«حشد: جرائم إسرائيل تتجاوز حدود الإبادة الجماعية وتسعى لقتل سكان غزة وتدمير شامل»

منذ 2 أيام
«حشد: جرائم إسرائيل تتجاوز حدود الإبادة الجماعية وتسعى لقتل سكان غزة وتدمير شامل»

أكدت اللجنة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني (هاشد) أن الصورة المأساوية والصادمة في قطاع غزة تتفاقم يوما بعد يوم، حيث تجاوزت الجرائم الإسرائيلية حدود الكارثة والإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب الممنهجة، لتصل إلى حد الفناء والتدمير لجميع السكان والتدمير الشامل.

وأكدت الهيئة في بيان اطلعت عليه “البلد” أن استمرار هذا العدوان الشامل على السكان المدنيين وسط صمت مطبق وتقاعس وتقصير من المجتمع الدولي، يرسخ شريعة الغاب، ويفرض المسؤولية الجماعية على جميع دول العالم بالتحرك الدولي العاجل لوقف جرائم القتل الجماعي والتجويع وعسكرة المساعدات والتهجير القسري واستهداف الأطفال والنساء ومقدمي الخدمات وتدمير المناطق السكنية وانهيار الأوضاع الصحية، وحماية السكان المدنيين من فصول الإبادة المتصاعدة والعدوان الإسرائيلي المستمر.

أفادت اللجنة الدولية لتنسيق الشؤون الإنسانية (ICCHR) أن عدد الشهداء الذين تم نقلهم إلى المستشفيات تجاوز 54 ألف شهيد، بينما بلغ عدد الجرحى 124 ألف جريح. إضافةً إلى ذلك، لا يزال نحو 14 ألف مفقود تحت الأنقاض. وتمثل النساء والأطفال 70% من الضحايا، مما يُبرز الهجمات المتكررة والمتعمدة وغير المتناسبة والمستهدفة ضدهم وضد السكان المدنيين الفلسطينيين.

وأضافت الهيئة أن سلطات الاحتلال لا تزال تستخدم سياسة التجويع الممنهج كسلاح حرب، حيث تُقيّد إيصال المساعدات الإنسانية، وتسمح بدخول 90 شاحنة كحد أقصى يوميًا، وهو ما يُمثّل أقل من 10% من الاحتياجات اليومية. وقد وصلت المجاعة إلى مرحلة الكارثة الكاملة (المرحلة الخامسة من انعدام الأمن الغذائي). وقد توفي 326 شخصًا بسبب سوء التغذية ونقص الأدوية، منهم 58 حالة وفاة مباشرة بسبب الجوع، و242 حالة وفاة بسبب نقص الغذاء والدواء، و26 مريضًا يعانون من الفشل الكلوي. ووفقًا لتقارير الأمم المتحدة، يُعاني 100% من سكان قطاع غزة من انعدام حاد في الأمن الغذائي.

أكدت حركة الحشد أن نقاط توزيع المساعدات، وخاصة تلك التي تُروّج لها الحكومة الأمريكية بالتنسيق مع سلطات الاحتلال، أصبحت مواقعَ قتلٍ جماعي. يُستهدف فيها المدنيون الجائعون بحثًا عن الطعام مرارًا وتكرارًا. وآخر مثال على ذلك جريمةٌ جديدةٌ مروّعةٌ غرب رفح، حيث أطلقت قوات الاحتلال النار والقصف على المتجهين إلى مركز توزيع مساعدات أمريكي. قُتل ثلاثة وعشرون مواطنًا وجُرح أكثر من مئتي آخرين. وبذلك، يرتفع عدد ضحايا مجازر “مراكز توزيع المساعدات الأمريكية الإسرائيلية” في منطقتي رفح وجسر وادي غزة إلى 92 شهيدًا ونحو 650 جريحًا منذ بدء عملها في 27 مايو/أيار 2025. وهذا يؤكد النية المبيتة لاستخدام آلية المساعدات الأمريكية الإسرائيلية كأداةٍ للقتل الجماعي والإذلال وإهانة الكرامة الإنسانية، بالإضافة إلى السيطرة الأمنية والتغيير الديموغرافي للواقع السكاني في قطاع غزة.

أفادت اللجنة الدولية لتحرير فلسطين بأن قوات الاحتلال تواصل سياسة وجرائم التهجير الجماعي، لا سيما في محافظتي خان يونس وشمال قطاع غزة. وقد أدى ذلك إلى تهجير أكثر من 800 ألف مدني عبر القصف الجوي والمدفعي. يعيش معظمهم بلا مأوى ويعانون من الجوع، بلا خيام أو أغطية، وسط نقص في الخدمات ونقص في المياه، واكتظاظ في الملاجئ المؤقتة غرب مدينة غزة، وخان يونس، ودير البلح، والنصرات، والتي لا تمثل أكثر من 20% من مساحة قطاع غزة. وتندرج هذه السياسة ضمن خطة “مركبات جدعون” التي تهدف إلى تقسيم قطاع غزة وإنشاء معازل منفصلة، مع التركيز على هدم ما تبقى من المباني والمنازل في محافظة الشمال وخان يونس. وخلال الـ 72 ساعة الماضية، دُمّر أكثر من 150 مبنى سكنيًا، تضم ما يقارب 700 شقة. كما تم استهداف ما تبقى من البنية التحتية والمرافق السكنية والخدمية.

