إعلانات مخادعة!

منذ 24 أيام
إعلانات مخادعة!

وأكد مواطنون وخبراء لـ«بوابة البلد» أن إعلانات العديد من المشاهير، التي يقدمونها بشكل مكثف لمتابعيهم، تثير سؤالاً محيراً يشعر به كل من يتابع محتواها ويلاحظ حماستهم الشديدة للترويج لمختلف السلع. دون الاهتمام بجودتها أو وجود عيوب فيها، مشيرين إلى أن دافعهم الأساسي لذلك هو طلب المال من خلال الدعاية المبالغ فيها لهذه السلع وحث متابعيها على شرائها عندما يرونها في أفضل حالاتها، وإبراز مميزاتها. مميزاتها وإخفاء عيوبها.

وضربوا المثل بإحدى المشاهير التي عرضت تجربة حية لمنتج تجميلي يدعي أنه يغير لون المناطق الحساسة. وأشاروا إلى قيام أحد المشاهير بالترويج لعطور مقلدة تهيج الجيوب الأنفية، إلى أحد المشاهير الذي يروج لزيت تطويل الشعر ويدعي استخدامه مع التباهي بكل عبوة جديدة يتم فتحها مجانًا. مما يجعل الجمهور عبوس.

وذكروا أن هذه الممارسات هي عمليات احتيال صارخة يجب أن تجعل المستهلكين يدركون أن مثل هذه الإعلانات هي مجرد وسيلة لكسب المال يحاول المشاهير من خلالها الحصول على مبلغ من المال غير ما يتوافق مع مصداقيتهم المفقودة.

وطالبوا الجهات المعنية بمنع ذلك منعا باتا من أجل سن قوانين وأنظمة تنظم مثل هذه الموجة التي يركب فيها المشاهير بحثا عن الدعاية بغض النظر عن كل الاعتبارات الأخلاقية الأخرى.

تبحث عن دخل مالي أعلى

وقال نواف السالم: «مغازلة الطامح إلى الشهرة بدأت تأخذ منحى مختلفاً. لأنهم يريدون استخدامها لزيادة دخلهم المالي، بغض النظر عن المحتوى الذي يتيحونه للجمهور ودون النظر إلى المجموعات التي تتابع وسائل التواصل الاجتماعي، حيث أن بعض هذه الإعلانات غير محتشمة وتروج لبضائع مقلدة أو عديمة الفائدة. لذلك، يجب على السلطات المسؤولة عن مراقبة محتوى المشاهير أن تتدخل لوضع ضوابط مقننة، بينما يجب على السلطات التنظيمية المسؤولة عن هذه المنتجات أن تتدخل لتوضح للجمهور مدى مصداقيتها ولوضع ضوابط على طريقة الترويج لها.

وذكر عادل العتيبي -الذي أصبح ضحية لتربح المشاهير- أنه اشترى عطرا ذات مرة عن طريق إعلان أحد المشاهير وأن المشاهير روجوا لثبات العطر وثبات رائحته لفترة طويلة من الزمن، لكنه وجد أن رائحة العطر القوية لم تدوم إلا دقائق معدودة، بالإضافة إلى حساسية الجيوب الأنفية.

وأشار إلى أن جزءا من شراء الجمهور لهذه السلع يعود إلى قيام المشاهير بعرض مقاطع فيديو للترويج لهذه السلع من أجل كسب المال.

ادعاءات المشاهير وأساليب التسويق

وقال الباحث الاجتماعي ياسر العقل: “البحث عن الشهرة والمال أصبح هاجسا لدى البعض؛ وهذا ما يدفعهم إلى استخدام أي وسيلة تدر عوائد مالية، حتى لو كان ذلك على حساب ثقة الناس أو فقدان المصداقية.

وأضاف: «الشهرة مرغوبة ومرغوبة، لكن هذا لا يعني أنها يجب أن تكون سلبية أو تلك الصورة السيئة التي يظهرها بعض المشاهير؛ للترويج لأي منتج وإقناع متابعيهم بشرائه وحتى جعلهم يعتقدون أنه الحل السحري لاحتياجاتهم. وهذا يعزز سلوك التسوق السلبي لدى المتابعين ويضعهم في دائرة من عمليات الشراء غير الضرورية. الفائز الأكبر في هذه العملية هو بائع التجزئة الذي يمتلك المنتج والشخصية المشهورة التي روجت له.

