«عائدات النفط» تفضح حكومة الدبيبة.. والميليشيات تهيمن على غرب ليبيا

منذ 18 أيام
«عائدات النفط» تفضح حكومة الدبيبة.. والميليشيات تهيمن على غرب ليبيا

تسير حكومة عبد الحميد الدبيبة (المنتهية ولايتها) على خطى ما تسمى بـ”حكومة الوفاق الوطني” بقيادة فائز السراج، كما فرضتها القوات الدولية على الشعب الليبي عقب الإطاحة بالزعيم الراحل معمر. القذافي، قبل أن يساهم في تدهور الأوضاع الأمنية والسياسية والاجتماعية. فهي تتلاعب بثروات البلاد (أصولها المالية والنفطية)، وتجند القوات الأجنبية والمرتزقة، وتمكن من تشكيل ميليشيات ضد الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، الذي يسعى إلى توحيد البلاد والتصدي للمؤامرة التي تكشفها ليبيا.

والأجواء التي أدت إلى سقوط حكومة فائز السراج تشبه الأجواء الحالية التي تحيط بحكومة عبد الحميد الدبيبة الذي يتولى الرئاسة منذ مارس 2021، رغم سحب الثقة البرلمانية منه ومن حكومته. ورغم فشله في مواكبة الفترة الانتقالية، وفشله في إجراء الانتخابات (الرئاسية والبرلمانية)، واتساع الفجوة بين مؤسسات ليبيا، إلا أنه لجأ إلى غرب البلاد، خلال الظروف المأساوية التي تعيشها البلاد. تهدد باندلاع الصراع المسلح.

تتوغل مليشيات مسلحة وعناصر مرتزقة في منطقة طرابلس التي يسيطر عليها عبد الحميد الدبيبة، وترفض هذه الوحدات الخضوع للمؤسسات الليبية الرسمية، وتستغل حالة الفوضى قبل أن تبادر هذه الميليشيات، للمشاركة في الهيمنة على البلاد. ثروات الشعب الليبي والحصول على عوائد مالية كبيرة مقابل نفقات قياداته وأفراده على حساب الشعب الليبي. بالإضافة إلى ذلك، بدأت تؤثر على التعيينات الحكومية، كما في حالة رئيس البنك المركزي الليبي الصديق الكبير، حيث رفضت المليشيات القرار وهددت باقتحام البنك في أي حال من الأحوال مجلس النواب الليبي.

ويمثل موقف الميليشيات المدعومة من عبد الحميد الدبيبة تحديا صارخا لمؤسسات الدولة الرسمية، مما اضطر مجلس النواب إلى تعليق إنتاج النفط والغاز الليبي لحين عودة محافظ البنك إلى البلاد ومباشرة مهامه القانونية. لحماية ثروات الشعب الليبي من التلاعب والسرقة. وأوضح مجلس النواب (في بيان له)، أن “ما قام به المجلس الرئاسي بتعيين رئيس للبنك غير الذي عينه مجلس النواب، مخالف للقانون والإعلان الدستوري والاتفاق السياسي” أن السؤال “تعيين محافظ مصرف ليبيا من الاختصاصات الأصيلة لمجلس النواب بالتشاور مع مجلس الدولة.”

دعا رئيس مجلس النواب المستشار عقيلة صالح، إلى “ضرورة احترام المؤسسات السياسية ومقومات المجتمع الشرعية والدستورية الناشئة عن الإعلان الدستوري والاتفاقيات الدولية المبرمة والمضمنة دستوريا والمثبتة في الاتفاق السياسي”. ويصر المجلس الرئاسي (وحكومة الدبيبة) على رفض قرار مجلسي النواب والدولة الليبيين بـ”تعيين الصديق الكبير محافظا للمصرف”، ما أدى إلى تعقيد الأمر، وقال تهديد لاستقرار البلاد وعودة الاقتتال الداخلي مما دفع سفارات الدول الكبرى إلى المطالبة بوقف التصعيد.

ومن جانبه، أصدر مجلس الأمن الدولي بيانا دعا فيه القادة الليبيين والمؤسسات السياسية والاقتصادية والأمنية إلى خفض التوترات والامتناع عن استخدام القوة أو التهديد بها أو غيرها من التدابير الاقتصادية لممارسة الضغط، كما يرى أنه من الضروري أن التوصل إلى حل ودي للأزمة المتعلقة بالبنك المركزي. كما دعا المجلس الجهات الفاعلة والمؤسسات الفاعلة في الواقع الليبي إلى الامتناع بشكل عاجل عن الإجراءات الأحادية الجانب لأنها من شأنها زيادة التوترات وتقويض الثقة وزيادة الانقسامات والخلافات المؤسسية بين الليبيين.

وكانت البعثة الأممية قد أعلنت مؤخرا عزمها عقد اجتماع طارئ يضم الأطراف المتضررة من أزمة مصرف ليبيا المركزي من أجل التوصل إلى توافق بناء على ولايتها المنصوص عليها في قرار مجلس الأمن رقم 2702 لسنة 2023، لا سيما فيما يتعلق بالنزاع. وقاية. وتدعو البعثة الأممية إلى تعليق جميع القرارات الأحادية المتعلقة بمصرف ليبيا المركزي، والوقف الفوري لأعمال العنف في حقول النفط، ووضع حد لإشراك مصدر الدخل الرئيسي للبلاد في الصراعات السياسية، ووقف التصعيد، من بين أمور أخرى استخدام العنف لتحقيق أهداف سياسية أو مزايا فئوية وضمان سلامة موظفي البنك وحمايتهم من التهديدات والاعتقالات التعسفية.

دعت لجنة “6+6” المكونة من مندوبين عن مجلسي النواب والدولة، إلى تشكيل حكومة جديدة لحكم البلاد بعد فشل الحكومة الحالية في تحقيق الأهداف والمهام المنوطة بها منذ تشكيلها عام 2021. ويرى مراقبون أن الأحداث ستتكرر بنفس الطريقة، بعد… أدى توقف إنتاج النفط والغاز في ليبيا إلى مخاوف من ارتفاع أسعارهما في سوق النفط العالمية، وزيادة التحركات الدولية، لخفض التصعيد و. حل النزاعات بنفس الطريقة التي كانت عليها في عام 2020، من خلال عقد منتدى للحوار بين الأطراف وانتخاب حكومة جديدة حتى تتمكن البلاد من الخروج من المأزق السياسي الحالي.

وربما تكون هناك محاولات لعقد مؤتمر خلال الأيام القليلة المقبلة للتقريب بين الأطراف السياسية الليبية واستعادة إنتاج النفط الليبي، خاصة وأن التقارير تشير إلى أن ليبيا على أبواب ثورة شعبية بعد أكثر من 13 عاما من الفوضى السياسية منذ الإطاحة. الرئيس الليبي السابق معمر القذافي يغرق البلاد في حالة من الفوضى. وتركزت الحرب الأهلية التي أدت إلى تراجع الخدمات المقدمة للمواطنين، وانقطاع الكهرباء والماء بشكل دائم، وتراجع مستوى الرعاية الصحية في المستشفيات، وانعدام الأمن وانتشار الميليشيات المسلحة في جميع المرافق الرئيسية.


شارك