أبو الغيط: حجم القنابل التي أُلقيت على غزة يفوق قوة القنبلة النووية التي أُلقيت على هيروشيما ونجازاكي

منذ 15 أيام
أبو الغيط: حجم القنابل التي أُلقيت على غزة يفوق قوة القنبلة النووية التي أُلقيت على هيروشيما ونجازاكي

وأكد ذلك أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية

وقال في كلمته في الجلسة الافتتاحية للمجلس الاقتصادي والاجتماعي على المستوى الوزاري، إن حجم العدوان الإسرائيلي على غزة يفوق الدمار الذي خلفته قنبلتي هيروشيما وناكازاكي، إضافة إلى الخسائر الاقتصادية التي ستستغرق عقودا من الزمن. للتغلب على آثارها.

وقال أبو الغيط: اليوم يمر عام على بدء العدوان الإسرائيلي الغاشم على فلسطين. إن هذا الهجوم لم يكن الأول من نوعه، لكنه بالتأكيد الأعنف والأكثر همجية وانحرافا عن القانون والأخلاق والإنسانية، لقد تابعنا جميعا بشاعة وجرائمه، كما نشاهد بقلق بالغ إسرائيل استمرار المحاولات.. توسيع دائرة الصراع إلى دول الجوار بذرائع وحجج تحددها أبعادها الداخلية وحسابات سياسية شخصية، وبات واضحاً للجميع، ولا يخفى على أحد، أن ذلك ينطوي على الخطر الحقيقي لتفشي المرض إن حرباً إقليمية ستكون لها بلا شك عواقب مدمرة على المنطقة والعالم أجمع، وسيكون لها أثر خطير على الشعوب التي تسعى إلى التنمية والتقدم، كما أنها ستعيد هذه المنطقة سنوات إلى الوراء.

وأضاف أبو الغيط أن الفترة الماضية كانت صعبة على الشعب الفلسطيني الذي نجا من هذه المأساة وتعايش مع أعبائه قدر استطاعته، وتحمل ظروفا قاسية تفوق بكثير ما يمكن أن يتحمله الناس، ولم تتزعزع الثقة في عدالة القضية التي دافعوا عنها. قليل. وأمام قنابل العدو وآلياته وصواريخه، كل ذلك حدث على خلفية عجز دولي عن إيقاف المعتدي. بل وأحيانًا يمنحونه درعًا حتى يتمكن من الاستمرار في ارتكاب الفظائع مع الإفلات من العقاب أو المساءلة.

وقال: “نفتتح اليوم أعمال الدورة 114 للمجلس الاقتصادي والاجتماعي، والتي ستناقش فيها عددا من القضايا المهمة، في مقدمتها موضوع “دعم الاقتصاد الفلسطيني”.. وهو موضوع يطرح بانتظام إن هذا المجلس الموقر يُدعى إلى اجتماع سبتمبر من كل عام منذ نحو ثلاثين عاماً، ولكنه اليوم يكتسب أهمية خاصة وأولوية واضحة.

وأضاف أن تقرير هذا العام يسلط الضوء بالأرقام على الخسائر البشرية والمادية الهائلة التي تكبدها الشعب الفلسطيني نتيجة العدوان الإسرائيلي الغاشم عليه منذ 7 أكتوبر من العام الماضي، نظرا لما جلبه هذا العدوان من دمار واسع النطاق ومتعمد. وتأثيراتها على جميع سبل العيش بكافة قطاعاتها في جميع أنحاء الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وتؤكد هذه الأرقام والإحصائيات أن كمية القنابل والمتفجرات التي ألقيت على قطاع غزة تجاوزت عشرات الآلاف من الأطنان، وهو ما يفوق بكثير قوة القنبلة الذرية التي ألقيت على مدينتي هيروشيما.

النجازقي خلال الحرب العالمية الثانية.

وقال أبو الغيط إن هذه الجرائم خلفت خسائر بشرية ومادية فادحة، لن يكون من السهل التعافي منها.. وللأسف لن تحدث في وقت قصير.

وأضاف أن الاحتلال يتباهى منذ بداية عدوانه الغاشم بقصف غزة بآلاف القنابل يوميا… منها المئات التي لم تنفجر وقد تنفجر في أي لحظة… لتضاف كارثة أخرى إلى مجمل المآسي التي تعيشها البلاد. ابتلي بها القطاع منذ ما يقارب العام.. هناك جيل كامل من الأطفال فقدوا حياتهم الأكاديمية الطبيعية.. ناهيك عن الوضع الصحي المزري.. تشهد عودة أمراض اختفت منذ ربع قرن منذ.

وأنا هنا أؤكد أن هذه الجريمة التي ترتكبها إسرائيل بلا هوادة، تستهدف أجيالاً بأكملها من الشعب الفلسطيني، وليس الجيل الحالي فقط. إن هذه الجرائم لن تختفي وستبقى مشاهد القتل والتعذيب والتهجير والتجويع المروعة أمام أعيننا ولن تمحى من الذاكرة الفلسطينية والعربية والإنسانية.

وقال أبو الغيط إن السنوات الأخيرة لم تعد الأفضل على مستوى العالم من حيث مؤشرات التنمية البشرية. ولأول مرة، انخفض عدد الأشخاص الذين يخرجون من الفقر في جميع أنحاء البلاد وبين البلدان وفيما بينها… إلى شبكات الإمداد الهشة، إلى التدهور البيئي وتغير المناخ، مما يدعو إلى التشكيك في مفهوم النمو المستدام، ولكنه يجلب أيضاً مشاكل مثل الصراع المتفشي والظروف غير المستقرة، التي تؤثر على صورة المنطقة وجاذبيتها كموقع استثماري. ومن المؤسف أن أشير هنا إلى الدول التي تعطلت مسيرتها التنموية بسبب الصراعات الداخلية، مثل السودان واليمن وليبيا.

وشدد على أن تعزيز النمو الاقتصادي المستدام في منطقتنا يتطلب تغييرا نوعيا في نهجنا تجاه بؤر الأزمات وعدم الاستقرار كأولوية ملحة، وأن التحديات العالمية تتطلب أيضا منظورا جديدا لجهود التكامل الاقتصادي. إن التوجه اليوم -في كافة مناطق العالم- هو مواصلة توطيد العلاقات الاقتصادية والتبادلات التجارية على مستوى المناطق الجغرافية.. بعد أن ظهرت مشاكل العولمة وخطورة الاعتماد عليها استراتيجيا.

وقال إنه يجب تسريع وتكثيف جهود التكامل الاقتصادي العربي لمواجهة التحديات القائمة. كما نحتاج إلى تفعيل الآليات العربية القائمة في مختلف المجالات للاستفادة منها، بما في ذلك تطوير أداء المنظمات العربية المتخصصة، وهو ما هو جدول أعمال اجتماع اليوم.


شارك