الاحتلال الإسرائيلي يؤكد سيطرته من الدوحة إلى صنعاء ويصفّي حساباته بعيداً عن ساحة المعركة

منذ 3 ساعات
الاحتلال الإسرائيلي يؤكد سيطرته من الدوحة إلى صنعاء ويصفّي حساباته بعيداً عن ساحة المعركة

نفذت قوات الاحتلال الإسرائيلي عمليتين عسكريتين في عاصمتين عربيتين، هما الدوحة وصنعاء. وقد استهدفت الأولى الوفد المفاوض لحركة حماس أثناء وجوده في قطر لبحث مقترح الرئيس الأمريكي لوقف إطلاق النار في قطاع غزة. بينما شملت الثانية سلسلة من الغارات الجوية على مواقع حيوية تابعة لجماعة أنصار الله الحوثي في اليمن، مما يعكس تعمد إسرائيل اتساع رقعة الحرب في الشرق الأوسط.

تفاصيل الضربة الجوية على صنعاء

شنت الطائرات الإسرائيلية غارات جوية على مواقع للحوثيين في منطقتي صنعاء والجوف، مستهدفة منصات إطلاق صواريخ ومعسكرات ومجمعات لتخزين الوقود ومديرية الإعلام العسكري، مما أسفر عن وقوع عدد من القتلى والجرحى في الهجوم المباغت.

وفقًا لوسائل إعلام الاحتلال، تم تنفيذ الهجوم عبر 10 طائرات مقاتلة قامت بإلقاء 30 قنبلة على 15 هدفًا مختلفًا في أنحاء متفرقة من اليمن، خلال عملية أطلق عليها اسم “دق الأجراس”. وقد وصفت الطلعة بأنها الأطول منذ بدء الحرب، حيث قطعت الطائرات أكثر من 2350 كيلو مترًا.

رد جماعة الحوثي

أفاد المتحدث العسكري باسم جماعة الحوثي، يحيى سريع، أن الدفاعات الجوية التابعة للجماعة أطلقت صواريخ أرض جو أثناء التصدي للهجوم الإسرائيلي على الأراضي اليمنية. كما أضاف في تغريدة عبر منصة “إكس” أن الضربة أدت إلى إجبار بعض التشكيلات القتالية على مغادرة مواقعها قبل تنفيذ ضرباتها، مؤكدًا أن الجزء الأكبر من الهجوم تم إحباطه.

أعلنت وزارة الصحة التابعة للحوثيين أن الحصيلة الأولية للهجوم أسفرت عن مقتل 9 أشخاص وإصابة 118 آخرين، مشيرة إلى أن فرق الدفاع المدني تواصل البحث عن مفقودين جراء الضربة الأخيرة، ضمن سلسلة الهجمات المتبادلة بين الاحتلال والحوثيين في سياق تداعيات الحرب في غزة.

الهجوم على الدوحة

في يوم الثلاثاء الماضي، استهدفت القوات الإسرائيلية العاصمة القطرية الدوحة بهجوم جوي مفاجئ، مستهدفة الوفد المفاوض لحركة حماس برئاسة خليل الحية، أثناء اجتماعه لبحث مقترح الرئيس الأمريكي، مما يُعتبر انتهاكًا صارخًا للقوانين الدولية واعتداءً على سيادة الدول.

أكد جيش الاحتلال الإسرائيلي مسؤوليته عن الهجوم، موضحًا أن العملية تضمنت 15 مقاتلة وعدد من الطائرات المسيرة، حيث تم إطلاق أكثر من 10 قذائف ثقيلة باتجاه المبنى الذي كان يضم الوفد المفاوض.

كما أوضح أن العملية نُفذت بالتنسيق مع “شاباك”، وبناءً على معلومات استخباراتية دقيقة، واصفًا الضربة بأنها “عملية انتقامية” ضد قيادات حماس.

رد حماس

عبرت حركة حماس عن أن الاحتلال الإسرائيلي فشل في اغتيال الوفد المفاوض، لكن الهجوم خلف عددًا من الشهداء بينهم قياديون بارزون. وأكدت الحركة في بيان لها أن محاولة الاحتلال الغادرة تشكل جريمة بشعة وانتهاكًا صارخًا لكل الأعراف الدولية.

وكذلك، أشارت الحركة إلى أن استهداف الوفد المفاوض في وقت حساس يعكس عدم رغبة نتنياهو وحكومته في الوصول إلى اتفاق، بل يسعى لإفشال المساعي الدولية، غير مهتمًا بحياة الأسرى أو سيادة الدول أو أمن المنطقة.

مزاعم أمريكية

في أول تعليق من الولايات المتحدة، قال الرئيس الأمريكي إن الهجوم على قطر قرار اتخذته إسرائيل وليس له علاقة به، مضيفًا أن الجيش الأمريكي أبلغ إدارته بأن إسرائيل تهاجم حماس في الدوحة.

وأوضح ترامب أنه وجه المبعوث الخاص للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، لإبلاغ القطريين بالهجوم الوشيك، لكنه أشار إلى أن الوقت لم يكن كافيًا لوقف الضربة، معبرًا عن أمله في ألا تتكرر مثل هذه الأحداث مجددًا.

وذكرت المتحدثة باسم البيت الأبيض أن الرئيس لم يؤيد الضربات الإسرائيلية، مشيرة إلى أن الهجمات على قطر لا تخدم أهداف الدولتين.

ردود أفعال عربية ودولية

أثار الهجوم الإسرائيلي ردود فعل واسعة على المستويين العربي والدولي، حيث اعتبر انتهاكًا لسيادة قطر وتهديدًا لجهود السلام في غزة. فيما يلي أهم ردود الأفعال:

مصر

أدانت جمهورية مصر العدوان الإسرائيلي، مؤكدة على دعمها الكامل لدولة قطر. وأشارت إلى أن هذا النهج الإسرائيلي يعكس نية واضحة لتدمير فرص السلام، محذرة من الوضع المتصاعد في المنطقة.

مجلس التعاون الخليجي

أعلن مجلس التعاون الخليجي تضامنه مع قطر، ودان الأمين العام العملية الإسرائيلية، داعيًا المجتمع الدولي للقيام بواجباته ضد الاحتلال.

الأمم المتحدة

وصف الأمين العام للأمم المتحدة الهجمات بالانتهاك الفاضح لسيادة قطر، معبرًا عن إدانته لهذا الاعتداء.

فرنسا وبريطانيا

أعرب كل من الرئيس الفرنسي ورئيس الوزراء البريطاني عن رفضهما للهجمات الإسرائيلية، مؤكدين على ضرورة وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن، وزيادة المساعدات إلى غزة.

تسببت الضربات الإسرائيلية التي استهدفت عاصمتين عربيتين في غضون 24 ساعة، بمخاوف بشأن امتداد الهجمات إلى دول عربية أخرى، مما يعكس حالة من الاستياء والقلق في العالم العربي.


شارك