مجلة بوليتيكو تدعو مسؤولي الاتحاد الأوروبي لرؤية مأساة غزة عن قرب

دعا مقال رأي نشرته مجلة بوليتيكو الأوروبية مسؤولي الاتحاد الأوروبي إلى الالتفات إلى المأساة التي تعيشها سكان قطاع غزة، حيث تعاني المنطقة من المجاعة والمرض وحالة الحرب التي تسلبهم ملامح حياتهم الإنسانية.
زيارات القادة إلى كييف وغزة
ذكر المقال، الذي أعده مراسلو المجلة، أن أكثر من 70 مسؤولاً رفيع المستوى، من رؤساء دول إلى وزراء خارجية، قاموا بزيارة كييف منذ بداية العمليات العسكرية الروسية، مما يدل على أهمية هذه الزيارات في تعزيز التضامن مع ضحايا الحرب ومساعدة القادة على تشكيل مواقفهم السياسية استنادًا إلى الحقائق الملموسة.
غياب الدعم الأوروبي المباشر
على الرغم من النقاشات المحتدمة داخل الاتحاد الأوروبي حول سلوك إسرائيل في غزة ومدى انتهاكه لاتفاقية الشراكة بين الجانبين، إلا أنه لم يقم أي وزير خارجية أوروبي بزيارة غزة لتقييم الكارثة الإنسانية بشكل مباشر. واعتبر الخبراء أن هذا الغياب يعد موقفًا مُخزيًا وفرصة ضائعة لاستخدام النفوذ الأوروبي.
العلاقات التجارية بين الاتحاد وإسرائيل
أضاف المقال أن الاتحاد الأوروبي يمثل أكبر شريك تجاري لإسرائيل، حيث يشكل ثلث تجارتها العالمية، في حين لا تمثل إسرائيل سوى أقل من 1% من التجارة الخارجية للاتحاد. ومع تزايد الدول الأوروبية التي ترى في تصرفات إسرائيل انتهاكًا للاتفاق، أصبح ملف العلاقات التجارية قيد المراجعة.
إجراءات إسرائيل للتخفيف من الأزمة
رداً على هذه الضغوط، أعلنت إسرائيل عن خطوات لتوسيع نطاق وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة، بما في ذلك زيادة عدد شاحنات الإغاثة ونقاط العبور، بالإضافة إلى ضمان حماية عمال الإغاثة وإعادة تأهيل البنية التحتية الضرورية. ومع ذلك، لا تزال المعطيات على الأرض تشير إلى استمرار منع دخول معظم المساعدات، مما يزيد من حالة الجوع في القطاع.
الأوضاع المأساوية في غزة
أكد المقال أن الوضع في غزة لم يتغير بشكل ملموس رغم التعهدات الإسرائيلية، حيث يواجه الأطفال خطر الموت بسبب سوء التغذية، بينما تحذر الأمم المتحدة من أن غزة دخلت في سيناريو مجاعة محتمل. وقد أدت الاعتداءات الإسرائيلية إلى مقتل أكثر من 60,000 فلسطيني، وتشويه عشرات الآلاف من الأطفال، في وقت يعاني فيه الملايين من ظروف شبيهة بالمجاعة.
ضرورة تحمل المسؤولية
رأى المقال أن الالتزامات الجديدة التي أعلنتها إسرائيل تجاه الاتحاد الأوروبي تعتبر مجرد لفتات فارغة إذا لم تراقبها أوروبا بشكل فعال. لذا يجب على قادة أوروبا الإصرار على المساءلة لضمان التزام إسرائيل بمعايير السلوك الإنساني الأساسية.
دعوة لزيارة غزة
وذكر المقال أنه ينبغي السماح لكبار المسؤولين، بما في ذلك كAYA كلاس، بزيارة غزة للاطلاع على الأوضاع بشكل مباشر. فإذا كانت إسرائيل قادرة على تسهيل زيارة مسؤولين أمريكيين، فإنها ينبغي أن تكون قادرة على السماح بزيارة دبلوماسيين من الاتحاد الأوروبي أيضاً، مما يعكس مصداقية الاتحاد وسلطته الأخلاقية.
ضرورة التحرك الأوروبي
أشار المقال إلى أهمية اقتران الطموحات المتعلقة بحل الدولتين والعمل الجاد لمنع الفظائع. وظهر بعض التحرك الإيجابي، حيث أدانت كلاس في يوليو الماضي قتل المدنيين في غزة. وفي أغسطس، حذرت المملكة المتحدة وفرنسا وكندا من اتخاذ إجراءات ملموسة إذا لم توقف إسرائيل هجومها. حتى المستشار الألماني فريدريش ميرز أقر بأن أفعال إسرائيل لم تعد تُبرر.
الخلاصة
أكّد مقال بوليتيكو أن هذه التصريحات مرحب بها، لكن “الكلمات وحدها لا تكفي” لتحقيق التغيير الفعلي في الأوضاع المأساوية في غزة.