مصر الأزهر تبقى منارة علمية تضيء دروب الطلاب عبر تاريخها العريق

منذ 5 ساعات
مصر الأزهر تبقى منارة علمية تضيء دروب الطلاب عبر تاريخها العريق

أكد فضيلة الدكتور نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، أن الأزهر الشريف سيظل دائمًا مهوى أفئدة طلاب العلم، مشيرًا إلى أن الطلاب الوافدين يمثلون جزءًا أساسيًا من قوة مصر الناعمة في تعزيز العلاقات الحضارية مع مختلف الشعوب.

محاضرة للطلاب التايلانديين

جاء ذلك خلال المحاضرة التي ألقاها فضيلة المفتي للطلاب التايلانديين الجدد الذين سيبدؤون دراستهم في الأزهر، في مقر المركز الوطني لإدارة الشئون الإسلامية في بانكوك. وقد حضر اللقاء شيخ الإسلام في تايلاند، آرون بونتشوم، والسفيرة هالة يوسف، سفيرة مصر لدى تايلاند. عكس اللقاء عمق العلاقات الدينية والثقافية بين البلدين، وحرص الجانبين على تعزيز التعاون في مجالات التعليم الديني ورعاية الطلاب الوافدين.

الأزهر منارة للعلم والوسطية

أوضح فضيلة المفتي أن الأزهر الشريف يظل منارةً للعلم والوسطية، مشيرًا إلى أن هذه المؤسسة العريقة استقطبت طلابًا من مختلف الأوطان لأكثر من ألف عام لتؤدي رسالتها في نشر الفكر المستنير وتعزيز التعايش بين المذاهب والمدارس المختلفة.

أهمية الهدف في حياة الطالب

شدد مفتي الجمهورية على أن حياة الإنسان مبنية على الغايات والأهداف، وأن وضوح الهدف هو الخطوة الأولى نحو النجاح. وأكد أن فاقد الهدف يفقد رشده وبوصلته في الحياة.

قيم الزمن والعمل الجاد

أضاف فضيلته أن الوقت هو أغلى ما يمتلكه الإنسان، وأن إضاعته أكثر خطرًا من إضاعة المال. مشددًا على أهمية الجد والاجتهاد وإدارة الوقت كشرط أساسي لتحقيق التميز والتفوق.

إرساء قيم التعددية والفكر المعتدل

وأشار المفتي إلى أن الأزهر الشريف لا يزال يحتفظ بمكانته عبر القرون، لأنه يرتبط بالوسطية والاعتدال، ويغرس في طلابه قيمة التعددية الفكرية والمذهبية. كما يفتح الباب أمام الاجتهاد المنضبط الذي يراعي مصالح الناس دون المساس بثوابت الدين.

الأزهر كأنموذج شامل

أضاف فضيلة المفتي أن الأزهر يمثل أنموذجًا شاملًا يستوعب مختلف المذاهب الإسلامية، بما في ذلك الأشاعرة والماتريدية، الفقهاء، المحدثين والصوفية. وهذا التنوع يعكس رحابة الشريعة، ويبين أن الاختلاف في إطارها زاد ورحمة.

رعاية الدولة للطلاب الوافدين

لفت مفتي الجمهورية إلى أن الدولة تولي اهتمامًا خاصًا للطلاب الوافدين، مقدمةً لهم كل مقومات النجاح والإقامة الكريمة. إدراكًا منها للدور الهام الذي يلعبونه كسفراء للعلم والفكر الرشيد بعد عودتهم إلى أوطانهم. مصر، بتاريخها العريق وريادتها الحضارية، لم تتوقف عن دعم القضايا الإنسانية وترسيخ السلام العالمي.

دور دار الإفتاء المصرية

وفي سياق متصل، أشاد فضيلته بالدور الهام الذي تقوم به دار الإفتاء المصرية والأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في نشر قيم الاعتدال والفكر المستنير. كما أكد على أهمية المؤتمرات والمبادرات التي تعزز صورة مصر العالمية كقوة ناعمة ورائدة في خدمة قضايا الأمة.

ختام المحاضرة

اختتم فضيلة المفتي كلمته بالتأكيد على أن الطلاب التايلانديين في الأزهر يُعتبرون جزءًا من العلاقات المتميزة بين مصر وتايلاند، وأنهم سيحملون معهم رسالة العلم النافع والدعوة بالحسنى. داعيًا الله أن يوفقهم ويسدد خطاهم، ويحفظهم وأوطانهم.


شارك