رئيس الوزراء: إفريقيا لديها فُرصًا واعدةً للتجارة والاستثمار لارتفاع النمو السكاني

منذ 15 أيام
رئيس الوزراء: إفريقيا لديها فُرصًا واعدةً للتجارة والاستثمار لارتفاع النمو السكاني

اليوم د. ألقى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، نيابة عن الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، كلمة خلال الاجتماع الثاني رفيع المستوى بعنوان “التحول الصناعي وتحديث الزراعة والتنمية الخضراء”. فعاليات قمة منتدى التعاون الصيني الأفريقي في العاصمة الصينية بكين بحضور جمهور رفيع المستوى منهم: الرئيس سيريل رامافوزا رئيس دولة جنوب أفريقيا، وانغ هونينغ رئيس المجلس الوطني الصيني المؤتمر الشعبي السياسي الاستشاري وعدد من رؤساء الدول ورؤساء الحكومات الذين حضروا القمة.

وبدأ رئيس الوزراء كلمته في مقر المركز الوطني للمؤتمرات بالعاصمة بكين بتوجيه الشكر لجمهورية الصين الشعبية الصديقة والرئيس شي جين بينغ على حفاوة الاستقبال والاستضافة الكريمة لمنتدى التعاون الصيني الأفريقي التاسع، وهنأ الشعب الصديق. جمهورية الصين. بمناسبة العيد الوطني الـ 75 القادم.

دكتور. وأكد مصطفى مدبولي أن مصر أول دولة عربية وإفريقية تعترف وتقيم علاقات دبلوماسية مع جمهورية الصين الشعبية منذ عام 1956، وأن ذلك كان بداية لأكثر من نصف قرن من العلاقات الوثيقة مع دولة صديقة تشارك مصر معاً. وأفريقيا وشعوب البلدان النامية تسعى جاهدة لتحقيق التنمية والرخاء والسلام.

وأشار رئيس الوزراء إلى أن اجتماع اليوم ينعقد في سياق عالمي مليء بالأزمات والتحديات السياسية والأمنية والاقتصادية على كافة المستويات، الأمر الذي يتطلب اعتماد نهج مختلف وأكثر عدالة وإنصافا، مع الأخذ بعين الاعتبار المتغيرات الدولية والتطورات المتنامية. الاحتياجات التنموية لدول الجنوب، وخاصة القارة الأفريقية، في إطار تجديد الالتزام الدولي لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، ولا سيما مكافحة الفقر والجوع، واستعادة أولويات العمل الدولي مع تحقيق التنسيق والتماسك والتكامل بينها وبين أولويات الأجندة الأفريقية 2063، التي انطلقت خطتها العشرية الثانية في ما يسمى بعقد تسريع التنمية الأفريقية.

وأشار إلى أن القارة الأفريقية تتمتع بآفاق تنموية واسعة حيث تشهد هذا العام أكبر نمو سكاني في العالم بأكثر من 1.5 مليار نسمة، وبالتالي تعتبر سوقا ضخمة بها فرص واعدة للتجارة والاستثمار، خاصة بعد التوقيع. اتفاقية التجارة الحرة القارية ودخولها حيز التنفيذ. ويعد هذا إنجازًا كبيرًا تم تحقيقه خلال الرئاسة المصرية للاتحاد الأفريقي عام 2019، مضيفًا أن الشعوب الأفريقية هي أيضًا شعوب شابة، وهو ما يتطلب الأفارقة، وندعو الحكومات إلى العمل الدؤوب لدعم جهود هؤلاء الملايين من الشباب لبناء بلدانهم.

ومن هذا المنطلق يرى د. وقال مصطفى مدبولي، إنه بسبب رئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي للجنة التوجيهية لوكالة تنمية الاتحاد الأفريقي (نيباد)، الذراع التنفيذية لسياسات التنمية للاتحاد الأفريقي، تحاول مصر استغلال رئاسته لتسريع تنفيذ تلك السياسات. الواردة في أجندة 2063 للأهداف الإنمائية للاتحاد الأفريقي والعمل مع إخواننا وشركائنا للتغلب على العقبات الرئيسية التي تعوق تنفيذها، ولا سيما من خلال حشد الأموال للمشروعات الأفريقية الرائدة مثل سد إنجا وممر تنمية البحر الأبيض المتوسط وبحيرة فيكتوريا (VICMED) وسد القاهرة. – طريق كيب تاون السريع، فضلا عن استكمال شبكة الربط الكهربائي بين مختلف القطاعات عبر القارة، إيمانا بمركزية مثل هذه المشاريع في التكامل الاقتصادي وجهود التكامل القاري.

