف: “تدّعي وزارة الخارجية الإسرائيلية جلب شخصيات نافذة إلى البلاد، لكننا لا نرى أيًا من ذلك، ولن نعرف أننا موضع ترحيب في الخارج إلا عندما يعود السياح”.

وقال فتال إن الحكومة خصصت 556 مليون شيكل (ما يعادل 149 مليون دولار أميركي) لوزارة الخارجية في ميزانية 2025 للتعامل مع هذه الأزمة، مضيفا: “هذه ميزانية ضخمة، لكنها بلا معنى”.

واختتم حديثه بالإشارة إلى أن وزير السياحة الإسرائيلي حاييم كاتس نجح في تأمين 70 مليون شيكل (18.7 مليون دولار) في عام 2023 لإنقاذ ألف وظيفة فقط. وأضاف: “لا يوجد قطاع في إسرائيل يعاني بقدر ما نعاني. ما زلنا نشعر وكأننا في الثامن من أكتوبر، وعلى عكس القطاعات الأخرى، لا يمكننا توظيف بدلاء فورًا لأن تدريب موظف واحد يستغرق ثلاث سنوات”.


شارك