الرئيس البرازيلي في باريس: ما يحدث في غزة هو إبادة جماعية يومية وليست حرباً

منذ 2 أيام
الرئيس البرازيلي في باريس: ما يحدث في غزة هو إبادة جماعية يومية وليست حرباً

قال الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، اليوم الخميس، إن ما يحدث في قطاع غزة ليس حربا، بل إبادة جماعية تجري أمام أعيننا كل يوم، وهذا لم يعد مقبولا.

خلال مؤتمر صحفي مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في قصر الإليزيه، اتهم الرئيس البرازيلي الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة بارتكاب إبادة جماعية متعمدة بحق النساء والأطفال في غزة، على يد جيش مُدرّب تدريبًا عاليًا. وقال: “ما يحدث في غزة ليس حربًا. نشهد إبادة جماعية أمام أعيننا كل يوم، وهذا لم يعد مقبولًا”.

واعتبر الرئيس البرازيلي الموجود حاليا في فرنسا، أن الاعتراف بدولة فلسطين واجب أخلاقي وإنساني ومطلب سياسي لكل زعماء العالم.

ويقوم رئيس البرازيل، التي اعترفت بدولة فلسطين في عام 2010، بزيارة دولة إلى فرنسا قبل مؤتمر في الأمم المتحدة تنظمه باريس والرياض بشكل مشترك، ويبدأ في 17 يونيو ويهدف إلى تعزيز حل الدولتين بين إسرائيل والفلسطينيين.

فيما يتعلق بأوكرانيا، دعا الرئيس الفرنسي ماكرون إلى عدم المساواة في معاملة طرفي النزاع الروسي والأوكراني. وقال ماكرون: “جميعنا نريد السلام، لكن لا يمكننا معاملة أطراف النزاع على قدم المساواة”. وأكد أن للبرازيل “دورًا بالغ الأهمية” في حل النزاع.

وتحافظ البرازيل على علاقات جيدة مع روسيا، وقام الرئيس البرازيلي بزيارة موسكو في 9 مايو/أيار للمشاركة في احتفالات يوم النصر على ألمانيا النازية، حيث استقبله الرئيس الروسي فلاديمير بوتن.

من ناحية أخرى، وفي خضم الحرب التجارية مع الولايات المتحدة، دافع لولا مرة أخرى عن اتفاقية ميركوسور التجارية بين الاتحاد الأوروبي وأميركا اللاتينية، والتي ترفضها باريس.

وحث الرئيس البرازيلي نظيره الفرنسي على إبرام هذه الاتفاقية بين دول ميركوسور والاتحاد الأوروبي، حيث تعارض باريس بشدة الاتفاقية في شكلها الحالي، على عكس دول أوروبية أخرى مثل ألمانيا وإسبانيا.

خلال مؤتمر صحفي عُقد في قصر الإليزيه، قال ماكرون: “افتحوا قلوبكم قليلاً لإمكانية إبرام هذه الاتفاقية مع ميركوسور”. واعتبرها أفضل ردّ يُمكن أن تُقدّمه المنطقتان في مواجهة حالة عدم اليقين الناجمة عن عودة الأحادية والحمائية الجمركية، على حدّ تعبيره.

ومن شأن هذا الاتفاق مع الأرجنتين والبرازيل وأوروغواي وباراغواي أن يسمح للاتحاد الأوروبي بتصدير المزيد من السيارات والآلات واستيراد اللحوم والسكر والأرز والعسل وفول الصويا من أميركا الجنوبية.

استقبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وزوجته بريجيت ماكرون اليوم نظيرهما البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا وزوجته روزانجيلا دا سيلفا في قصر الإليزيه. يُجري الرئيس البرازيلي زيارة دولة إلى فرنسا، سيناقش خلالها سبل تعزيز التعاون الثنائي وقضايا دولية مُختلفة، بما في ذلك الحرب التجارية التي شنّها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والصراعات في أوكرانيا وقطاع غزة.

ويتناول دا سيلفا الغداء مع الرئيس الفرنسي اليوم، قبل عشاء رسمي في المساء، حيث سيناقش رئيسا الدولتين العديد من القضايا الثنائية، فضلا عن القضايا الدولية الهامة.

هذه هي الزيارة الأولى لرئيس برازيلي إلى فرنسا منذ عام 2012. وتأتي هذه الزيارة قبل أيام قليلة من مؤتمر الأمم المتحدة الثالث للمحيطات في نيس (جنوب شرق فرنسا) وفي ظل المعارضة الفرنسية لاتفاقية التجارة الحرة بين الاتحاد الأوروبي ودول ميركوسور (الأرجنتين والبرازيل وأوروغواي وباراغواي).

وذكرت الرئاسة الفرنسية أن زيارة الرئيس البرازيلي تأتي في إطار خطة العمل الجديدة للشراكة الاستراتيجية بين فرنسا والبرازيل، التي تم إطلاقها خلال زيارة الرئيس ماكرون إلى البرازيل في مارس 2024. وكان الهدف من الزيارة تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مجالات رئيسية، بما في ذلك الدفاع والاقتصاد وحماية التنوع البيولوجي والتحول في مجال الطاقة والثقافة ومكافحة التضليل الإعلامي.

بالنسبة للرئيس البرازيلي، تُمثل هذه الزيارة أيضًا تعزيزًا للعلاقات الاستراتيجية بين البلدين. ومن المتوقع توقيع اثنتي عشرة اتفاقية تعاون في مجالات البيئة والتكنولوجيا والدفاع والطاقة والصحة.

في ظل الوضع العالمي المضطرب الناجم عن الرسوم الجمركية الإضافية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الدول الشريكة، والحروب الدائرة في أوكرانيا والشرق الأوسط، تتزايد أهمية التقارب مع البرازيل، القوة العظمى الناشئة التي تتولى الرئاسة الدورية لمجموعة البريكس لهذا العام، وفقًا للرئاسة الفرنسية. وستركز زيارة الدولة على عدة محاور رئيسية، تشمل العلاقات الثنائية، والتعاون عبر الحدود، والتحديات العالمية الكبرى، والقضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك.

فيما يتعلق بالعلاقات الثنائية، من المتوقع توقيع أكثر من اثنتي عشرة اتفاقية بين البلدين خلال الزيارة. ستمهد هذه الاتفاقيات الطريق لشراكة استراتيجية شاملة، لا سيما في القطاعات التحويلية للطاقة والمعادن والنقل والثقافة والذكاء الاصطناعي والصحة والتنوع البيولوجي. أما فيما يتعلق بالتعاون عبر الحدود، فتهدف الزيارة إلى تحقيق مزيد من التقدم في قضايا الأمن وتدفقات الهجرة والتعاون الاقتصادي، بما في ذلك ربط المنطقتين.

بعد زيارته لباريس، والتي سيزور خلالها الرئيس البرازيلي القصر الكبير، حيث يعرض فنانون برازيليون، مثل إرنستو نيتو، أعمالهم، سيحضر قمة اقتصادية في موناكو في 8 يونيو/حزيران. ثم سيسافر إلى نيس في 9 يونيو/حزيران، برفقة الرئيس ماكرون، لافتتاح مؤتمر المحيطات. وتؤكد هذه الفعاليات التزام فرنسا والبرازيل المشترك بحماية البيئة وجهودهما المشتركة لمواجهة التحديات العالمية، وفقًا للرئاسة الفرنسية.


شارك