واعتبر رئيس الوزراء أن تحقيق التطلعات المشروعة للشعوب الأفريقية في النمو والتنمية والرخاء والتغلب على العقبات التي تقف في طريق ذلك هي المسؤولية الأساسية التي لا يمكن إنكارها على عاتق الحكومات والشعوب الأفريقية، مضيفا أن هذا هو حجم كل من الجهود المبذولة. فالفرص والتحديات التي تواجه القارة وشركائها الاستراتيجيين مثل الصين، تتطلب من الجميع التفكير خارج الصندوق وتبني أساليب جديدة لتحقيق المصالح المشتركة.

وفي هذا السياق، قال رئيس الوزراء د. مصطفى مدبولي مبادرة التنمية العالمية التي أطلقتها الصين عام 2021، والتي أكدت على هدف قيادة الدول النامية لعمليات التنمية الاقتصادية بما يتوافق مع أولوياتها الوطنية، مع فتح الباب على مصراعيه للاستفادة منها، لافتا إلى موافقة مصر على هذا المقترح. مضيفًا أن رؤية مصر للتنمية المستدامة بحلول عام 2030 مدمجة أيضًا في أولويات مبادرة التنمية العالمية، مثل مبادرة الحزام والطريق.

كما جدد رئيس الوزراء إشادة مصر بالمبادرات العشر التي أعلنها صباح اليوم الرئيس شي جين بينغ، رئيس جمهورية الصين الشعبية، في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية للقمة لتعزيز العلاقات الصينية الأفريقية في كافة المجالات.

ومن هذا المنطلق، أشاد رئيس مجلس الوزراء في كلمته بالاختيار الناجح لموضوع مناقشة جلسة اليوم: التحول الصناعي والتحديث الزراعي والتنمية الخضراء، لارتباط هذه المواضيع الوثيق بتحديات الحاضر والمستقبل في مصر. والقارة الأفريقية، وذلك في المقام الأول من خلال خلق فرص العمل للمواطنين ورفع مستويات معيشتهم وتحقيق طموحاتهم في الحياة الكريمة.

وشدد رئيس الوزراء على أن القارة الأفريقية تحتاج إلى شراكة حقيقية مع الصين التي نجحت في تحقيق انتعاش صناعي يقع في نطاق أهداف المنتدى الصيني الأفريقي ويتسق أيضا مع نتائج القمة الاستثنائية للاتحاد الأفريقي. عُقد مؤتمر بشأن التصنيع في نيامي، النيجر في عام 2022، مما يؤكد من جديد التزامه بتنمية وتعزيز هذا القطاع المهم لأنه يتماشى مع المبادرات ذات الصلة للاتحاد الأفريقي، ولا سيما مبادرة تسريع التنمية الصناعية في أفريقيا (AIDA). وأشار إلى أن ذلك يجب أن يشمل تحسين مهارات وقدرات القوى العاملة، ونقل الخبرات والاستفادة من العديد من الاتفاقيات التجارية بين المجموعات الأفريقية بهدف زيادة معدلات التصدير وتشجيع القطاعين العام والخاص في الصين على إنتاج المزيد من المنتجات الصينية لتوجيه الاستثمارات إلى أفريقيا. دول القارة، لتعزيز الجهود في توطين الصناعة ونقل التكنولوجيا، والاستفادة من القدرات الكبيرة لدول القارة ومن خلال نقل المعرفة وتبادل الخبرات.