حذرت المنظمة الدولية من انهيار وشيك للقطاع الصحي في غزة، في ظل استمرار الاعتداءات على المرافق الصحية، وإغلاق المعابر لأكثر من 94 يومًا، ومنع دخول الوقود والمستلزمات الطبية، وإغلاق مستشفيات محافظة الشمال، بالإضافة إلى نقص الأدوية والأغذية للكوادر الطبية والمرضى. وقد أدى ذلك إلى تفاقم حالة الجرحى والمرضى وزيادة معدل الوفيات بينهم. وأعلنت وزارة الصحة أنها تسجل الآن وفاة خمسة مرضى بالسرطان يوميًا بسبب انقطاع العلاج، حيث تم تعليق جلسات العلاج الكيميائي لأكثر من 11 ألف مريض، منهم 5 آلاف بحاجة ماسة للعلاج خارج قطاع غزة. ووصل معدل الوفيات بين مرضى الفشل الكلوي إلى 41% بسبب تدمير مراكز غسيل الكلى، وآخرها مركز نورا الكعبي، وهو الوحيد في شمال قطاع غزة.

صرحت منظمة “حشد” الدولية بأن الاعتداءات التي تستهدف موظفي البلديات، وآخرها استشهاد ثلاثة من موظفي بلدية البريج أثناء تأدية عملهم، تُشكل جريمةً واضحة. تهدف هذه الاعتداءات إلى عرقلة وتعطيل الخدمات الأساسية التي تقدمها البلديات، بهدف تحويل قطاع غزة إلى أرضٍ محترقة وغير صالحة للسكن. ومما فاقم هذا الوضع، لجوء قوات الاحتلال الإسرائيلي بشكل متزايد إلى القصف الجوي الشامل وتفخيخ ناقلات الجند المدرعة، وذلك من خلال تحميل ناقلات جند مدرعة قديمة بأطنان من المتفجرات وتفجيرها في مناطق مأهولة بالسكان. وهذا يؤدي إلى تدمير واسع النطاق للمناطق السكنية ويعرض حياة آلاف المدنيين للخطر، وهي جريمة حرب حقيقية.

أعربت اللجنة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني (حاشد) عن قلقها البالغ إزاء التخاذل الدولي والتراخي العربي إزاء هذه الجرائم المتواصلة، مما يشجع سلطات الاحتلال على مواصلة انتهاكاتها دون رادع. ورغم بعض المواقف الرسمية الرافضة، تُحذر اللجنة من عسكرة المساعدات الإنسانية واستخدام نقاط التوزيع كأداة لتحقيق أهداف الاحتلال، بما في ذلك استهداف الأونروا وعرقلة عمل المنظمات الدولية. وتُحمل سلطات الاحتلال والحكومة الأمريكية المسؤولية الكاملة عن جرائم الإبادة الجماعية والعقاب الجماعي بحق المدنيين الفلسطينيين، والتي تُشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الإنساني الدولي واتفاقية الإبادة الجماعية ونظام روما الأساسي وقرارات محكمة العدل الدولية والأمم المتحدة. وفي الوقت نفسه، تُطالب اللجنة بما يلي:

1. ينبغي للمجتمع الدولي والدول الأطراف الثالثة في اتفاقيات جنيف واتفاقية منع ومعاقبة جريمة الإبادة الجماعية أن تتدخل بالقوة لوقف الإبادة الجماعية، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية والطبية دون قيود وفقاً لخطط وآليات الأمم المتحدة ووكالاتها، وإلغاء الآلية الإجرامية الأمريكية الإسرائيلية الحالية لتوزيع المساعدات.

2. إن دول العالم مدعوة إلى مقاطعة دولة الاحتلال الإسرائيلي وفرض العقوبات عليها بما في ذلك حظر الأسلحة ومحاسبة قياداتها السياسية والعسكرية أمام المحاكم الدولية.

3. يجب توفير الحماية الدولية الفورية لسكان قطاع غزة من خلال آليات الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة ومن خلال صيغة “متحدون من أجل السلام”، وذلك لضمان إنشاء قوة حفظ سلام تضمن حماية السكان المدنيين والمرافق المدنية وتضمن فتح الممرات الإنسانية لوصول المساعدات الإنسانية.

4. ونحن ملتزمون بضمان قدرة الأونروا والمنظمات الإنسانية على القيام بمهامها دون عوائق وضمان حماية العاملين في الخدمات الأساسية.

5. اتخاذ إجراءات قانونية في المحاكم الأميركية والدولية لمقاضاة المسؤولين عن الجرائم ضد المدنيين فيما يتصل بتوزيع المساعدات الإنسانية الأميركية الإسرائيلية.


شارك