دور النشر تستعين بأولياء الأمور لتحمل خسائرها بسبب ارتفاع أسعار المناهج الدراسية في العام الدراسي الجديد

حالة من الارتباك تسود المكتبات ومنافذ بيع الكتب الخارجية، تزامنًا مع اقتراب بدء العام الدراسي الجديد 2025-2026، وذلك بعد الإعلان عن تغيير المناهج الدراسية في جميع الصفوف، من الابتدائية إلى الثانوية العامة.
خسائر سناتر الدروس الخصوصية
أعلنت “سناتر الدروس الخصوصية” عن خسائر تقدر بالملايين، بعد أن قامت بطباعة “الملازم” و”الملخصات” وبيعها أو توزيعها على الطلاب في منتصف أغسطس الماضي، خاصة للطلاب المقدمين على الشهادات العامة والثانوية. إلا أنه بعد ذلك، اضطرت هذه السناتر لسحب الكتب وإعادة طباعتها بعد إجراء التعديلات، مما أدى إلى حدوث ارتباك كبير في السوق.
استياء أولياء الأمور
أعرب العديد من أولياء الأمور، وخاصة الذين قاموا بشراء الكتب الخارجية مسبقًا، عن استيائهم من الوضع الحالي. حيث واجههم ضرورة شراء الكتب مرة أخرى، في وقت قامت فيه بعض دور النشر برفع الأسعار بأكثر من 30% لتعويض خسائرها.
شهادات من أولياء الأمور
يقول أشرف هاشم، موظف: “تبدأ الدروس الخصوصية في السناتر عادةً مع طلاب الشهادتين الإعدادية والثانوية في منتصف أغسطس، لكن بعد عدد قليل من الحصص، أعلن وزير التعليم عن تغيير المناهج، مما جعلنا مضطرين لشراء الكتب مرة أخرى. والأمر الأكثر إحباطًا هو أن دور النشر طرحت الكتب الجديدة في بداية سبتمبر بأسعار مرتفعة، وكأنهم يعوضون خسائرهم من جيوب أولياء الأمور.”
ويضيف أشرف: “في العادة، يتم شراء الكتب الخارجية من ميزانية أغسطس، بينما تُدفع المصروفات ومستلزمات المدرسة في سبتمبر. ولكن هذا العام كان الأمر صعبًا جدًا، ولا تستطيع الأسر المتوسطة تحمله، خاصة أن المكتبات رفضت استرجاع الكتب القديمة.”
دور النشر وارتفاع الأسعار
يقول المهندس صبحى عبد الرحمن: “لقد حملت دور النشر خسائرها على كاهل الأهالي، وأولياء الأمور مضطرون لشراء الكتب الخارجية مرتين وبأسعار مرتفعة. يعتمد الطلاب بشكل كامل على هذه الكتب، لأنها تقدم المعلومات بشكل منظم وسلس، مع أسئلة متنوعة مثل الاختيار المتعدد والمقالي، ونماذج الامتحانات للسنوات السابقة. إذا كانت تلك المعلومات موجودة في الكتاب المدرسي، لما احتجنا لشراء الكتب الخارجية.”
ميزانيات الأسر
تقول عبير فتحي صالحين، موظفة، أنها أم لثلاثة أولاد في مراحل تعليمية مختلفة، وأن ميزانية الكتب الخارجية في التيرم الأول وصلت لأكثر من 3000 جنيه. مشيرة إلى أن سعر الكتاب في رياض الأطفال وصل إلى 250 جنيه، بينما بلغ سعر كتاب الثانوية العامة 600 جنيه، بالإضافة إلى ملخصات وملازم المدرسين.
أسباب زيادة الأسعار
يؤكد خالد عمر، صاحب مكتبة في الفجالة، أن ارتفاع أسعار الكتب الخارجية هذا العام يعود إلى تغيير المناهج. حيث تكبدت دور النشر خسائر نتيجة الطباعة مرتين، بالإضافة إلى ارتفاع تكاليف النقل والتوزيع. ويشدد على أهمية الكتب الخارجية التي تواكب العصر من خلال وجود مسح إلكتروني، وربط بالمنصات الرقمية، مما يوفر للطلاب بدائل تساعدهم على الاكتفاء بها دون الحاجة للدروس الخصوصية.
تأثير تكاليف الورق
يقول رئيس شعبة الورق بالغرفة التجارية بالقاهرة، إن ارتفاع تكاليف الورق والأحبار كان سببًا رئيسيًا لزيادة تكلفة الكتب الخارجية. موضحًا أن تكلفة الطباعة تختلف وفقًا لنوعية الورق وجودته. مضيفًا أن الأسعار العالمية للكتب قد تنخفض بنسبة تصل إلى 40% في أوائل أكتوبر، نظرًا لتراجع أسعار الورق.
جهود دعم الأسر المصرية
الجدير بالذكر، أن الاتحاد العام للغرف التجارية يشارك في معارض “أهلا مدارس”، حيث يتم تقديم خصومات على الكتب الخارجية تصل إلى 25% من هامش الربح، تتحملها دور النشر والتجار، في إطار جهود تخفيف العبء عن كاهل الأسر المصرية.