وفي كلمته قال د. وقال مصطفى مدبولي، إن الحكومة المصرية ترى أن تطوير القطاع الصناعي محرك للنمو الاقتصادي، وأن مصر تسعى جاهدة لتعزيز البنية التحتية الصناعية وتعميق الصناعة من خلال وضع استراتيجية وطنية للصناعة. ومن أجل النهوض بالصناعة المصرية وتحويل مصر إلى مركز صناعي إقليمي، يوضح أن هذه الخطة ترتكز على عدة محاور منها إنشاء مصانع جديدة لتلبية جزء من احتياجات السوق المحلية ومتطلبات الإنتاج من خلال تعميق الصناعة، بالإضافة إلى زيادة القاعدة الصناعية بهدف زيادة الصادرات، وخاصة الصناعات التي تعتمد على المواد والمواد الأولية الموجودة بالفعل في السوق المحلي أو التي تتوفر تكنولوجيا ومدخلات إنتاجها بجودة عالية وبأسعار تنافسية بالإضافة إلى العمالة في السوق المحلي. الإنتاج، مما سيساعد على تقليل معدل البطالة وزيادة المستوى المعيشي للأسر المصرية، حيث تستهدف مصر أن يكون لديها 7 ملايين عامل في القطاع الصناعي بحلول عام 2030، وهو ضعف العدد الحالي البالغ 3.5 مليون عامل، بالإضافة إلى محور المواكبة مع التوجهات الحديثة في الصناعة وأنظمة التحول الرقمي وتوسيع الصناعات الخضراء من خلال الدعم الفني للمصانع من خلال خدمات التحول الرقمي وأنظمة الكمبيوتر المتخصصة والروبوتات الصناعية، فضلاً عن إطلاق منصة مصر الصناعية الرقمية لإتاحة كافة الخدمات الصناعية إلكترونياً، إجراءات تبسيط وتسهيل على المستثمرين إصدار جميع أنواع التراخيص ودفع جميع الرسوم مباشرة من مكان واحد فقط.

وفي هذا السياق، أشاد رئيس الوزراء بمختلف أوجه التعاون بين مصر والصين في مجال الصناعة، خاصة إنشاء منطقة تيدا للتعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين الصديقين، قائلاً إن منطقة تيدا تعد نموذجاً يحتذى به. مشروع متميز يوضح العلاقة بين استراتيجية الحزام والطريق الصينية واستراتيجية تنمية محور قناة السويس المصرية.

وأضاف أنه بعد أكثر من 16 عاما من التطوير والبناء، أصبحت منطقة تيدا منصة مهمة للتعاون الاقتصادي والتجاري بين مصر والصين، حيث ساهمت المنطقة في جذب نحو 170 استثمارا بنهاية يوليو 2024 وجذب الشركات إلى المنطقة في العديد من القطاعات الصناعية المختلفة، بما في ذلك قطع غيار السيارات ومواد البناء والمنسوجات والصناعات الكيماوية والأجهزة الكهربائية والهندسة الميكانيكية وغيرها من الصناعات، لافتاً إلى أن حجم الاستثمار الفعلي للمشاريع في المنطقة تجاوز 3 مليارات دولار، فيما تجاوزت المبيعات ووصل حجم أعمالها إلى أكثر من 5 مليارات دولار، وساهمت المنطقة في خلق ما يقرب من 10 آلاف فرصة عمل مباشرة، بالإضافة إلى أكثر من 80 ألف فرصة عمل غير مباشرة، بالإضافة إلى مئات الشركات الصينية العاملة في مصر والتي تستفيد من خدمات الحكومة المصرية؛ وأهمها الرخصة الذهبية التي تسهل إجراءات إنشاء المصانع.

دكتور. وأكد مصطفى مدبولي أن تحديث الزراعة لا يقل أهمية عن تحديث الصناعة لتحقيق الأمن الغذائي لشعوب القارة، حيث أنها مشكلة معقدة، حيث يشير الجزء الأول منها إلى التحديات، وما علينا يواجه العالم صعوبة في الحصول على المواد الخام الغذائية والأسمدة بسبب تقلب سلاسل التوريد العالمية، وتعطل طرق الشحن وتأثير الزراعة في العديد من البلدان النامية بسبب آثار تغير المناخ. ويتعلق الجزء الثاني بالتحدي التمويلي الذي تعاني منه البلدان النامية. مستورد صاف خاصة للمواد الغذائية بما في ذلك مصر بعد ارتفاع فاتورة وارداتها في ظل الارتفاع القياسي في الأسعار العالمية للمواد الخام الزراعية الاستراتيجية خلال السنوات الأخيرة، مضيفا أن الزراعة تمثل حجر الزاوية في اقتصاد العديد من الدول الأفريقية. تمثل أكثر من 25% من الناتج المحلي الإجمالي للقارة.

وأضاف أنه على الرغم من أن القارة الأفريقية تمتلك أكبر مساحة من الأراضي الصالحة للزراعة على الإطلاق، إلا أن نسبة السكان الجائعين تواصل الارتفاع حتى وصلت إلى 20.4% من إجمالي سكان القارة، كما أن أكثر من نصف سكان العالم يعانون من الجوع.

