ميقاتي: كلنا تحت سقف القانون

منذ 16 أيام
ميقاتي: كلنا تحت سقف القانون

لا حماية سياسية لرياض سلامة، هذا ما خلصت إليه التعليقات التي رافقت توقيف سلامة اليوم (الثلاثاء)، فيما تجري التحقيقات، ببلاغ من المدعي العام التمييزي جمال الحجار، بشبهة سرقة أموال مصرفية خاصة في الولايات المتحدة، ملفات شركة أوبتيموم المعلقة والعقود المبرمة بين البنك المركزي والشركة المتعلقة بشراء… بيع السندات الحكومية وشهادات الإيداع بالليرة واستلام العمولات من قبل الشركة.

أكد رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي أن توقيف رياض سلامة هو قرار قضائي ولن نتدخل فيه، مضيفا: “القضاء يقوم بواجبه وكلنا تحت حماية وزير العدل هنري الخوري”. وعلق على ذلك بقوله: “القضاء قال كلمته ونحن نحترم قرار القضاء”.

من جانبه، أوضح المدعي العام التمييزي القاضي جمال الحجار، أن توقيف سلامة “يشكل حبساً احتياطياً وآثاره لمدة أربعة أيام، على أن يتم إحالته لاحقاً من قبل محكمة استئناف بيروت إلى التحقيق”. وسيتم التحقيق معه واتخاذ القرار القضائي المناسب بحقه.

في المقابل، صرح الرئيس التنفيذي لشركة «أوبتيموم إنفست» اللبنانية رين عبود بعد الاعتقال، أنه «لم يتم استدعاء الشركة إلى اجتماع اليوم بسبب تعاملها مع حاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة». بعد جلسة المحكمة تم القبض على المتهمين بجرائم مالية تتعلق بالشركة”.

وأضاف عبود في مقابلة مع رويترز: “الشركة علمت باعتقال سلامة من وسائل الإعلام وأجرت تدقيقا ماليا لتعاملاتها مع البنك المركزي اللبناني في وقت سابق من هذا العام ولم تجد أي دليل على أن الشركة ارتكبت أي مخالفات من هذا القبيل”.

واللافت أن عام 2023 كان مليئا بالملاحقات القانونية ضد سلامة بناء على اتهام سابق من سويسرا، تليها دول أوروبية أخرى ضد سلامة وشقيقه رجا، سرقا بموجبه أكثر من 330 مليون دولار من بنك لبنان بين عامي 2002 و2002 في عام 2015. وفي مارس/آذار 2022، أعلنت وكالة الاتحاد الأوروبي للتعاون القضائي في المسائل الجنائية عن تجميد ما يقرب من 120 مليون يورو (130 مليون دولار) من أصولها في فرنسا وألمانيا ولوكسمبورغ وموناكو وبلجيكا فيما يتعلق بقضية، وفقا لـ “رويترز”. مكتب المدعي العام، يشتبه في تورط سلامة.

منذ عام 2022، يحاول القضاء اللبناني، بموجب أوامر سياسية، قطع الطريق أمام محاكمة أوروبية لسلامة في الخارج. ولذلك، بدأ تحقيقه الخاص بعد أن تلقى طلباً للتعاون القضائي السويسري بموجب بند سيادة القضاء اللبناني. ويعلنون أن السلطات اللبنانية ستنظر في إجراءات مماثلة ضد سلامة على الأسس القانونية نفسها وستحاكمه وتقدمه للمحاكمة في لبنان.

كما أصدرت فرنسا مذكرة توقيف في 16 مايو 2023 من قبل القاضي الفرنسي المكلف بالتحقيق في أموال حاكم مصرف لبنان وممتلكاته في أوروبا، بعد غياب سلامة عن جلسة استماع في باريس. وأصدر الإنتربول نشرة حمراء بحق سلامة في الأسبوع نفسه، تلتها ألمانيا ولوكسنبورغ.

وفي 24 مارس/آذار، عرض سلامة إفادته بشأن مذكرة التوقيف الفرنسية الصادرة بحقه أمام المدعي العام التمييزي القاضي عماد قبلان. وفي نهاية اللقاء قرر قبلان إطلاق سراحه على أن يبقى قيد التحقيق ومصادرة جوازات سفره ستمنعه من مغادرة البلاد.

ثم، في 15 شباط 2023، رفعت الدولة اللبنانية، ممثلة برئيسة هيئة القضايا في وزارة العدل القاضية هيلينا اسكندر، دعوى قضائية ضد سلامة وشقيقه رجا وماريان الحويك وكل من الأشخاص الذين سماهم، بحسب النيابة الاستئنافية في بيروت، باشروا التحقيق وطلبوا توقيفهم ومصادرة ممتلكاتهم وتجميد حساباتهم وحسابات أزواجهم وأبنائهم القاصرين حفاظاً على سلامتهم. حقوق الدولة.

كما طلبت تقديم لائحة اتهام بحقهم تمهيدا لمحاكمتهم أمام محكمة الجنايات في بيروت، لإنزال أشد العقوبات بحقهم نظرا لخطورة الجرائم المتهمين بها، مع الاحتفاظ بحق تحديد الشخصية. التعويض بالإضافة إلى إصدار القرار بوضع إشارة بهذا الإجراء على أموال المدعى عليه لمنعهم من التصرف فيها.

بحلول يوليو/تموز، استجوب أبو سمرة سلامة ثلاث مرات، في 12 و18 يوليو/تموز و2 أغسطس/آب، بتهم “اختلاس أموال عامة، والتزوير، وغسل الأموال، والإثراء غير المشروع، والتهرب الضريبي”. محامية سلامة ورئيسة هيئة القضية هيلانة اسكندر.

وفي جلسة 2 أغسطس، أنهى أبو سمرة استجواب سلامة، وتركه بانتظار استجواب شقيقه رجا ومساعده ماريان الحويك. إلا أن إسكندر سارع إلى الطعن على قرار إخلاء سلامة أمام النيابة العامة. وقبلت هيئة الادعاء البديل هذا الاستئناف وحددت جلسة لاستجوابه، لكنه لم يحضر. ونظرًا لأنه لم يتم إبلاغه بالتعيين بشكل صحيح، فقد تقرر تأجيل الاجتماع إلى موعد لاحق حتى تتمكن النيابة العامة الثانية، التي كانت مشغولة أثناء عطلة المحكمة، من إبلاغه مرة أخرى.

وفي الموعد الجديد للاستجواب، تم تسليم الملف إلى النيابة الأصلية بعد انتهاء عطلة المحكمة، وقبل دقائق قليلة من الجلسة الثانية، تقدم وكيل سلامة بدفوع ضد النيابة الثلاث المتعاقبة التي تولت الملف. كما أجبرت النيابة الأصلية على رفع يدها من الملف وانتظار الفصل في الخلافات.


شارك