“وزيرة البيئة تكشف عن دليل شامل للمشروعات الصغيرة والمتوسطة الخضراء لتقييم الأداء البيئي الذاتي”

أطلقت وزيرة البيئة الدكتورة ياسمين فؤاد اليوم الأربعاء دليل المشروعات الصغيرة والمتوسطة الخضراء والآلية الرقمية للتقييم الذاتي للأداء البيئي. تم تطوير المشروعين بالتعاون مع البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية (EBRD) ومنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (UNIDO) لدعم هذه المشروعات في التحول الأخضر العادل. جاء الإطلاق كجزء من احتفالات يوم البيئة العالمي 2025 وحضره باتريك جان جيلبرت، ممثل منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (UNIDO) في مصر؛ وريم السعدي، نائب مدير العلاقات الحكومية بمكتب مصر للبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية (EBRD)؛ ومحمد معتمد، نائب وزير التخطيط والاستثمار؛ وسوزان سالم، شركة كيمونيكس مصر للاستشارات؛ ولفيف من ممثلي القطاع الخاص والقطاع المصرفي ومؤسسات التنمية الدولية والمجتمع المدني وخبراء البيئة والإدارة العليا بوزارة البيئة.
أكدت الدكتورة ياسمين فؤاد أن إصدار هذا الدليل يُعدّ هدية من وزارة البيئة بمناسبة يوم البيئة العالمي 2025، وجزءًا من خطة الدولة للتحول الأخضر العادل. ويهدف إلى دعم الشباب والشابات ورواد الأعمال في تحقيق التحول الأخضر لمشاريعهم ومواصلة مسيرة بناء مستقبل أخضر. ووصفت الدليل بأنه بسيط وسهل الفهم، فهو يتجاوز مجرد صفحة إلكترونية بسيطة على موقع وزارة البيئة تحتوي على بيانات وأدوات وقوائم حول التحول الأخضر، بل هو آلية لمساعدة الشركات الصغيرة والمتوسطة، سواءً كانت تُنفّذ مشاريع بيئية أو غير بيئية بالأساس، على رسم مسارها بوضوح نحو مشاريع خضراء حقيقية.
أشاد فؤاد بجهود الشركاء من منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو)، والبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، وسفارة سويسرا في تطبيق مفهوم الدليل، لا سيما في مرحلته الحالية، القائمة على الاستثمارات البيئية والمناخية. وهذا يدعم وزارة البيئة في سعيها لتغيير لغة الحوار، وتمكين الشباب من المشاركة وقيادة التحول الأخضر في ظل توجه مصر نحو تحول أخضر عادل ومستدام.
قدمت الدكتورة ياسمين فؤاد أمثلةً على كيفية استخدام الدليل. على سبيل المثال، يُمكنه توفير معلومات شاملة عن مشروع ما، لترجمتها إلى خطوات لتحويله إلى مشروع صديق للبيئة، أو يُمكنه المساعدة في الحفاظ على مشروع بيئي مُنفَّذ كمشروع صديق للبيئة من خلال جمع البيانات حول الانبعاثات، واستهلاك المياه والطاقة، وإدارة النفايات، وجوانب أخرى، لضمان الالتزام بالمعايير والجوانب البيئية.
أكدت فؤاد أن إصدار دليل الشركات الصغيرة والمتوسطة الخضراء يُمثل خطوة جديدة نحو التحول الأخضر. وقد بدأت هذه العملية من قِبل الحكومة المصرية بدعم وقيادة رئيس الجمهورية، وهي جزء من خطة تنموية واضحة تُراعي الجوانب البيئية والاجتماعية، وترتكز على مشاركة جميع فئات المجتمع لبناء وطن أفضل. وأوضحت أن وزارة البيئة عملت على ترسيخ مفاهيم الاقتصاد الأخضر والدائري في صميم سياساتها التنموية، عبر عدة محاور، أهمها دعم وتمكين القطاع الخاص للقيام بدور فاعل في تحقيق التنمية المستدامة والانتقال العادل.
ودعا وزير البيئة المشاركين إلى المشاركة الفعالة في استخدام هذه المنصة، ورحب بتبادل الآراء والأفكار، وكذلك تقديم الاقتراحات التي من شأنها تحسين فعالية أداة التشخيص الرقمية المرفقة بالدليل وتوسيع نطاقها.
أكد باتريك جان جيلبرت، ممثل منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (يونيدو) في مصر، على أهمية هذه الشراكة في دعم التحول الأخضر بقيادة وزير البيئة، وأهمية وحدة الاستثمار البيئي والمناخي في دمج الابتكار والسياسات مع القطاع الخاص. وأشار إلى أن إنشاء هذه الوحدة يُسهم في تطوير الشركات الخضراء، وتعريفها بالتحول الأخضر، وتوسيع مداركها، مما يُحسّن من بيئة الأعمال في مصر.