وشدد رئيس الوزراء على أهمية تحديث الزراعة لمواكبة التحديات الاجتماعية والاقتصادية التي تواجه القارة الأفريقية الأكثر عرضة للتأثيرات السلبية لتغير المناخ. وأكد أن مصر تسعى جاهدة لزيادة الإنتاجية وتحقيق الأمن الغذائي. والاستفادة من التكنولوجيا الحديثة لدى الجانب الصيني. من خلال تلقي الدعم الفني والتكنولوجي وتبادل الخبرات، خاصة في مجالات الغابات ومكافحة التصحر والمحاصيل المقاومة للجفاف وإدارة الموارد المائية وأنظمة الري الحديثة ومعالجة المياه وتحلية المياه.

دكتور. وأكد مصطفى مدبولي في كلمته أن مشكلة شح المياه تؤثر على 2.5 مليار شخص في العالم، وهو ما يتطلب جذب الاستثمارات وتعزيز التعاون مع شركاء التنمية لتطوير القطاع الزراعي في الدول النامية ونقل وتوطين التكنولوجيا لتسهيل التكنولوجيا وبناء القدرات. وتحسين البنية التحتية في المناطق الريفية، وتطوير أساليب زراعية وأنظمة ري مستدامة، وتقليل الخسائر في الإنتاج الزراعي لتحقيق مستوى آمن من الاكتفاء الذاتي.

واعتبر رئيس الوزراء أن التأثيرات المتزايدة للتغير المناخي تشكل تهديدا وجوديا على المدى الطويل، مما يؤدي إلى تفاقم تحديات الأمن الغذائي ومتطلبات مواصلة تطوير القطاع الزراعي في الدول النامية، الأمر الذي يتطلب مواجهة هذا التحدي انطلاقا من تنمية شاملة وشاملة. ومنظور اجتماعي، مشيرًا إلى أن هذا بالضبط ما طالبت به مصر خلال المؤتمر. واستضافت المؤتمر السابع والعشرين لأطراف الاتفاقية الإطارية بشأن تغير المناخ (COP27)، وخصصت مؤتمر التنفيذ، وتضمنت اعتماد القرار بشأن العمل المشترك لتنفيذ تدابير تغير المناخ في مجالات الزراعة والأمن الغذائي.

ودعا رئيس الوزراء إلى التركيز على العلاقة المهمة بين المناخ والسلام والأمن، وكذلك تأثير تدهور المناخ على التنمية والرفاهية، كجزء من الرؤية المتكاملة التي يجب أن تتبناها دول القارة. استقرار ورخاء الشعوب، مع الإشارة في هذا السياق إلى أهمية تقديم الدعم الفني والمالي للشركاء في المبادرات الأفريقية ذات الصلة، وفي مقدمتها مبادرة الاستجابة للمناخ من أجل الحفاظ على السلام (CRSP).

وفي هذا السياق قال د. مصطفى مدبولي، أن مصر تضع حماية البيئة في مقدمة أولوياتها وأن التنمية الخضراء في مقدمة رؤية 2030 للتنمية المستدامة، يجدد اهتمامه بالتعاون مع الصين من خلال تشجيع التعاون والاستثمارات في المجالات الخضراء وتعزيز التنمية المستدامة وأشار إلى أهمية التحرك السريع للعمل على تنمية الكربون واغتنام فرصة التحول في مجال الطاقة العالمية لإيجاد نقاط نمو جديدة في مجال التنمية الخضراء وتعميق التواصل والتعاون في مجالات الاقتصاد الأخضر والطاقة النظيفة وغيرها. تفعيل مركز التميز التابع لوكالة الاتحاد الأفريقي للتنمية (NEPAD)، ومقره في مصر، ودعم قدرته على مساعدة البلدان الأفريقية على معالجة آثار تغير المناخ.

وفي نهاية حديثه قال د. وأشار مصطفى مدبولي إلى أن البرامج والالتزامات الجديدة التي أعلنها الرئيس شي جين بينغ ستساعد في تعزيز الشراكة الصينية الأفريقية في مختلف المجالات، بما يساعد في دفع الجهود نحو التنمية الشاملة في أفريقيا، مؤكدا أن مصر عازمة على مواصلة التعاون مع الصين وأشقائها في الدول الأفريقية لتنفيذ نتائج الدورة التاسعة لمنتدى التعاون الصيني الأفريقي في بكين، مما يسهم في تحسين مستوى العلاقات الصينية الأفريقية وتحقيق تطلعات الشعوب الأفريقية في التنمية. والرخاء والسلام والاستقرار.


شارك