وأشار إلى أن مثل هذا السلوك يجب أن يقابل بوعي حقيقي من جانب المستهلك من حيث سعيه للجودة والضمان والخبرة، إذ لا ينبغي أن يهتدي بادعاءات الشخص المشهور وأسلوبه التسويقي، بل بل ابحث عنه إذا كان يحتاج إلى السلع التي يحتاجها بشدة، والتي تكون من مكان موثوق به وله سمعة طيبة في الأسواق.

الإفراط في المصطلحات الجذابة

قال عضو هيئة التدريس المتخصص في الإعلام الرقمي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة جازان د. وأوضح حسن أبو شريفة، أن منصات التواصل الاجتماعي تعتمد على نموذج العمل التشاركي، الذي يتيح للمستخدمين بناء قاعدة جماهيرية وتحقيق الدخل من خلال ترويج المنتجات وتسويقها باستخدام أحدث الأساليب والأساليب.

وقال: «في السنوات الأخيرة، تزايد عدد مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي الذين يحبون الإعلان، ليصل إلى عدد فلكي مقابل توزيع هذه المنتجات على منصات التواصل الاجتماعي، ومن حيث الأموال، فقد حدثت مخالفات في الآونة الأخيرة». وقع بشأن استخدام مصطلحات جذابة في الإعلانات لا تتماشى مع التشريعات والقيم الاجتماعية في تسويق المنتجات التي يروج لها بعض مشاهير وسائل التواصل الاجتماعي.

مراقبة ممارسات الإعلان والتسويق

وقال المتخصص في الإعلام الرقمي د. وقال حسن أبو شريفة إن الأكاديمي والمفكر الأسترالي جون هارتلي يقول: “إن المشاهير الصغار يعملون كعلامة تجارية متحركة للمنتجات”، وهكذا معظم المشاهير في العالم الغربي الذين لا يعترفون إلا بالمادة والمادة، وهذه الممارسات تذهب إلى هناك أبعد من أي حدود. فرض على المعلنين تجربة منتجات معينة وعرض تجاربهم مع المنتجات على منصات التواصل الاجتماعي والتعرف فقط على ما يتم تحقيقه من خلال الأرقام والمشاهدات.

وأضاف: “لقد تم سن قوانين تنظيمية لضبط مثل هذه الممارسات الإعلانية والتسويقية التي تنطوي على مخالفات تخدش الحياء وتدمر القيم، ويتم تعميم هذه الممارسة من خلال الترويج لمنتجات معينة وتسويقها بشكل يهدم المبادئ والقيم الأخلاقية، ومحاولات “””شرعنة هذا النوع من استخدام المصطلحات أو تطوير الممارسات والتمثيل والإعلان”.” المنتجات تنتهك قيمنا الاجتماعية، وهنا يأتي دور الهيئة العامة لتنظيم الإعلام، التي ستكون بمثابة حصن منيع ضد هذا الاستخدام المخالف للإعلان الرقمي وتسويق المنتجات باستخدام أساليب وممارسات غير قانونية، فضلاً عن فرض عقوبات مباشرة، بما في ذلك تعليق ترخيص الإعلان وفرض غرامات رادعة.

عقوبات وسائل الإعلام المرئية والمسموعة

المحامي د. وأكد عبد الله شرقاوي أن المحتوى المنشور عن المناطق الحساسة للصواعق في جسم الإنسان يعد مخالفة واضحة للنظام ويعاقب عليها نظام الإعلام المرئي والمسموع الذي نص في مادته الخامسة الفقرة الثالثة عشرة على عدم عرض وسائل الإعلام لمحتوى مخالف. ينتهك الأخلاق الحميدة أو يصور العري والملابس غير المحتشمة أو المثيرة للغرائز أو يستخدم لغة بذيئة.

وقال: «إذا ارتكب أحد المشاهير شيئاً مخالفاً للقانون سواء في الترويج لمنتج أو تقديم محتوى مخالف، فإنه يواجه العقوبة المنصوص عليها في نظام الإعلام المرئي والمسموع في المادة السابعة عشرة، والتي جاءت على النحو التالي: الغرامة». بما لا يتجاوز 10 ملايين ريال.” ويخضع إيقاف مزاولة المهنة لمدة لا تزيد على ستة أشهر وإلغاء الترخيص واسترداد الغرامة إلى التعجيل بإنفاذ المكاسب المالية التي حصل عليها المخالف كعقوبة. نتيجة المخالفة، و”تضاعف الغرامة المفروضة أو المقدرة في حالة تكرار المخالفة أو استمرارها أو عدم معالجتها خلال المدة التي تحددها الهيئة، وكان هذا الفعل يشكل مخالفة صريحة لقانون ذلك الفعل”.


شارك