صورتها استحوذت على اهتمام العالم .. الذكريات الحزينة تلاحق سيدة من غزة

منذ 2 ساعات
صورتها استحوذت على اهتمام العالم .. الذكريات الحزينة تلاحق سيدة من غزة

 

وبعد أيام من بدء إسرائيل هجومها العسكري على قطاع غزة، التقطت رويترز صورة لإيناس أبو معمر وهي تبكي. وبقيت صورة إيناس أبو معمر وهي تبكي وتحتضن جسد ابنة أختها سالي البالغة من العمر خمس سنوات آنذاك، في ذاكرة العالم وتعبر عن عمق الأذى الذي يعاني منه أهل غزة. أصبحت هذه الصورة إحدى الصور التي تجسد بشكل واضح معاناة الفلسطينيين خلال القصف الإسرائيلي على قطاع غزة منذ عام.

قُتلت سالي مع والدتها وأختها الصغيرة وأجدادها والعديد من أقاربها. ومنذ ذلك الحين فقدت إيناس أبو معمر (37 عاما) أيضا شقيقتها التي استشهدت مع أطفالها الأربعة في قصف جوي شمال قطاع غزة.

 

نزحت إيناس أبو معمر ثلاث مرات لتجنب القصف الإسرائيلي، وأمضت مرة أربعة أشهر في خيمة. وعادت اليوم إلى منزلها في مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة. يوجد في سقف المنزل شقوق في كل مكان، وتغطي ستارة الدش فتحة بحجم النافذة في الحائط.

 

وقالت إيناس أبو معمر، وهي تجلس بين الأنقاض في المقبرة الصغيرة المجاورة لمنزل العائلة: “لقد فقدنا الأمل في كل شيء”، وأضافت أن قبر سالي كان بين الركام. وتابعت: حتى القبر لم يسلم من القصف.

 

ووفقا للسلطات الصحية الفلسطينية، أدت الحرب الإسرائيلية على غزة حتى الآن إلى مقتل ما لا يقل عن 41500 شخص، معظمهم من المدنيين.

 

غارة جوية

قبل 7 أكتوبر من العام الماضي، عانت غزة من حصار إسرائيلي واسع النطاق في أعقاب سيطرة حماس على القطاع في عام 2007. وقالت إيناس أبو معمر إن العمل قليل والواردات مقيدة بشدة، لكن عائلتها ظلت مستقرة.

 

وكانت إيناس تعيش مع زوجها بالقرب من عائلة شقيقها رامز، مما سمح لها بقضاء الكثير من الوقت مع أبناء أخيها أحمد وسالي وصبا.

 

عندما اشتد القصف بالقرب من المنزل بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول، فر رامز وعائلته إلى منزل أهل زوجته، على بعد كيلومتر واحد تقريبًا. وفي اليوم التالي تعرض المنزل لغارة جوية.

 

وعندما علمت إيناس أبو معمر بنبأ الغارة، توجهت مباشرة إلى مستشفى ناصر في خان يونس. وهناك رأت أحمد، الذي كان عمره آنذاك 4 سنوات، وأمسكت بيده. وجدت سالي جثة في المشرحة.

 

قالت: حاولت أن أوقظها. لم أستطع أن أصدق أنها ماتت.

 

وهناك، التقط مصور رويترز محمد سالم صورة لإيناس وهي تعانق ابنة أختها الراحلة التي كانت ملفوفة بملاءة بيضاء. حصلت الصورة على جائزة أفضل صورة صحفية دولية لهذا العام، وفازت بجائزة بوليتزر إلى جانب صور أخرى لرويترز عن هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول والحرب في غزة.

 

 


شارك