استشهاد 15 فلسطينياً وإصابة 50 في قصف مدمر للاحتلال على منزل بحي الصبرة في غزة

استشهد 15 فلسطينياً على الأقل وأصيب 50 آخرون، في مجزرة جديدة ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم السبت، في حي الصبرة بمدينة غزة.
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا” عن مصادر محلية قولها إن طائرات الاحتلال قصفت منزل عائلة أبو شريعة في حي الصبرة بصاروخين، ما أدى إلى استشهاد 15 فلسطينياً على الأقل، بينهم ستة أطفال، وإصابة أكثر من 50 آخرين، وفقدان نحو 85 آخرين.
وقدّرت مصادر فرق الإنقاذ عدد الضحايا بأكثر من 30، إذ فُقد العديد من الأشخاص بعد قصف قوات الاحتلال للمنزل. ووصفت الوضع الميداني بالكارثي، مشيرين إلى أن قدراتهم العملياتية الميدانية محدودة للغاية. ومع ذلك، تحاول فرق الإنقاذ أداء مهامها، لكنها تحتاج إلى معدات للقيام بذلك. كما أفادت بأن جهود إنقاذ الناجين وانتشال الضحايا من المنزل المتضرر مستمرة. وأشارت إلى أن قصف قوات الاحتلال لحي الصبرة أدى إلى احتراق ثلاث سيارات.
وأفادت مصادر طبية أن 95 فلسطينياً قتلوا وأصيب 304 آخرون خلال 48 ساعة نتيجة عدوان قوات الاحتلال على قطاع غزة.
منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ارتكب الاحتلال الإسرائيلي مجزرة إبادة جماعية في قطاع غزة، مخلفًا أكثر من 180 ألف قتيل وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، وأكثر من 11 ألف مفقود. كما نزح مئات الآلاف، وأودت المجاعة بحياة الكثيرين، بمن فيهم الأطفال، ودمارًا واسع النطاق.
وفي الضفة الغربية المحتلة، واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على مدينة طولكرم ومخيمها لليوم 132 على التوالي، وعلى مخيم نور شمس لليوم 119 على التوالي، وسط تصعيد ميداني واسع النطاق، واستمرار عمليات هدم المنازل.
هدمت جرافات الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم، عشرات المباني السكنية في مخيم طولكرم لليوم الثاني على التوالي. ويأتي ذلك ضمن خطة إسرائيلية لهدم 106 مبانٍ في مخيمي طولكرم ونور شمس، منها 58 مبنى في مخيم طولكرم وحده، تضم أكثر من 250 وحدة سكنية وعشرات المنشآت التجارية في حيي بلاونة وعكاشة. ويأتي ذلك في ظل انتشار مكثف لوحدات المشاة داخل المخيم ومحيطه.
في هذه الأثناء، واصلت قوات الاحتلال حصارها المشدد لمخيمي طولكرم ونور شمس للاجئين والمناطق المحيطة بهما. وتمركزت قواتها في الأزقة والتجمعات السكنية ومداخلها، مانعةً الأهالي من الوصول إلى منازلهم للاطمئنان عليها أو جمع أغراضهم. كما أطلقت النار مباشرةً على كل من حاول الاقتراب منها.
في هذه الأثناء، تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي احتلال العديد من المباني السكنية في شارع نابلس وشمال المدينة، وتحديدًا مقابل مخيم طولكرم للاجئين. وقد أُخلي السكان قسرًا وحولوا هذه المباني إلى ثكنات عسكرية، بعضها تحت السيطرة الإسرائيلية منذ أكثر من ثلاثة أشهر. كما تُستخدم الآليات الثقيلة والجرافات في المناطق المحيطة.
على صعيد متصل، شهدت المدينة وضواحيها اليوم نشاطًا مكثفًا لقوات الاحتلال، حيث جابت دورياتها الشوارع والأحياء الرئيسية، وخاصةً حول ميدان جمال عبد الناصر والسوق المركزي، وأعاقت حركة المواطنين والمركبات، وأطلقت أبواق سياراتها بشكل استفزازي، وقادت عكس اتجاه السير.
كما تضرر شارع نابلس، الرابط بين مخيمي طولكرم ونور شمس، بشكل كبير جراء أعمال الحفر التي أقامتها قوات الاحتلال قبل أشهر. وأعاقت هذه الأعمال حركة المرور، وفاقمت معاناة المواطنين.
أدى هذا العدوان المستمر حتى الآن إلى استشهاد 13 فلسطينيًا، بينهم طفل وامرأتان، إحداهما حامل في شهرها الثامن. كما أُبلغ عن عشرات الإصابات والاعتقالات، فضلًا عن تدمير البنية التحتية والمنازل والمحال التجارية والمركبات.
وفقًا لتقارير حديثة، أدى التصعيد إلى نزوح أكثر من 5000 عائلة من المخيمين، أي ما يزيد عن 25000 فلسطيني. ودُمر ما لا يقل عن 400 منزل بالكامل، وتضرر 2573 منزلًا آخر بشكل جزئي. ولا تزال مداخل المخيمين مغلقة بالحواجز، مما جعلها شبه خالية من الحياة.
أعلنت مصادر طبية فلسطينية، اليوم السبت، أن حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ارتفعت إلى 54772 شهيداً منذ بدء العدوان في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، معظمهم من الأطفال والنساء.
وأضافت المصادر أن حصيلة القتلى منذ بدء العدوان ارتفعت إلى 125 ألفا و834 قتيلا، فيما لا يزال عدد كبير من الضحايا تحت الأنقاض ولا تستطيع سيارات الإسعاف وفرق الدفاع المدني الوصول إليهم.
وأشارت إلى أن 95 إصابة و304 جرحى وصلوا إلى مستشفيات غزة خلال الـ 24 ساعة الماضية. ومنذ 18 مارس/آذار، وبعد خرق الاحتلال لاتفاق وقف إطلاق النار، بلغ عدد القتلى والجرحى 4497 إصابة و13793 جريحًا. وأشارت إلى أن العديد من الضحايا ما زالوا تحت الأنقاض وفي الشوارع، ولا تستطيع فرق الإنقاذ والدفاع المدني الوصول إليهم.