أكد باتريك جيلبرت أيضًا أن إطلاق هاتين الأداتين يُعدّ بدايةً جيدة. يُعدّ هذا الدليل، الذي وُضع بالتعاون بين وزارة البيئة والبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، أداةً مهمةً لتعزيز الشركات الصغيرة والمتوسطة. فهو يُقدّم نظرةً بيئيةً شاملةً يُمكن استخدامها لتعزيز ممارسات الأعمال الخضراء وتقييم البصمة الكربونية للشركات وسلاسل القيمة في جميع قطاعات أعمالها.
سعدت ريم السعدي، نائبة مدير العلاقات الحكومية في مكتب البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية في مصر، بالمشاركة في إطلاق أول دليل إلكتروني للشركات الصغيرة والمتوسطة على موقع وزارة البيئة. يهدف الدليل إلى مساعدة رواد الأعمال على فهم الجوانب الرئيسية للامتثال البيئي، نظرًا لقلة معلوماتهم حول حوافز وفرص تطبيق التحول الأخضر، لا سيما وأن الشركات الصغيرة والمتوسطة تُمثل أكثر من 90% من الاقتصاد المصري.
وأضاف السعدي أن إدخال آلية التقييم الذاتي للشركات على موقع وزارة البيئة سيساعد أيضاً المؤسسات الصغيرة والمتوسطة على فهم وضعها والتزامها البيئي، مما يسمح لها بتعديل وضعها وقياس انبعاثات الكربون الخاصة بها.
أوضح محمد معتمد، نائب وزير التخطيط والاستثمار، أن إنشاء وحدة الاستثمار المناخي والبيئي (CLEIU) بوزارة البيئة كان السبب الرئيسي وراء كل النجاحات التي تحققت في السنوات الأخيرة. أُنشئت الوحدة كوحدة خدمية لتشجيع الاستثمارات العامة والخاصة في مختلف مشاريع الاقتصاد الأخضر، وفتح أسواق جديدة تجمع بين المرونة البيئية والمناخية والفوائد المالية والاجتماعية والاقتصادية. وترتكز الوحدة، بحسب معتمد، على فكرة ربط البيئة بالتنمية. وأكد على أهمية معالجة شكاوى المستثمرين وتسهيل إجراءات التصاريح لتبسيط إجراءاتها. كما أن وضع إجراءات تسهيلية لمشاريع الاستثمار والتنسيق بين الوزارة والجهات المختلفة ضروري لتحقيق التكامل في تعزيز المشاريع البيئية والمناخية، مما يخلق بيئة استثمارية داعمة داخليًا ويقلص العوائق. علاوة على ذلك، أتاحت الوحدة العديد من الفرص الاستثمارية في مختلف قطاعات المناخ، وإدارة النفايات، والطاقة المتجددة، وغيرها. وساهمت الوحدة في توفير قاعدة بيانات للمستثمرين من خلال منصة الاستثمار المناخي والبيئي، التي يتم تطويرها باستمرار لمواكبة التطورات الحالية.
أكد معتمد أن إصدار دليل الشركات الصغيرة والمتوسطة الخضراء يُحقق أهداف وحدة الاستثمار من خلال دعم وتعزيز قدرة هذه المشاريع على التكيف مع متطلبات التحول إلى الاقتصاد الأخضر. كما أشار إلى أن تطوير آلية رقمية للتقييم الذاتي للأداء البيئي لهذه المشاريع من شأنه أن يُمكّن الشركات من تقييم وضعها البيئي بدقة، والحصول على إرشادات عملية لتحسين أدائها وزيادة كفاءة عملياتها دون الحاجة إلى استشاريين. وأشاد بالتعاون مع شركة كيمونيكس مصر للاستشارات، مؤكدًا ترحيبه بجميع التوصيات والملاحظات التي تُسهم في التطوير المستمر.
تضمن الاحتفال جلسة تفاعلية لمناقشة خصائص الدليل وأداة التشخيص، وجمع تعليقات وآراء المشاركين حول دليل تطوير الأعمال. قدمت سوزان سالم من شركة كيمونيكس مصر الدليل الإلكتروني للشركات الصغيرة والمتوسطة حول التحول الأخضر، موضحةً أسبابه وتطبيقه ونقاط انطلاقه. كما عُرض استبيان لشرح الخطوات الأولى للتحول الأخضر للشركات الصغيرة والمتوسطة. وأُجريت عملية تشاور مع أكثر من 40 شركة حول متطلبات التحول الأخضر لرفع مستوى الوعي لديها بالتمويل الأخضر كبديل للقروض. وتناولت الخدمات الخضراء التي يقدمها التحول الأخضر للشركات المختلفة وفوائدها في فتح أسواق عمل جديدة وزيادة فرص التصدير، بالإضافة إلى سبل خفض التكاليف من خلال ترشيد استهلاك المياه والكهرباء والموارد المختلفة.
وعلق عدد من ممثلي الشركات على الدليل وفوائده في تحقيق التحول الأخضر، فضلاً عن إمكاناته في زيادة الصادرات والقدرة التنافسية.