اكتشفوا أهمية وآداب وحكم صيام العشر من ذي الحجة!

ينتظر المسلمون في كل أنحاء العالم الأيام العشرة الأولى من شهر ذي الحجة. وهي أيام شريفة مميزة تتضاعف فيها الأعمال الصالحة، فيستحب فيها الاجتهاد في العبادة والإكثار من الخير والصالحات بأنواعها.
وفي التقرير التالي نقدم:
فضل العشر الأوائل من ذي الحجة
قال الله تعالى: {فِي الْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ} [الفجر: 1-2]. وقد ذكر كثير من المفسرين أن هذه الليالي هي أيام عشر ذي الحجة، ويرتبط بها كثير من الأحكام والآداب والفضائل، ومنها: أنها أيام شريفة مفضلة، تتضاعف فيها الأعمال، ويستحب فيها الاجتهاد في العبادة، والإكثار من الخير والصلاح بجميع أنواعه. إن الأعمال الصالحة في هذه الأيام أفضل من الأعمال الصالحة في سائر أيام السنة. عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: (ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام) يعني أيام العشر. قالوا: يا رسول الله، ولا… الجهاد في سبيل الله؟ قال: «لا جهاد في سبيل الله إلا على رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء». رواه أبو داود وابن ماجه وغيرهم.
حكم صيام الأيام الثمانية الأولى من ذي الحجة
يستحب صيام الأيام الثمانية الأولى من ذي الحجة، ليس لأن الصيام سنة، بل لأن العمل الصالح مطلقاً يستحب في هذه الأيام. والصيام من الأعمال الصالحة، ولم يرد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم صيام هذه الأيام مخصصة، ولا أمر بصيامها مخصصة. بل هو من الأعمال الصالحة التي دعا النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى فعلها في هذه الأيام، كما في حديث ابن عباس.
صيام يوم عرفة سنة عملية فعلها النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وسنة قولية حث عليها في أحاديثه الصحيحة. عن أبي قتادة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: (إني أحتسب على الله بصيام يوم عرفة أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده). رواه مسلم. وينصح لمن لم يحج بصيام يوم عرفة، وهو اليوم التاسع من ذي الحجة. وصيام هذا اليوم يكفر سنتين: السنة الماضية والسنة القابلة، كما في الحديث.
حكم صيام يوم العاشر من ذي الحجة
وقد أجمعوا على تحريم صيام يوم العاشر من ذي الحجة. وبما أنه يوم النحر فإنه يحرم صيام يوم النحر، ويوم الأضحى، وأيام التشريق التي هي ثلاثة أيام بعد يوم النحر. لأن الصيام محرم في هذه الأيام. وفي حديث أبي سعيد رضي الله عنه: «نهى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن صيام يومين: عيد الفطر وعيد الأضحى». رواه البخاري ومسلم وهذا لفظه. حديث نبشة الهذلي رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر لله». رواه مسلم في صحيحه.
آداب من يريد التضحية
ومن آداب من أراد أن يضحي في العشر الأوائل من ذي الحجة: عدم مس الشعر والبشرة؛ فقد قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا دخلت عشر ذي الحجة وأراد أحدكم أن يضحي فلا يمس شعره ولا بشره). رواه الإمام مسلم في صحيحه من حديث أم سلمة رضي الله عنها. ويقصد بتحريم قص الأظافر والشعر تحريم إزالة الأظافر بالمقص أو كسرها أو بغير ذلك، وكذلك تحريم إزالة الشعر بالحلق أو القطع أو النتف أو الحرق أو إزالته بالكريم أو بغير ذلك. وينطبق هذا على شعر الإبط، والشارب، وشعر العانة، وشعر الرأس أو شعر الجسم الآخر. وتحريم كل ذلك مبني على الكراهة في الطهارة وليس بمنع. والحكمة من هذا النهي أن تبقى الحيوان سليما في أجزائه حتى تنجو من النار، وأن تشبه المحرم في بعض أخلاقه. وإلا فلا يتجنب المضحي النساء، ولا يمتنع من الطيب والثياب ونحو ذلك مما يمتنع عنه المحرم.
أفضل الأعمال في أيام العشر الأوائل من ذي الحجة
كشف الشيخ ياسر عزام أن أيام العشر الأوائل من ذي الحجة هي أفضل أيام الدنيا، وأوضح أن هناك عبادات مستحبة ينبغي القيام بها للتقرب إلى الله في هذه الأيام. وأضاف في منشور على حسابه الرسمي على فيسبوك أن الله أقسم بهذا الأمر العظيم، فقال تعالى: {وَالْفَجْرِ وَلَيْالٍ عَشْرٍ}، وقال الرسول الكريم: {مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهِنَّ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الأَيَّامِ} ـ أي الأيام العشر ـ “قلتم: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟” قال: ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء. وأضاف الشيخ يسري عزام أن من الواجب علينا أن نتبع كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ونعد أنفسنا لأفضل أيام الدنيا. في هذه الأيام المباركة نزيد من تمجيدنا وحمدنا وتوحيدنا لله وتمجيدنا المطلق. وأضاف الشيخ يسري عزام أن التكبير المطلق يبدأ مع طلوع الفجر في اليوم الأول من شهر ذي الحجة. نقولها في الشارع، وفي البيت، وفي كل مكان. وفي فجر يوم عرفة يبدأ التكبير المحدود. هذه أيام العيد. ومن أراد أن يضحي فعليه أن يمسك عن قص الشعر والأظفار والتشبه بالمحرم. هذه سنة. وأوضح أنه إذا كان عمل الإنسان يتطلب منه الحلاقة أو التقصير فإنه لا شيء عليه في هذه الحال وتصح أضحيته إن شاء الله. ونحن لا نفعل ذلك إلا اقتداءً بالحجاج وعملاً بسنة نبينا رسول الله. وأكد على أهمية الصيام في هذه الأيام المباركة. ومن استطاع إليه سبيلاً من أول ذي الحجة إلى التاسع فهو عمل طيب مبارك، فالصيام في هذه الأيام إن شاء الله عمل مقبول. وأضاف أن صيام يوم عرفة يكفر السنة الماضية واللاحقة. وهذا ينطبق على من لا يستطيع صيام الأيام التسعة الأولى من ذي الحجة، فعليه أن يجتهد في صيام يوم عرفة. وأضاف الشيخ ياسر عزام أنه ينبغي في هذه الأيام المباركة الإكثار من الصدقات والحفاظ على الروابط الأسرية وقراءة القرآن الكريم. ويمكن قراءة القرآن الكريم كاملاً في هذه الأيام قبل غروب شمس يوم عرفة.
التدابير الموصى بها
وفي خطبة الجمعة تحدث إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف الشيخ الدكتور حسين بن عبدالعزيز آل الشيخ عن فضائل أيام العشر الأوائل من ذي الحجة، وثواب العمل الصالح فيها، والأجر العظيم الذي أعده الله لمن اغتنم هذه الأيام بالعبادة والذكر والصيام والصدقة وتلاوة آياته.
وعن فضائل أيام العشر الأوائل من ذي الحجة، أوضح الشيخ الدكتور حسين الشيخ أن أيام العشر الأوائل من ذي الحجة هي فرصة عظيمة للتنافس في الخيرات، وجمع الأعمال الصالحة، والتقرب إلى رب الأرض والسماء. قال الله تعالى: (الأسحار وليالٍ عشر) مذكراً أن من أفضل الأعمال في هذه الأيام العشر للحاج وغيره الإكثار من ذكر الله، وتسبيحة الله، والثناء عليه، والتكبير في كل وقت خلال أيام العشر.
اغتنم أيام العشر الأوائل من ذي الحجة
ودعا سماحته الناس إلى الاجتهاد في أيام العشر الأوائل من ذي الحجة، بالإكثار من العبادات والصدقات في هذه الأيام المباركة، والقيام بأنواع البر والأعمال الصالحة، واستغلال هذه اللحظات بما يكفر الذنوب ويزيد الحسنات، فإنها تجارة رابحة. قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ما من أيام العمل فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام، أيام العشر، قالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟» قال: «ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء». وقال أيضاً: «ما من عمل أزكى عند الله ولا أعظم أجراً من خير يعمله في عشر ذي الحجة».
قال الشيخ حسين الشيخ: وقد وردت الأدلة على استحباب صيام هذه الأيام العشر، وقد فعل ذلك كثير من السلف. ومن أفضل الأعمال في هذه الأيام العشر للحاج وغيره الإكثار من الذكر والتسبيح والتكبير والتحميد. ويجب أن يكون التكبير في أي وقت خلال أيام العشرة، ويكون التكبير المقيد بعد الانتهاء من الصلوات المفروضة والنوافل. ووقت غير الحاج من صباح يوم عرفة إلى عصر آخر يوم من أيام التشريق. أما في الشكل المقيد، فيبدأ الحج بعد صلاة الظهر في يوم النحر. فبادروا في هذه الأيام إلى فعل الخيرات بمختلف أنواعها، وسترون خيراً كثيراً وأجراً عظيماً.
دعاء أول يوم من ذي الحجة
يمكن تكرار دعاء أول يوم من ذي الحجة: “اللهم اغفر لي ما تقدم مني وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أنت أعلم به مني، أنت الأول والآخر وأنت على كل شيء قدير”.
اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك. لا أستطيع أن أحصي مديحك. أنت كما أثنيت على نفسك.
دعاء أول يوم من ذي الحجة
أدعية العشر الأوائل من ذي الحجة
هناك أكثر من صيغة لدعاء اليوم الأول من ذي الحجة والعشر الأوائل من ذي الحجة، منها على سبيل المثال لا الحصر ما يلي:
اللهم إياك نعبد . إليك ندعو ونسجد وإليك نلجأ. نرجو رحمتك ونخشى عقابك. إن عذابك لَحَقُّ الْكَافِرِينَ
اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت. لقد خلقتني، وأنا خادمك، وأحافظ على عهدك ووعدك قدر استطاعتي. أبوء لك بنعمتك وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت. وأعوذ بك من شر ما صنعت.